طالبت القوى الوطنية والإسلامية، المجتمعين في مؤتمر روما الذي يناقش سبل دعم "أونروا" بضرورة إنقاذ المنطقة بأكملها من دوامة صراع يسعى الاحتلال والولايات المتحدة إلى جر الجميع إليها.
جاء ذلك خلال وقفة نظمتها القوى الوطنية، اليوم، أمام البوابة الشرقية لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بمدينة غزة، للمطالبة بضرورة دعم "أونروا" وسد العجز المالي الذي تعاني منه، وإنقاذها قبل فوات الأوان.
وقال سامي نعيم متحدثاً عن القوى الوطنية، إن الوقفة جاءت بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المانحين في روما، لسد العجز الذي نتج عن القرار الأمريكي خفض مساهمة واشنطن في ميزانية "أونروا".
وأوضح نعيم في كلمته، أن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، والذي تبعه تخفيض موازنة الأونروا، يشكلان موقفاً أمريكياً واضحا، بالاصطفاف إلى جانب الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، وحسم ملفين من أهم قضايا الوضع النهائي.
وعّد الموقف الامريكي "تنكر خطير لكافة قواعد القانون الدولي والحقوق الفلسطينية الثابتة والمشروعة".
وأضاف إن إعلان ترامب كان بمثابة إعلان وفاة للدور الامريكي في رعاية عملية التسوية مع الاحتلال، متسائلاً "كيف لها الاستمرار بهذا الدور وهي زادت من تعقيد الصراع لتمس مشاعر الشعب الفلسطيني، والمسلمين والمسيحيين في كل العالم؟".
واستنكر نعيم، إقرار الإدارة الامريكية نيابة عن المجتمع الدولي، بتفكيك الوكالة وتصفيتها خدمة للاحتلال وإنهاء ملف من أهم الملفات المرتبطة بقرارات المجتمع الدولي وفي مقدمتها قرار إنشاء "أونروا" الذي ربط بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني لن يقبل ولن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى قضاياه الوطنية، يتم تصفيتها وفق مزاج الاحتلال والولايات المتحدة".
وبيّن أن إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني تجلت بقدرته على ردع كافة محاولات تصفية القضية والدفاع الشعبي في جميع أرجاء الوطن، غضباً ورفضاً لقرارات ترامب في قلب الحقائق التاريخية لمدينة القدس.
بدوره، قال أحمد القوقا متحدثاً عن اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم الشاطئ، إن الحديث الدائم عن العجز في موازنة "أونروا" وما يترتب على ذلك من تقليص للخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين يعود لأسباب "سياسية وليست مالية"، تهدف لتصفية الوكالة الشاهدة على النكبة.
وأكد القوقا، في كلمته، رفض لجنته لقرارات الإدارة الأمريكية الموجهة توجيهاً صهيونياً، بتقليص المساهمات المالية الأمريكية الداعمة لميزانية وكالة الغوث.
وشدد على التمسك باستمرارية عمل الوكالة حسب قوانين الدول المضيفة، ودون تدخل في طبيعة الوظيفة التي وجدت من أجلها، وهي غوث وتشغيل اللاجئين، لحين إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
كما أكد على تمسكه بعدم الخضوع للضغوطات الأمريكية التي تهدف لوقف خدمات الوكالة وحرمان اللاجئين منها، لأن ذلك سيفضي إلى كارثة إنسانية تُوتّر الأوضاع في المنطقة بأكملها وتؤهلها للانفجار.
وطالب القوقا، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في مواجهة التحديات التي تطال القضية الفلسطينية ووكالة الغوث بما يضمن الحفاظ على صفتها الدولية وعدم تعريبها.
وثّمن دور الأمم المتحدة وإدارة الوكالة في التواصل مع المجتمع الدولي لحشد الدعم الكافي وغير المشروط للاجئين الفلسطينيين، أينما وجدوا وتوفير كافة الخدمات وأشكال الدعم لهم من خلال توفير تمويل ثابت ودائم لاحتياجاتهم.
ودعا أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته بتوحيد الصف وبذل الجهود لتجاوز هذا المنعطف الخطير في تاريخ القضية الفلسطينية، والوقوف في وجه التحديات والمؤامرات الصهيونية الامريكية الهادفة لتصفية القضية.
تجدر الإشارة إلى أن تسعين دولة ستشارك في المؤتمر المُنعقد في العاصمة الايطالية روما، برعاية ودعوة من الحكومات السويدية والأردنية والمصرية، لبحث الأزمة المالية في "أونروا".