قائمة الموقع

​دعوة لترسيخ القيم الاجتماعية خلال التواصل الإلكتروني

2018-03-17T07:18:06+02:00

"العُزلة الاجتماعية، والتخاطب المكتوب بدلًا من الحي، وقتل الوقت بسبب التكنولوجيا المُزيفة"، تلك بعض الظواهر السلبية التي يرى مراقبون أنها انتشرت بين ثنايا المجتمع الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، نتيجة التطور التكنولوجي الذي اجتاح حياته اليومية.

عالم التكنولوجيا تأثيراته غير الإيجابية على المواطنين من مختلف الفئات كانت الدافع الأساسي إلى البحث عن بعض الظواهر التي نجمت عنه، بعد تغلغله في الأوساط الفلسطينية قبل سنوات قليلة.

عدّ الناشط الشبابي رضوان الأخرس التسرّع في نشر الأخبار "الضارة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الظواهر السلبية التي ظهرت أخيرًا، لاسيما في الظروف السياسية المعقدة التي يعيش فيها القطاع.

واستهجن الأخرس خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين" إطلاق بعض الحملات الإلكترونية التي لا تحمل مضمونًا إيجابيًّا، بل هدفها الأساسي الشهرة والوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين عبر مواقع التواصل.

وأكد أن هذه الأخبار تؤثر سلبًا على المجتمع الفلسطيني، وتحديدًا قطاع غزة، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها، إذ تضفي هذه التصرفات مزيدًا من المشاعر السلبية على المواطنين.

ودعا الأخرس النشطاء والمغردين عبر مواقع التواصل للالتزام بالرقابة الذاتية، والتحلي بوازع الإنسانية، وضبط حديثهم عبرها، من أجل عدم جرح مشاعر الآخرين، مطالبًا بتوعيتهم من طريق المؤسسات والنقابات لتعزيز القيم الصحيحة لديهم.

بدوره قال الباحث الأكاديمي في علم الاجتماع د. عرفات حلس: "إن التطور الحاصل في وسائل التواصل وأجهزة الاتصال أدى إلى سهولة استخدامها، وتوافرها في أيدي كل فئات المجتمع".

وبين حلس لصحيفة "فلسطين" أن هذه المميزات أوجدت فرصة سانحة للمواطنين للتعبير عن آرائهم بلا حسيب ولا رقيب، مشيرًا إلى أن العلاقات الاجتماعية عبرها أصبحت في غالب الأوقات "سيئة ومشبوهة"، وليست لبناء مجتمع قوي ومترابط.

وذكر أنه رصد خلال عمله بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والجهات المختصة ملايين العبارات والكلمات غير الأخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تعبر عن ثقافة الشعب الفلسطيني.

وأشار حلس إلى أن سهولة استخدام التكنولوجيا أعطت الأطفال فرصة كبيرة جدًّا للدخول إلى موقع (يو تيوب) وغيره من المواقع دون رقابة حقيقية، ما ساهم في إنشاء جيل جديد مولع باستخدام أجهزة الهواتف المحمولة.

ولفت إلى أن التطور التكنولوجي أدى إلى وجود أطفال نشؤوا على وفق اجتماعيات خطأ لا الطريقة التقليدية المُتعارفة، ما أدى إلى تغيير ثقافة الطفل الأصيلة.

وتطرق إلى أبرز المشكلات التي أفرزتها مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنها ساهمت في انتشار ظاهرة التفكك الأسري، وتباعد أفراد الأسرة الواحدة.

"وأدت أيضًا (والكلام لحلس) إلى تقليل التواصل بين أفراد المجتمع، وانسحاب المواطنين من الحياة الطبيعية إلى الإلكترونية، إضافة إلى بعض المشكلة النفسية نتيجة الانفصال عن المجتمع، وهذا خطر كبير على المجتمع".

نصائح وإرشادات

وختم الباحث الأكاديمي حديثه بتوجيه نصائح وإرشادات إلى المجتمع الفلسطيني، للتخلص من التعلّق بوسائل التواصل، وهي: ترسيخ القيم الاجتماعية الخالصة التي تعتمد على العلاقة الطيبة، ونشر الحب بين الناس، من طريق المدارس والجامعات ودور العبادة، وغيرها من المؤسسات المختصة.

وأكد ضرورة حث المواطنين في المؤسسات الخيرية على زيادة العمل الخيري والتطوعي، إضافة إلى تحريم المتخصصين المواقع الضارة، التي تكون على حساب علاقات أفراد المجتمع.

ودعا إلى تقوية التعاون وزيادة الزيارات بين أفراد المجتمع، مطالبًا المؤسسات الحكومية بزيادة نشاط الرقابة على مؤسسات التكنولوجيا، التي تسهل الوصول إلى المواقع غير المحمودة.

اخبار ذات صلة