قائمة الموقع

مسيرات العودة تشحذ همم المقدسيين إيذانًا باليوم الكبير

2018-04-03T05:43:47+03:00
حشود من المتظاهرين في مسيرة العودة (تصوير / ياسر فتحي )

ينظر المقدسيون إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شاركوا في زحف العودة الجمعة الماضية في قطاع غزة كمحفز يستمدون من أطفاله ونسوته وشيوخه وشبانه الثائرين قوتهم في مواجهة إجراءات الاحتلال العنصرية التهويدية في مدينة القدس المحتلة، حيث أعادت المسيرة قضية ملايين الفلسطينيين المهجرين والمعذبين إلى صدارة المشهد السياسي والإعلامي الدولي.

ويقول الناشط المقدسي طارق داود إن الاحتلال يخشى من جموع المشاركين في المسيرات السلمية على السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 48 ليس بسبب العدد، فالعدو "لا يحسب حساباً للفعاليات السلمية ولكن خوفه اليوم يعود إلى الديانة اليهودية التي تتحدث بشكل صريح أن مثل هذه الفعاليات تعتبر بداية النهاية لـ(إسرائيل).

ويبيّن داود أن سفري "يوئيل واشعياء" (أسفار في التوراة اليهودية) تتحدث بشكل واضح عن تجمعات ضخمة مع بدايتها تنتهي الدولة اليهودية.

وجاء في سفر يوئيل "يأتيكم شعب كثير مقتدر يعبد الله كتفاً على كتف، كما ينتشر الفجر على الجبال، ليس له شبيه منذ الأزل ولن يكون له شبيه من بعد إلى سنوات وأجيال وأجيال، أمامه النار تأكل وخلفه اللهيب يحرق، أمامه الأرض كجنة عدن وخلفه قفر وخراب ولا ينجو منه شيء... شعب مقتدر مصطف للقتال من وجهه ترتعد الشعوب، وجميع الوجوه يومئذ قد شحبت كالأبطال يسرعون وكرجال الحرب يتسلقون السور وكل منهم يسير في طريقه ولا يحيد عن سبيله ولا يزاحم أحدا بل يسير كل واحد في طريقه ومن خلال السهام يهجمون ولا يتبددون يثبون إلى المدينة – والمقصود بها القدس - ويسرعون إلى السور ويصعدون إلى البيوت ويدخلون من النوافذ".

وأما سفر اشعياء فيقول "فترفع راية لأمة بعيدة وينادى لها من أقصى الأرض فإذا بها مقبلة بسرعة وخفة ليس فيها منهك ولا عاثر ولا تنعس ولا تنام ولا يحل حزام ولا يفك رباط نعليه، سهامها محددة وجميع قسيها مشدودة تحسب حوافر خيلها صوانا ومركباتها إعصاراً، لها زئير كاللبؤة وهي تـزأر كالأشبال وتزمجر وتمسك الفريسة وتخطفها وليس من ينقذ فتزمجر عليه في ذلك اليوم كزمجرة البحر".

ووفق داود فإن هذه المواصفات المذكورة تتناسب بشكل كبير جدا مع أهالي قطاع غزة وبالتالي هذا ما يبث الخوف في نفس الاحتلال أكثر من أي شيء آخر، فهذه المسيرات تعني بداية نهاية كيانهم المحتل .

العودة وهبة البوابات

أما الشاب المقدسي حازم ربيع فيقول إنه تابع عن كثب كل ما حدث يوم الجمعة في قطاع غزة، مشيرا أنه استذكر مطولاً الأحداث على بوابات المسجد الأقصى حين اعتصم الشبان المقدسيون مدة 14 يوماً لإزالة البوابات الإلكترونية "استطعنا دخول المسجد الأقصى مكبرين مهللين تدفعنا العزيمة والإرادة، ما سيحدث في قطاع غزة إصرارهم على دخول أراضيهم التي هجروا منها سيأخذهم إلى هناك طال الزمن أم قصر".

ووجه ربيع رسالة إلى أهل غزة يحثهم فيها على الصبر والثبات فقال "أهل غزة هم من علمونا المعنى الحقيقي للصبر فرغم الحروب والحصار إلا أنهم متواجدون في كل مناسبة وطنية وبصماتهم لا تخفى على أحد فإن كانت البداية من عندهم فالكرة ستتدحرج وتصل إلى كل مكان في هذا الوطن".

في حين يصف المسن المقدسي أبو العبد، مسيرات العودة في غزة بأنها "خطوة إبداعية، فكما أبدعت المقاومة بدحر العدو عن أراضي القطاع عام 2005، ومثلما أبدعت في تحرير الأسرى، يبدع اليوم أهالي غزة بفعالياتهم السلمية التي تطالب بحقنا جميعاً بالعودة إلى أراضينا التي سلبت منا".

ويتمنى أبو العبد، لو أن هذه المسيرات تعم جميع مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة "فالعودة حق لكل فلسطيني أينما كان، وهذه الخطوة يجب أن يبنى عليها خطوات أخرى"، كما يقول.

وأما المقدسي ليث عبد ربه فعدّ ارتقاء الشهداء برصاص قناصة جيش الاحتلال على السياج الفاصل "تضحية جديدة تقدمها غزة لأجل استعادة حقوق الفلسطينيين جميعاً"، مشدداً على أن مثل هذه التضحيات يجب أن تصل إلى الضفة والقدس وحتى الشتات "حتى ننتزع حقوقنا بالعودة والحرية من حلق الاحتلال".

ومن جهتها اعتبرت الناشطة المقدسية منى بربر مسيرات العودة "شحذ لقوى المقدسيين، وذكرت الجميع بأن هناك حقا سلب منها اسمه حق العودة ويجب علينا دفع الغالي والنفيس في سبيل استعادته والحصول عليه".

وتتمنى بربر أن تستمر الفعاليات في غزة حتى تاريخ النكبة الفلسطينية وأن تنتهي في الأراضي المحتلة عام 48 كما هو مخطط لها تماماً؛ مناشدة جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج بأن يحذوا حذوا أهالي القطاع والمطالبة بهذا الحق الشرعي للفلسطينيين جميعاً .

اخبار ذات صلة