قائمة الموقع

​محلّلان: سياسات السلطة تحجّم من تصعيد انتفاضة القدس

2018-03-20T08:32:04+02:00

في مطلع أكتوبر من عام 2015 اندلعت شرارة انتفاضة القدس التي تميزت في قيام فلسطينيين بعمليات طعن لجنود ومستوطنين إسرائيليين أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات منهم، غير أن تلك الانتفاضة اقتصرت حتى اللحظة في نطاق العمل الفردي ودون حدوث أي تطور عليها، ويعزو محللون سياسيون ذلك إلى سياسات السلطة الأمنية.

ووفقا لتقديرات المحللين، فإن انتفاضة القدس لن تخطو خطوات متقدمة على المنوال الذي سارت عليه في ظل غياب العمل التنظيمي في الضفة الغربية، والذي عملت السلطة الفلسطينية على تحجيمه وكبحه وإبقاء صوتها متفردًا.

وشهدت الأيام الأخيرة عددًا من العمليات الفدائية التي أسفرت عن مصرع جنود إسرائيليين، كان أبرزها عملية الدهس التي قام بها علاء قبها من مدينة جنين يوم الجمعة.

ويعدد المحلل السياسي فرحان علقم، جملة من الأسباب تقف وراء انحسار انتفاضة القدس في العمل الفردي غير المنظم والموجّه من قبل الفصائل المعروفة، بيد أن أبرزها ما يتعلق بشكل أساسي في السلطة في رام الله.

وقال علقم لـ"فلسطين": إن السلطة ومنذ بداية انتفاضة القدس عملت بكل الوسائل على تحجيمها، ومنع أي تطور لجولاتها مع الاحتلال، وذلك عبر استمرار ضغطها باتجاه شطب الساحة المحلية من وجود أي تنظيم سياسي حقيقي والذي يعد بمثابة الحلقة الأولى في تشكيل الخلايا المقاتلة المنظمة.

وأضاف أن الحريات السياسية في الضفة الغربية ومنذ سنوات غير متاح ومسموح بها نهائيا من قبل السلطة التي لم تبرح الوقت لحظة في الملاحقة الأمنية لأي شخصية أو جهة تتبنى خيار المقاومة المسلحة المنظمة.

وذكر علقم أن السلطة لو استطاعت بكل ما أوتيت من جهد وعمل إيقاف العمليات الفردية لفعلت، غير أن طبيعة هذا العمل الذي لا يعتمد إلا على حلقة واحدة هو ما يحول دون ذلك، مقدرا أن تبقى العمليات الفردية دون تطور في ظل استمرار الأوضاع على ما هي عليه في الضفة الغربية.

ويتفق المحلل السياسي خالد عمايرة مع سابقه، إذ أكد أن سياسات السلطة قبل اندلاع انتفاضة القدس وما بعدها أوجد فراغا تنظيميا والتي تعد الحاضنة للعمل المقاوم المنظم كالتي شهدتها انتفاضة الأقصى.

وقال عمايرة لـ"فلسطين": إن السلطة تتبع سياسات ميدانية نافية للعمل التنظيمي، وذلك في إطار رؤيتها الرافضة للفكر المقاوم، مشيرًا إلى أن رئيس مخابرات السلطة ماجد فرج تفاخر بنفسه بتفتيش حقائق الطلاب والعمل على منع أي عمليات ضد جنود أو مستوطني الاحتلال في مدن الضفة.

وأضاف أن سياسات وإجراءات السلطة على الأرض ضد العمل التنظيمي، وأي وجه من أوجه تبني العمل المقاوم، لم تكن هي الوحيدة، إذ إن الضغط الآخر أيضا من قبل الاحتلال المتمثل في الاعتقالات والملاحقة، أيضًا حظر التظاهرات حالت دون المشاركة الرسمية للفصائل في الانتفاضة، وجعل من العمليات ذا طابع فردي.

وأكد أن استمرار السلطة في رؤيتها السياسية المعتمدة على التسوية والمفاوضات، ورفض أي حلول مقاومة غير المقاومة الشعبية، يعطي تقديرا مستقبليا أن انتفاضة القدس ستبقى معتمدة على العمليات الفردية، ولن تتغير قاعدة الاشتباك أو تتبدل بدخول العمل المنظم والمدعوم من أي تنظيم كان.

ونبه عمايرة إلى أنه ورغم أن انتفاضة القدس لن يحكم عليها التطور بالفعل التنظيمي، إلا أن العمل الفردي المقاوم لا يزال يحقق جولة مؤلمة للاحتلال الإسرائيلي، سيما وأن الكثير من العمليات التي يقوم بها الشبان تحدث نتائج كبيرة في حصد الخسائر، وهو ما يخشى الاحتلال من استمراره.

اخبار ذات صلة