اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. خليل الحية، أن أي دعوة لانعقاد المجلس الوطني الحالي هو "تَهرّب" من استحقاق المصالحة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الترتيبات جارية لعقد لقاء بين وفد من حركة حماس والسلطات المصرية.
وقال الحية في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس: إن حركته "مع إعادة تشكيل مجلس وطني جديد، وانتخاب وتشكيل مؤسساته ومؤسسات منظمة التحرير بكاملها، دون تهرب من هنا أو هناك، ونؤكد على ضرورة الانتخابات كما نص الاتفاق عليه".
وأضاف الحية أنه لا علم لديه بأن هناك دعوة وجهت لحماس بهذا الصدد، مؤكدا التزام حركته بما تم التوقيع عليه ببنود المصالحة في إعلان القاهرة 2005 واتفاق القاهرة في مايو/ أيار 2011، واللذين يؤكدان على وجوب إعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وإعادة تشكيل المجلس الوطني بالانتخابات حيثما أمكن، مؤكدا أن حركته ملتزمة بذلك.
أما عملية "الترقيع"، التي وصفها الحية، كما تحاول فتح ورئيسها محمود عباس القيام بها، "ستكون محاولة فاشلة وتهربًا من استحقاقات المصالحة"، مؤكدا أن حماس "لن تكون جزءا من هذا الموضوع".
وبشأن المصالحة، طالب الحية عباس أن يحول التصريحات التي قالها وأن يستثمر الأجواء التي صاحبت انعقاد المؤتمر السابع لفتح في أواخر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي لتحقيق المصالحة بشكل جدي وفعلي.
وأعرب عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن أمله أن "تكون فتح جادة بالمصالحة"، مطالبا إياها أن تنسجم مع كل القرارات الوطنية بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة تطبيق كل الاتفاقيات التي وقعوا عليها، رزمة كاملة دون انتقائية من هنا أو هناك.
العلاقة مع مصر
وحول علاقة حركة حماس بمصر، بين الحية أن لدى حركته رؤية في التعامل مع القضية الفلسطينية ومستجداتها والتعامل مع الواقع الفلسطيني بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص ستقدمها لمصر في هذا الإطار.
كما أعرب عن أمله أن يحدث توافق أو اقتراب في وجهتي النظر مع مصر في التعامل مع القضية الفلسطينية، والتعامل مع قطاع غزة بما يخدم الشعبين المصري والفلسطيني.
وتابع الحية: "نسمع ونراقب أفكارًا وجهودًا مصرية لتطوير العلاقة مع حماس والقطاع"، مؤكدا ترحيب حركته بكل ما يفضي إلى تخفيف الحصار عن غزة، إن كان جهدا مصريا أو أي جهد آخر، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد التخلي عن دور مصر.
وبهذا الصدد، استدرك: "نأمل أن تتحقق الوعود المصرية التي سمعنا بها على مدار الشهرين الماضيين بهذا الصدد"، مشددا على أن الوعود المصرية تحتاج إلى تحقيق على الأرض، وأن يستمر فتح معبر رفح على مدار الساعة، مشيرا إلى تحسن عمل المعبر.
وبهذا الشأن، أكد الحية أنه لا غنى لحركته عن أي قطر عربي أو إسلامي وأي رافعة من روافع العالم الحر، الذي يدعم صمود الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته في الحرية والانعتاق من الاحتلال وتحقيق متطلباته وثوابته بالعودة، وإقامة دولته على التراب الوطني الفلسطيني.
إلا أن الحية بين أن ظروف المنطقة بالغة التعقيد، مشيرا إلى أن حماس أكدت مرارًا على أدبياتها وسياساتها، متأملا أن تكون هناك انفراجة جديدة مع مصر.
ورد الحية على سؤال "فلسطين" حول المطالب الأمنية المصرية، التي كانت مطروحة في الاجتماع السابق بين حركته ومصر، أجاب الحية بأن حماس قامت بالدور الذي يجب أن تقوم به في حماية الحدود، ومنع أي ضرر يذهب لمصر من القطاع.
وأكد أن ذلك واجب وطني وديني وأخوي بين الشعبين الفلسطيني والمصري سواء اتفقت الحركة مع السلطات المصرية أو لم تتفق، مؤكدا أن حركته لا تتدخل بشؤون مصر الداخلية ولا الأمنية أو السياسية.