يتلهف فراس أبو شوشة، للمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار للتعبير عن حقه في أرضه وقريته التي هجر منها أجداده قسراً قبل 70 عاماً.
وينتمي أبو شوشة (24 عاماً) إلى قرية النبي روبين قضاء مدينة الرملة جنوب يافا، ويذكر الشاب جيداً تاريخ قريته الذي حفره في أعماق ذاكرته نقلا عن جده.
ويقول لصحيفة "فلسطين": "قرية النبي روبين هي قرية فلسطينية بدوية أقيمت في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتقع على الضفة الجنوبية من وادي السرار وتبعد 11 كم جنوبًا من مدينة يافا، فجاءت تسمية القرية نسبة للنبي روبين بن يعقوب الذي يدعي البعض أنه مدفون داخل إحدى المقامات في القرية".
ويستعد الفلسطينيون للمشاركة بمسيرات العودة وكسر الحصار في ذكرى يوم الأرض يوم غد الجمعة 30 مارس/ آذار، انطلاقًا من السياج الأمني الفاصل مع قطاع غزة تجاه الداخل الفلسطيني المحتل عام 48.
وتؤكد الهيئة الوطنية العليا للمسيرة، أن الحدث الشعبي سيكون سلمياً وبخطوات فعلية غير مسبوقة بالقرب من السياج الفاصل شرق غزة، وهو السبب الذي شجع صبحي المصالحة على العزم على المشاركة .
ويقول لصحيفة "فلسطين": "هذه المسيرات إحياء لحلم حق العودة القادمة الذي راودني منذ طفولتي بالرجوع إلى مسقط رأس أهلي الذي حرمت منه وحُرم منه والدي منذ تهجيره قسرًا عام 1948".
ويضيف: "سأشارك في مسيرة العودة لأعيش لحظات الحلم الجميل الذي ولد معي وكبر فينا، وجهزت أبنائي صهيب 3 سنوات، وأنس 7 أشهر، وسأقف بهم على خط التماس ليكونوا على موعد حقيقي مع العودة إلى ديار آبائهم وأجدادهم".
ويعتبر المصالحة مسيرات العودة وكسر الحصار مرحلة جديدة وأداة مهمة من أدوات المقاومة لإنهاء رحلة اللجوء الصعبة التي بدأت منذ احتلال فلسطين "تذوق فيها اللاجئون صنوف الذل والهوان والبعد عن أراضيهم وديارهم، ومع ذلك ما مات فينا الحلم والحنين".
ولا تتوقف الرغبة بالمشاركة بالمسيرة التي تنظر إليها سلطات الاحتلال كحدث أمني يحمل تحولات في الوعي الفلسطيني والعالمي بأساس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث هيئت عبير سمحان نفسها للمشاركة.
وسمحان من سكان بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، تقول: "رغم أني لست لاجئة، لكنني سأجتمع مع عائلتي ونخيم على الحدود الفاصلة، وسنرفع شعارات تؤكد على حق الفلسطينيين بأرضهم المحتلة رغم أنف الجميع".
وتضيف لـ"فلسطين" بشأن دوافع مشاركتها "ليس بالضرورة أن يشارك اللاجئون فقط في المسيرات، وكوني لست بلاجئة لا يعني أن أمرهم لا يعنيني، يجب المشاركة وإيصال رسالة للعالم مفادها أننا مرابطون على هذه الأرض مهما تآمر وتخاذل مَن حولنا".
وترى سمحان في المسيرة حدثاً فاصلاً وتأكيدًا على "الوعي الشبابي الثائر المتمسك بقضيته بعيداً عن أي أحزاب سياسية أو تفرقة بين الشخوص".
ظروف تهجير
الشابة العشرينية زينة الحواجري، تؤكد أنها وطدت نفسها على المشاركة بندوات تثقيفية وتوعوية للحديث عن أهمية الحدث ودوره في نفوس الناس من جهة، وفي نفوس سلطات الاحتلال.
وترى في حديث لـ"فلسطين" أن الفعالية تعد من أهم الإجراءات التي اتخذت في قضية العودة، قائلة "لدينا تغذية راجعة عن أثر المسيرات ونتائجها، لا أستخف بهذه المسيرة وأعلم بأن نتائجها ستكون إيجابية لوضع حلول حقيقية، ولا أراها محطة فاصلة في تاريخ القضية وإنما نتيجة طبيعية وتسلسل منتظم لأحداث امتدت على مدار ما يزيد عن سبعين عاما".
وتقول الهيئة المنظمة: إن المسيرة تعد تطبيقا عمليا للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948 والقاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المسلوبة، مؤكدة أن المسيرة سترفع العلم الفلسطيني فقط.
وترى الهيئة أن النضال السلمي يفتح المجال أمام حركات التضامن العالمية وتجمعات الضغط الداعية لمقاطعة الاحتلال وكل المتضامنين مع قضية الشعب الفلسطيني للمشاركة في مسيرة العودة، أو دعم الحدث بتنظيم وقفات أمام مقرات السفارات الأمريكية حول العالم، نظرا لصعوبة وصول المتضامنين بسبب الحصار الخانق المفروض على غزة.