قائمة الموقع

​مسيرة "العودة الكبرى".. الشعب الفلسطيني يستلم زمام المبادرة

2018-04-02T06:51:48+03:00

بعد سبعين عامًا من الانتظار قرر الشعب الفلسطيني اللاجئ أخذ زمام المبادرة بيده، بالمشاركة في مسيرة "العودة الكبرى"، مستندًا إلى سلاح المقاومة الشعبية والنضال السلمي، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول التأثيرات التي أفرزتها هذه المسيرة، إلى جانب دلالاتها ومتطلبات تحقيق أهدافها.

وبدأت تلك المسيرة، الجمعة الماضية، في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، بمشاركة مئات الآلاف من المواطنين على التخوم الشرقية قطاع غزة، وتستمر حتى موعد ذكرى النكبة الفلسطينية، في 15 أيار/ مايو المقبل.

حق العودة

وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية معين مناع، إن مسيرة العودة أظهرت عدة دلالات أبرزها أن الشعب الفلسطيني ما يزال يكتنز في وجدانه عاطفة قوية واقتناعا جارفا بحقه في العودة، وأن هذا الشعب بعمومه وشبابه على وجه الخصوص، يسترخص الحياة من أجل العودة إلى دياره.

وأضاف مناع لـ"فلسطين"، أن دلالة ثانية تتعلق في أن من يحمل راية هذا الحق، بإيمان وصدق سيجد بأن الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وأجياله وقواه يقف خلفه ويسير معه ويلتف حوله، مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات، إضافة إلى أن حق العودة في وجدان الشعب الفلسطيني لا يضاهيه شيء مهما كان، ولا يمنعه أي سلاح سواء كان سلاح الجوع والحصار أو سلاح الصفقات والتسويات.

ولفت إلى أن مشهد المسيرة احتوى على قوة ايمانية وسياسية وقانونية وميدانية، تفوق كل الترتيبات والصفقات، وقد بدا ذلك بشكل واضح في عدد من التأثيرات، السياسية أهمها وضع "صفقة القرن" وأطرافها وأجندة تنفيذها أمام تحد صعب؛ جعل هذه الأطراف تفكر بالتريث ومراجعة حساباتها، فيما يمكن وفيما لا يمكن.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استفاق على حقيقة أن حق العودة يمثله شعب حي ما يزال جاهزا لتقديم المزيد من التضحيات من أجله، ولا تمثله الأنظمة العربية المتساوقة كما لا تمثله "القيادة الفلسطينية الرسمية الوديعة".

ورأى مناع أن مسيرة العودة أفرزت تأثيرات ميدانية إلى جانب السياسية، تتعلق في استخدام سلاح جماهيري جديد في المواجهة الميدانية مع الاحتلال، وهو ما أسفر عن ارتباك المؤسسة الحكومية للأخير وأجهزتها السياسية والأمنية.

وبين أن الجماهير الفلسطينية على مختلف شرائحها أدركت أن اقتحام الحدود المصطنعة داخل الوطن المحتل، وممارسة الحق أمرًا ممكنا، وعدم الاكتراث بأي عائق أو تهديد مهما كان أمره.

وفيما يتعلق بمتطلبات تحقيق هذه المسيرة أهدافها، بين الخبير في الشؤون الاستراتيجية أن يجب ضبط حراك المسيرة وفعالياتها، والمحافظة على استمرار هذه المسيرة بوتيرة مدروسة، تتوافق مع رؤية القيادة للتطورات الميدانية والسياسية، في سياق الأهداف المحددة لها، إضافة لمواكبة القيادات، بكافة مستوياتهم، ومشاركتهم في مقدمة الصفوف.

إسناد الجماهير

ورأى أن بقاء المقاومة وأجنحتها المسلحة، في مشهد إسناد الجماهير ضمن تصور حماية الشعب؛ وبما يجعل الاحتلال يراجع حساباته بشكل دائم، ويضبط انفعالاته وهو يتعامل مع فعاليات المشاركين.

ويتفق رئيس اللجنة الدولية لمسيرة العودة الكبرى زاهر بيراوي مع سابقه مناع، فقال إن مسيرة العودة جاءت بمثابة تفكير "خارج الصندوق"، لاستخدام أدوات المقاومة الأكثر قدرة على التأثير ضمن المعطيات المتاحة، وهي أداة المقاومة الشعبية السليمة التي تستند للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة والخطاب الإعلامي الذي يمكن قبوله دوليا.

وأكد بيراوي في حديثه لـ "فلسطين" أن حراك مسيرة العودة رفع من الاهتمام الدولي، وأجبر أطراف عدة للحديث بإيجابية عن حقوق الشعب الفلسطيني لا سيما حق العودة، وعنف دولة الاحتلال، والمطالبة بالتحقيق مع الأخيرة، كما جرى في مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوربي وعبر دول عربية.

وأضاف أن الاحتلال أدرك أن هناك عامل قوة لدى الشعب الفلسطيني، وأن دولته مهدده وجوديا ليس بسبب سلاح المقاومة و"جماعات ارهابية" كما يزعم، بل بسبب وجود اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المحيطة.

ورأى بيراوي إلى أن السلطة الفلسطينية وجدت نفسها ومع مشاركة حركة "فتح"، والفصائل على مختلف توجهها في مسيرة العودة السلمية، مرغمة على رفع سقفها بالمطالبة بحماية الشعب الفلسطيني ومعاقبة الاحتلال على قتل شهداء غزة.

وذكر أن مسيرة العودة ألقت بآمال عريضة لتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة سيما مع مشاركة الجميع بها وتحققها في الميدان، وهو ما يدعو السلطة رام الله لالتقاط الفرصة للاتحاد مع تطلعات شعبنا الفلسطيني، والمبادرة بذلك على أساس الثوابت.

وبين أن أهم مقومات نجاح مسيرة العودة وركائز استمرارها يتمثل في بقاء المسيرة سلمية حتى النهاية، مضيفا "إذا تم جر الفلسطينيين لحالة من العنف والمواجهات المسلحة بأي شكل فلن تستطيع تحقيق أهدفها نهائيا".

وشدد على أن المسيرة لابد وأن تبقى شعبية بعيدًا عن الفصائلية، وضرورة تعاون كافة الجهات لتوفير المستلزمات والمقومات اللوجستية لها وصولا لتاريخ 15 من مايو/ أيار القادم، لضمان نجاحها.

ولفت بيراوي إلى ضرورة عدم التراخي بعد يوم الجمعة الماضية، واستمرار التغطية الإعلامية، والحراك على المستوى الدولي والتواصل مع المنظمات الدولية والشعبية وحكومات العالم لطلب الحماية من العنف الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة