بناية قديمة مكونة من 4 طوابق يحوي كل طابق شقتين، ويقطنها 53 فردا؛ جُبلت حجارتها بغبار تاريخ القدس وعرق جبين المرحوم أبو موسى عودة عندما قرر عام 1972 شراء أرضٍ بحيّ بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
بلغ ثمن قطعة الأرض تلك في ذاك العام ما يقارب 1100 دينار أردني، وبناء أول طبقة منها كَلف العائلة مبالغ هائلة، أبرزها دفع قرابة 150 ألف شيقل لترخيص البناء.
وقبل عدة أعوام دَفع أبناء المرحوم عودة، لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، 100 ألف شيقل مخالفات للحفاظ على شُرَفِ البناية؛ بزعم أن الترخيّص لا يشملهم.
وتستذكر الحاجة أم موسى عودة (زوجة المرحوم)، تلك التفاصيل "وكأنها بالأمس".
وتقول أم موسى لصحيفة "فلسطين": "الأرض أرضنا .. ومش طالعين إلا ع القبر"؛ وذلك رداً على إخطار إسرائيلي وصل العائلة، مؤخرا، يقضي بضرورة اخلاء البناية السكنية خلال 30 يوماً لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية.
وبحسب الابن الأكبر للعائلة، موسى أبو عودة، فإن العائلة تسلمت 7 أوامر قضائية، يحمل كل واحد منها اسما من أسماء إخوتي الخمسة واسم، وواحد يحمل اسمي واسم زوجتي، والسابع يحمل اسم والدتي، وجميعها تطالبنا بإخلاء المنزل لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" تدعي من خلاله ملكيتها للأرض منذ العام 1889.
وجاء الأمر القضائي - بحسب موسى - على هيئة ملف مكون من 300 صفحة تقريبا يحوي صورا وأرقام هويات ليهود إضافة إلى صورا جوية وخرائط هيكلية للأرض ولكل شقة في المبنى اضافة الى "كوشان" عثماني كتبت عليه بعض الطلاسم.
وأكد موسى أن عائلته تملك كل الأوراق القانونية والأدلة التي تثبت ملكيتها للأرض والمبنى الذي أسسه والدهم فيما أكمله أبنائه تباعا، وأن ادعاءات الاحتلال كلها باطلة.
وذكر موسى لصحيفة "فلسطين" أن العائلة سلمت جميع الأوراق الثبوتية لمحام فلسطيني بغية اصدار أمر إلغاء الإخلاء لإثبات ملكية الأرض.
وأشار إلى أن بنايتهم السكنية ليست وحدها المهدد بالإخلاء، ولكن جميع المنازل في بلدة سلوان مهددة بالمصادرة والإخلاء؛ لأن أطماع الجمعيات الاستيطانية لا تقتصر على منزل أو حيّ بل تمتد الى جميع البلدة.
مخطط ممنهج
من جهته، أوضح عضو لجنة حيّ بطن الهوي يعقوب الرجبي، أن جمعية "عطيرت كوهنيم" بمشاركة جمعيات أخرى أبرزها "العاد" سيطروا حتى اللحظة على ما يقارب 15% من أراضي بلدة سلوان، وذلك ببناء 75 وحدة استيطانية في أحياء البلدة المختلفة.
وقال الرجبي لصحيفة "فلسطين" إن 160 وحدة سكنية مهددة بالإخلاء لصالح الجمعيات الاستيطانية في حييّ البستان وبطن الهوى؛ اضافة الى وجود أوامر قضائية وأخرى ادارية لهدم 5700 وحدة سكنية في أحياء مختلفة من البلدة بزعم البناء غير المرخص.
ونوه الرجبي إلى أن حيّ وادي حلوة فهو حيّ مهدد بالسقوط بأي لحظة بسبب الحفريات الإسرائيلية المستمرة أسفل منه.
وأضاف إن جمعيات استيطانية عدة نشطت في مدينة القدس بعد احتلالها عام 1967، جميعها تدعي ملكيتها لأراض وعقارات يقطنها الفلسطينيون في قرى وبلدات القدس المختلفة، وتحرك هذه الجمعيات (جمعية أم) تطلق على ذاتها جمعية "إرث الآباء والأجداد".
وذكر الرجبي أن الجمعية الاستيطانية (الأم) قسمت بلدة سلوان تحديداً لثلاثة أقسام، وأوكلت مهمة نهب أراضيها لجمعيتين استيطانيتين هما "العاد" و "عطيرت كوهنيم".
وطالب الرجبي المؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل لإيقاف إخلاء عائلة عودة وغيرها من العائلات السلوانيّة والتي يملك معظمها جميع الأوراق القانونية التي تثبت حقهم في أرضهم في حيّن لا تملك الجمعيات الاستيطانية إلا أوراقاً مزورة.