قائمة الموقع

دور كبير على عاتق الأهالي لحماية أطفالهم من الجرائم الإلكترونية

2018-03-17T08:26:31+02:00


ألقى المختص في التوعية المجتمعية والإعلام محمد أبو هربيد باللوم على الأهالي الذين لا يراقبون أطفالهم، في الحالات التي يقع فيها هؤلاء عبر الوسائل الإلكترونية ضحية لجرائم التحرش وتشويه السمعة والابتزاز.

قال أبو هربيد لصحيفة "فلسطين": "بعض الأطفال الذين أنشؤوا حسابات عبر الوسائل الإلكترونية المختلفة وقعوا ضحية للابتزاز الإلكتروني، الذي يعمل خلاله المبتز على المساس بفئة الأطفال، فيطلع على خصوصيات الطفل، ويحاول أن يتوصل إلى كل ما يتعلق بحياته الخاصة، بهدف تهديدهم للحصول على المال، أو بسبب اضطرابه ومرضه النفسي".

ولفت إلى أن الأطفال في مرحلة سن البلوغ (وهو وصول الطفل الذكر أو الأنثى إلى سن معينة: الأنثى تقريبًا 13 عامًا، والذكر 14 عامًا) يصبحون عرضة إما للابتزاز المالي أو الأخلاقي.

وبين أن الأطفال عند استخدامهم الوسائل الإلكترونية يهتمون بتصفح ومشاهدة ما يرونه مناسبًا لهم، مؤكدًا أن بعض أفلام الرسوم المتحركة والرعب، ومشاهد بعض مقاطع (الفيديو) يكون لها أثر سلبي على الطفل"، مرجعًا ذلك إلى مخالفتها تعاليم الدين الإسلامي، والعادات والتقاليد، ومعتقدات الطفل.

وذكر أن بعض البرامج والأفلام والمشاهد الرياضية التي يشاهدونها تؤثر على نفسياتهم وسلوكهم في الحياة، وتجعلهم أسرى لها ومحاولة تقليدها، في حال لم يكن هناك مراقبة ومتابعة وتوعية للطفل.

وألقى أبو هربيد بالمسؤولية على الأهل لعدم مراقبتهم تصفح الأطفال الوسائل الإلكترونية وتوجيههم إلى ما هو مفيد، داعيًا لإشغال الأطفال بأشياء تفيدهم وتنمي تفكيرهم، وتجنبهم التشتت أو الانحراف.

وانتقد سلوك بعض الأسر التي تحاول إلهاء أطفالها بإعطائهم الأجهزة الإلكترونية كـ"الجوال"، وتطلق لهم العنان لتصفح المواقع الإلكترونية، ومشاهدة "الفيديوهات" دون رقيب، مضيفًا: "قد تكون هذه المرحلة نقطة تحول في حياة الطفل".

وأكد أن الكثير من المسلسلات وبرامج الأطفال التي تبث عبر الفضائيات والوسائل الإلكترونية لها علاقة بمحاولات إبعادهم عن الثقافة الإسلامية، في ظل غياب المحتوى الإسلامي الأصيل، مبينًا أن الهدف منها التطبيع، وتشكيل رأي عام جديد للأطفال، متوقعًا أن تزيد تلك المحتويات من أجل التأثير عليهم.

وشدد على ضرورة مشاركة الأهل أطفالهم في مشاهدة وتصفح المواقع الإلكترونية، ومتابعتهم، وحثهم على مشاهدة قصص الأنبياء، والحديث إلى الطفل فيما استفاد منها، وتخصيص موعد ومدة للمشاهدة.

إهدار الوقت

وأكد أبو هربيد أن بعض الأفلام والمسلسلات التي تستهدف الأطفال لا تقدم لهم أي جديد أو فائدة مرجوة منها، بل ترمي إلى إهدار الوقت، وإكسابهم بعض السلوكيات السلبية، مثل تغيير الهيئة واللباس، والحديث بلهجات مختلفة.

وتابع: "يقضي بعض الأطفال جل وقتهم أمام الوسائل الإلكترونية، ويحاولون الحديث مع أصدقائهم الوهميين عن قصصهم وأسرارهم، ويصبحون بذلك عرضة للابتزاز مقابل المعلومات التي أدلوا بها".

أكمل أبو هربيد: "أصبح العالم المجهول مليئًا بمعلومات تكاد تكون حساسة مثل بث الهموم والشكاوى، ونشر معلومات تشويهية، وحالات الابتزاز وغيرها"، مشددًا على ضرورة توعية الأهل والأطفال ما هو مفيد وما يحتاجون له.

وأشار إلى أن الأطفال بعد سن العاشرة يصبحون جزءًا من العالم الافتراضي، ويبدؤون تدشين حسابات خاصة بهم، والتواصل مع بعض الغرباء، ومشاهدة محتويات الآخرين والتفاعل معهم، ويقعون خلال ذلك في شراك الابتزاز.

صناعة الأصدقاء

وذكر أبو هربيد أن صناعة الصداقات الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعية مشكلة موجودة تصل إلى حد الافصاح عن المشاكل الأسرية، أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمادي، أو إرسال بعض الصور والبيانات، التي من الممكن أن تعرض الأطفال للابتزاز، بسبب جهل الطفل، وغياب دور الرقابة والمتابعة الأسرية، وعدم وجود منظومة إلكترونية حكومية تقوم على الحماية الشخصية لهذه الشرائح.

وتمكن لص في أمريكا أخيرًا _بحسب ما ذكر_ من التواصل مع طفل، واستطاع من طريق مواقع التواصل الاجتماعي استدراجه، وبناء علاقة صداقة معه، قادته إلى التعرف إلى تفاصيل منزله ومداخله ومخارجه، وموعد مغادرتهم المنزل، حتى سنحت له الفرصة لتنفيذ عملية السرقة.

أضاف أبو هربيد: "ليس فقط الأطفال سقطوا ضحايا الوسائل الإلكترونية"، مؤكدًا أن بعض المثقفين أيضًا كانوا ضحية للابتزاز المالي وتهديد السمعة، لافتًا إلى أن الحالات الموجودة في غزة ليست بالكبيرة مقارنة بدول العالم.

وأكد أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تتلقى باستمرار شكاوى الابتزاز الإلكتروني، مشيرًا إلى أنها حققت نجاحات كبيرة بتفكيك شفرات رقمية للوصول إلى أدلة، لاصطياد الجناة، وإدانة المتورطين في جرائم متنوعة بمحافظات الوطن، لكنه لفت إلى أن محاسبة الجناة تعتمد على تقدم صاحب القضية بالشكوى.

وبين أبو هربيد أن بعض الموطنين تقدموا بشكاوى إلى وزارة الداخلية، ومنهم من تقدم من خارج القطاع عبر بريد الوزارة، وحلت مشاكل عدة منها، كالذم والقدح والابتزاز وخلافات مالية، مؤكدًا أن كل ما يصل إلى وزارة الداخلية من مشكلات تحلها.

وذكر أن الانقسام والاحتلال وقلة والإمكانات لها دور يؤثر على إنجاز بعض القضايا التي يمكن للمواطن أن يتقدم بشكوى بها، مشيرًا إلى أن كل ما يتوافر من معلومات لدى الأجهزة الأمنية تستخدمها الاستخدام الأمثل.

مراقبة المحتوى

وبين أبو هربيد أن القائمين على مواقع التواصل الاجتماعي هم من يتحكمون بما يبث أو يحذف، مستدلًّا على ذلك بنشر الصور والفيديوهات التي تنافي العادات والتقاليد، وإغلاق الصفحات الفلسطينية التي تدعو لتجريم الاحتلال وكشف جرائمه.

وتابع: "90% من الشكاوى المقدمة عن وقوع جرائم إلكترونية ليست متعلقة بابتزاز بل قدح وتشويه سمعة على مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرًا إلى أنه يستدعى المعتدي وتنهى المشكلة فورًا.

ودشن أبو هربيد أخيرًا صفحة خاصة به، على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، تهتم بمشاكل الإنترنت والتواصل الاجتماعي، وتعنى بشؤون الطفل والرجل والمرأة، والقضايا المجتمعية والظواهر السلبية والتوجيهات المطلوبة.

وأكد وجود سلبيات وإيجابيات لاستخدام الأطفال والكبار الوسائل الإلكترونية، مضيفًا: "بإمكاننا أن نستخدمها سلبًا أو إيجابًا"، داعيًا لمراقبة وفلترة ما يشاهده الأطفال عبر الوسائل الإلكترونية.

وختم حديثه: "من يمتلك الوعي يمتلك نصف المواجهة".

اخبار ذات صلة