قائمة الموقع

كرسي متحرك وكاميرا.. سلاح "مؤمن قريقع" في مسيرة العودة

2018-04-03T07:03:58+03:00

استهدفه الاحتلال قبل سنوات في أثناء ممارسته لعمله الصحفي، فبُترت ساقاه، لكنه لم يمتنع عن حمل الكاميرا، فكيف يفعل ذلك والقاعدة تقول: إن "الصورة بألف كلمة"، ورغم الصعوبات التي يواجهها، إلا أنه يصوب عدسته ضد العدو، ليرصد بها الحقيقة، وينقلها إلى العالم، فيسهم في دحض الرواية الإسرائيلية، ولأجل ذلك لم يغِب عن مسيرة العودة، وإنما كان "تحت النار" يلتقط صورًا تنطق بسلمية المتظاهرين وبوحشية العدو.

الصورة الحقيقية

المصور الصحفي "مؤمن قريقع"، والذي يعمل لعدد من الوكالات المحلية والدولية، يصمم، رغم إعاقته، على المشاركة في إيصال الصورة الحقيقية للعالم، وعن ذلك يقول: "نحن الصحفيين نعمل بدافعٍ وطني ومهني، وعلى الرغم من أن الاحتلال يستهدفنا دائمًا، إلا أننا نواجه التحديات ونرصد الأحداث كما هي".

وأضاف في حوار مع "فلسطين": "إلى جانب الكاميرات التي نرصدها على الحدود خلال الأحداث، يوجد كاميرات أخرى موجودة لدى الاحتلال تحاول رصد الأحداث بطريقة مختلفة تمامًا وتصيغ عليها الروايات التي تريدها، لذلك أحاول بكل طاقتي أن أوصل الصورة الحقيقية التي يبحث عنها العالم".

من على كرسيه المتحرك، يستمر قريقع منذ سنوات في تغطية الأحداث التي تشبه الظروف التي أُصيب فيها، إذ يؤمن أن توثيقه للأحداث مقاومة.

ويواجه الكثير من الصعوبات بسبب تنقله على كرسيٍ المتحرك، لكن هذا لا يمنعه من بذل الجهد لالتقاط صور توثق الأحداث بشكل مختلف، فهو كغيره من الصحفيين يسعى للحصول على صور مميزة ومختلفة تحمل رسالة وتجذب الجمهور.

وقال: "إذا استسلمت للاستهداف الذي تعرضت له، فسينتصر الاحتلال علينا، سننهزم وتُكسر إرادتنا، وسنبقى حبيسي التفكير السلبي، ولكننا بتحدينا جميع الظروف نقاوم المحتل بطريقة مختلفة، المصور الصحفي مقاوم ومدافع عن أرضه بعدسته التي يستخدمها لإيصال الحقيقية".

وأضاف: "دائمًا أعمل في وجهتين متناقضتين، خاصة عند توثيق الأحداث الساخنة على الحدود وفي مناطق القصف، إذ أكون صورة لكثير من الوكالات العالمية، كصحفي مصاب يوثق الحدث، والرسالة الثانية أنني إنسان يجتهد لتكون صورته مختلفة عن الآخرين".

وتابع: "أمام ما حدث معي، لا أملك إلا أن أقف صامدًا في المواجهات، وأن أنقلها للعالم بوجهها الصحيح، فكل فلسطيني مُعرض لأن يُصاب مثلي، ولا بد من التحلي بالعزيمة والإرادة اللتين لا يكسرهما المحتل مهما حاول".

وأوضح قريقع: "الاحتلال في كل حدث يحاول قمع الصحفيين ليمنعهم من تغطية الأحداث لاحقًا، وقد أُصيب الكثير منّا، ولكننا نعود للميدان مرة أخرى، لنوصل رسالة للاحتلال مفادها أن كل محاولاته لن تنجح في دفعنا لمغادرة مكاننا، وسنبقى نوثق الحقيقة ليشاهد العالم هذا البطش، ولنكذب الرواية التي يحاول الإعلام العبري إيصالها للعالم، فإذا استُهدفت أنا اليوم فغدًا غيري سيستهدفون ولكنهم لن يتراجعوا أبدًا".

اخبار ذات صلة