يُصر أبناء شعبنا في قطاع غزة على المشاركة في مسيرة العودة وكسر الحصار التي ستنطلق، الجمعة المقبلة، رغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تفريقها، وخلق حالة من التخاذل بين أوساط المشاركين.
ودأبت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على ابتكار سلسلة من الأفكار والمقترحات التي تهدف للنيل من صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على العودة لأراضيه المحتلة، التي وإن دلت فإنها تدل إلى وجود حالة من التخبط لديها.
وكان من بين الاقتراحات التي قدمها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" لمنع الجماهير من الوصول للسياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948م، وهو إنزال أدوية ومواد غذائية على مسافة قريبة من المسيرات، من أجل إلهاء الجمهور الفلسطيني، وأن الذي يمنع عنهم الدواء والغذاء هو (أبو مازن) وليس (اسرائيل)، وفق ما ذكرت "القناة 13" العبرية.
ويقول المواطن أبو البراء (40 عاما)، إن هذه المقترحات تعبر عن حالة الخوف والتخبط والقلق التي يعيشها الكيان الإسرائيلي، بسبب مسيرة العودة.
ويضيف أبو البراء الذي يقطن حي الشجاعية، شرق غزة، لـ "فلسطين"، إن محاولات الاحتلال لن تفلح في ثني الجمهور الفلسطيني عن مواصلة مسيرته وطريقه نحو العودة والحرية.
ويتابع "أنا كجزء من هذا الشعب سأشارك بكل امكانياتي في هذا العرس والحدث الوطني الفلسطيني، الذي بدأ يربك حسابات الاحتلال، ودفعه للبحث عن خيارات لمواجهته".
فيما يقول المواطن أبو زياد أبو حصيرة، إن الاحتلال ينتهج سياسة بث الاشاعات ضد الحراك الفلسطيني القادم نحو أراضيه المحتلة.
ويشير أبو حصيرة لـ "فلسطين"، إلى أن الاحتلال بدأ بإشاعة تسلل عدد من الشبان المسلحين، ثم فكرة إنزال الأغذية والادوية والمساعدات لأهالي القطاع، مشدداً على أن "الاحتلال له هدف أسمى وأكبر من قضية المساعدات".
ولم يستبعد أبو حصيرة أن يُقدم الاحتلال فعلاً على مثل هذه الخطوة، مستدركاً "لكن هناك وطن كامل يريد أبناء شعبنا أن يعود له، فكل المساعدات التي قدمها وسيُقدمها لن تنسيه حقه بالعودة للأراضي المحتلة".
ملامح التحدي والقوة بدت واضحة على محيا أبو حصيرة بعدما قال "سأشارك في المسيرة رغم كل محاولات الاحتلال للنيل من صمود الشعب الفلسطيني وإفشال تحركاته الوطنية(..) سنعود إلى أراضينا قريباً بإذن المولي".
هكذا كان الحال لدى المواطنة أم وسام جبر، التي أكدت إصرارها على المشاركة في مسيرة العودة الكبرى يوم الجمعة المقبل، رغم كل إجراءات الاحتلال وتجهيزاته العسكرية.
وتقول جبر لـ"فلسطين"، "سأصطحب أطفالي للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى أيضاً، لترسيخ تمسكه بحق عودته لأرضه التي نهبها الاحتلال".
ودعت الجماهير الفلسطينية لعدم الاستجابة لمحاولات الاحتلال الرامية لإفشال مسيرة العودة، والاستمرار بالزحف، وصولاً إلى الأراضي المحتلة عام 48.
من جانبه، يؤكد المستشار علاء الدين العكلوك عضو الهيئة العليا لدعم مسيرة العودة الكبرى، أن الاحتلال يتخبط ويعيش في أزمة حقيقية، جراء الهبة الشعبية القوية التي يقودها الشعب الفلسطيني.
ويقول العكلوك لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال يحاول خلق حالة من البلبلة بين الصف الفلسطيني الموحد، مشدداً على أن المجتمع الفلسطيني لا يلهث وراء الطعام والدواء.
ويضيف أن "هذه المحاولات لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة مسيرته نحو الأراضي المحتلة، لاسيما أنه قدم أرواحه رخيصة فداءً لفلسطين".
ويشير إلى أن الدافع الأساسي وراء تنفيذ مسيرة العودة، هو الإرادة الفلسطينية وتمسك الشعب الفلسطيني بحقه في العودة إلى الأراضي المحتلة التي هُجّر منها عام 1948.
ويستبعد العكلوك أن يستجيب الجمهور الفلسطيني لمثل هذه الأفكار في حال جرى تطبيقها، كونه انطلق في المسيرة عن عقيدة راسخة بحقه في العودة لأرضه.
ومن المقرر أن تنطلق مسيرة العودة وكسر الحصار يوم غد الجمعة، على حدود قطاع غزة ، بالتزامن مع إحياء ذكرى يوم الأرض، فيما أعلنت الهيئات المختصة عن انتهاء التجهيزات الخاصة بالمسيرة.