قال عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس د. سامي أبو زهري: إن حركة فتح تمر بأزمة حقيقية تتعلق بفشل مشروعها السياسي واضطراب علاقاتها مع العديد من الدول في المنطقة والعالم وهي تحاول التغطية على هذا الفشل بافتعال أزمة مع حركة حماس من خلال التحريض عليها.
وأضاف أبو زهري في تصريح لصحيفة "فلسطين": "إن فتح تحاول قطع الطريق أمام أي نتائج مهنية لكشف الحقيقة في حادثة التفجير الذي وقع ببيت حانون (حادثة استهداف موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله) لذلك سارعت إلى تشويه إنجاز وزارة الداخلية حول كشف الخلية التي نفذت الجريمة".
وعد أبو زهري أن مسارعة قيادات فتح والسلطة والحكومة إلى تشويه صورة هذا الانجاز يضع علامات تساؤل حول خلفيات الحادثة ويجزم أن هذه الجهات حريصة على عدم ظهور الحقيقة، والاستمرار في مخطط خنق غزة اعتماداً على افتراءات وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وبين القيادي في حماس أن دوافع حادثة تفجير موكب "الحمد الله" ستكون واضحة من خلال نتائج التحقيق التي ستعلنها الجهات الأمنية بغزة، مستدركا: "ولكن ما يهمنا هو التوظيف السياسي الذي مارسته السلطة وفتح والحكومة، حيث حاولت توظيف العمل المشبوه (استهداف موكب رئيس الوزراء) من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد غزة.
ولفت أبو زهري النظر إلى أن مطالبة عباس لحركة حماس بتسليم الأمن في قطاع غزة للحكومة يأتي في سياق القفز عن نتائج التحقيق بطرح قضية جديدة ليست مطروحة أصلاً، وغير واردة في اتفاقات القاهرة التي يتنكر لها.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقات تنص على أن الأجهزة الأمنية القائمة بغزة هي الأصلية مع السماح بدمج 3 آلاف عنصر فقط من الموظفين العسكريين للسلطة "المستنكفين".
وذكر أبو زهري أن كل ما يجري من تصريحات من قيادة فتح والسلطة "تعبير عن حالة الأزمة والتخبط التي تمر بها فتح"، مشددا على ضرورة "أن تتخلى فتح عن عنجهيتها وتتواضع وتدرك أنها فصيل مثل غيرها من الفصائل، وأن تتذكر أن حماس بحكم الانتخابات هي الفصيل الأول وأن فتح سقطت وفشلت في الانتخابات".
واستدرك: "رغم ذلك لا نتحدث نحن في حماس عن اقصاء بل نؤمن بالشراكة، ولكن فتح التي انقلبت على نتائج الانتخابات التشريعية تستبد بصناعة القرار وتشارك الاحتلال في محاربة المقاومة وحصار غزة".
وبيّن أبو زهري أن الأخطر من ذلك "هو أن هذا الفشل الانتخابي يرافقه فشل في المشروع والبرنامج السياسي بعد فشل مشروع التسوية الذي تؤمن به فتح، ولم يعد هناك أي مشروع حقيقي لمواجهة جرائم الاحتلال إلا مشروع المقاومة".
ودعا أبو زهري قيادة فتح للاعتراف بأخطائها الكارثية تجاه القضية الفلسطينية وإلى العودة للحضن الوطني بدلا من الاستمرار في سياسة الرهانات الخاسرة.
كما ندد القيادي في حماس، بالقانون الأمريكي الذي صادق عليه الكونغرس الأمريكي أمس بحجب المساعدات المالية عن السلطة.
واتهم ابو زهري عباس بالانسجام مع الموقف الأمريكي في معاداة المقاومة، وأنه اعتاد على ان يقدم نفسه اداة أمريكية لمحاربة "الإرهاب" ويحاول ترجمة ذلك من خلال تسخير أجهزته الأمنية لملاحقة المقاومة.
وأشار إلى أن "هذه اللعبة وهذا العبث الذي مارسه عباس انقلب عليه وبدأ يدفع ثمنه من خلال التحييد الامريكي له من المشهد السياسي".