قالوا في الأمثال الشعبية "العيار اللي ما بصيب بدوش"، يعني يزعج، ولكن لا يقتل أمة محاصرة، ولا ينبغي أن نعطي الفرصة لأن يحقق من ارتكب الجريمة أهدافه بتفجير المصالحة الوطنية ووحدة الصف وبزيادة المعاناة والضغط على قطاع غزة الذي لم تعد لديه إمكانية "عدم الانفجار" في وجه المحتل الإسرائيلي كما قال بالأمس أحد قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس.
أي عمل تخريبي في العادة تتبعه سلسلة من الإجراءات للوصول إلى الفاعل أو الفاعلين، ولا يجوز بحال استباق النتائج والبناء عليها ما من شأنه أن يعيق عودة المياه الى مجاريها. ليس هناك بلد يخلو من جرائم خطيرة قد تمس بأعلى مستوى قيادي في الدولة، أمريكا لم تسقط مع اغتيال الرئيس الامريكي جون كندي أو عند محاول اغتيال رونالد ريغان، ودولة الاحتلال الإسرائيلي لم تتأثر حين قتل اسحاق رابين، بل وسبق أن تم استهداف رئيس الوزراء الفلسطيني السيد إسماعيل هنية ولم نسمع أي ضجة بذلك الخصوص، فلماذا ستنهار المصالحة وتحصل القطيعة بين الضفة وغزة بسبب عمل إجرامي استهدف موكب رئيس الوزراء الحالي وقد سلم الله ولم تقع الكارثة، ونحن ننتظر كشف الفاعلين واتخاذ أشد العقوبة بحقهم حتى يكونوا عبرة لكل من يفكر بالعبث بالوطن والمواطنين وقضيتنا الفلسطينية.
إلى حين كشف الحقائق على جميع الأطراف الفلسطينية أن تتحلى بضبط النفس، وعلى الجميع أن يدرك أن المصالحة ضرورة وطنية من أجل استقرار الشارع الفلسطيني، وبدون مصالحة لن يكون هناك استقرار ولن تكون هناك إمكانية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد القضية وضد السلطة الفلسطينية .
في هذه المرحلة والايام العصيبة المطلوب من قادة الشعب الفلسطيني جميعا ودون استثناء أن يضعوا مصلحة الشعب الفلسطيني نصب أعينهم وأن يحافظوا على خط الرجعة، حيث مرت الساحة الفلسطينية بما هو أشد مما تمر به الآن، وكان هناك مجال للحوار بل وإلى لقاءات ودية تبدأ بالعناق وتنتهي بابتسامات عريضة أمام الكاميرات، والقصد أنه بالإمكان تجاوز الازمة ولا بد من فعل ذلك لمصلحة الكل الفلسطيني والقضية الفلسطينية.