تداعت عائلات وعشائر محافظة رفح جنوب قطاع غزة، إلى أرض مخيم العودة شرق المحافظة، قرب موقع الاحتلال الإسرائيلي العسكري المعروف باسم "كرم أبو سالم"، دعما لمسيرات العودة الكبرى التي تزامنت مع ذكرى يوم الأرض، أمس الجمعة.
هنا خيمة لعائلة الهمص، وبجانبها خيمة لعائلة برهوم، وقربهما خيمة لعائلة عدوان، وغيرها من الخيم المنصوبة شرق رفح، افترشتها العائلات الفلسطينية تعبيرا عن تمسكهم بالعودة إلى قراهم وبلداتهم التي هجرهم منها الاحتلال قسرا.
ولم تتسع الخيم المنصوبة في أرض المخيم للجماهير الزاحفة نحو الحدود، والتي افترشت الأرض على أطرافه وحوله.
وبدأت المحتشدون يومهم بإعداد طعام الإفطار على أنغام الأغاني والأناشيد الوطنية والثورية، الداعية للتمسك بحق العودة.
وشهدت خيمة العودة شرق رفح مشاركة واسعة من الأطفال والنساء وكبار السن إلى جانب الشباب والرجال، الذين أدوا صلاة الجمعة، وتناولوا طعام الغداء، ثم تشتتوا على أطراف المخيم ووسطه.
وحضر المسن جمال السطري مبكرا، وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "أملنا بالعودة كبير، ونرى هذا الأمر قريبا".
وتابع: "الاحتلال يعول على مقولته الخائبة أن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكننا اليوم نشهد صحوة لا مثيل لها، وهاهم الكبار يورثون حب الأرض، والتمسك بحق العودة للصغار، والذين يقودون الحراك والجماهير".
وذكر أن أصوله تعود إلى بئر السبع، معربا عن أمله بأن يرى ترابها قبل رحيله وقد شارف على السبعين من عمره.
وقال: "سنعود إلى أرضنا التي اغتصبها الاحتلال وعصاباته المجرمة".
بدوره، قال الحاج محمد عفانة من بلدة السوافير الغربي: "سبعون عاما نعيش النكبة والتشرد، نريد العودة إلى ديارنا".
وأوضح عفانة الذي تقدم الصفوف إلى جانب الشباب والفتيات: "سنعود غصبا عن الاحتلال وداعمه الأكبر أمريكا".
من ناحيتها، قالت المواطنة ميرفت الهمص، والتي توشحت بالكوفية الفلسطينية، ورفعت علم فلسطين على بعد أمتار قليلة عند جنود الاحتلال: "لنا حقوق لن ننساها، جئنا لنؤكد عليها".
وتابعت: "ليست غزة فقط بلادنا، بل فلسطين من نهرها إلى بحرها بلادنا ومن حقنا العودة إليها"، مشددة في حديثها لصحيفة "فلسطين" على أن الاحتلال إلى زوال وسيبقى أصحاب الحق في هذه الأرض.
أما الفتاة ميساء أبو العينين والتي تنحدر أصولها لبلدة بشيت في فلسطين المحتلة، أوضحت أنها تعيش سيناريو وبروفة العودة، سيما أنها التحمت بالجماهير المحتشدة نحو الحدود، والتي قالت إنها "ستزول يوما ويزول معها الاحتلال".
أما المسن عدنان أبو لبدة (68عاما) الذي وصف "نتنياهو" و"ترامب" بالخنازير والكلاب التي تستولي على حقوق غيرها وتلتهمها، قال: "نحن راجعون عائدون إلى بلادنا يبنا وأسدود والمجدل وحيفا ويافا وجميع فلسطين".
وتابع: "جئنا شيوخا وأطفالا ورجالا ونساء على بعد 30 مترا عن الشريط الحدودي الزائل بإذن الله، لنؤكد على حق العودة، ونؤكد على تمسكنا بأرضنا ومقدساتنا وترابنا".
وأعرب عن شوقه وحبه لبلدته الأصلية يبنا، مشيرا إلى أنه يملك فيها 350 دونما.
وقال: "لم ينصفنا أحد، لا أمم متحدة ولا غيره، لكننا أصحاب الحق وبإذن الله سننتصر".
وفي السياق، أكدت المواطنة فاطمة يونس والتي جاءت برفقة عائلتها إلى أرض المخيم، على حق العودة، مشيرة إلى أنها توشحت هي وبناتها الثلاثة بالأزياء الفلسطينية التراثية، إحياء للتراث الفلسطيني الأصيل الذي يحاول الاحتلال سرقته.
وقالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "يجب على العالم أن يعرف أننا لن نتخلى عن حقنا بالعودة إلى ديارنا"، مضيفة: "جميع الصفقات المشبوهة والمشاريع التصفوية لقضيتنا ستسقط وتتكسر على صخرة صمود شعبنا وتمسكه بحقوقه".
وشهدت أرض المخيم فقرات إبداعية للأطفال، أخرجوا من خلالها مواهبهم في النشيد والإلقاء الشعري.