زراعة المانجا، وصنع الأسمدة من الطحالب، وزراعة البروكلي أبرز التجارب التي يقوم بها عدد من الباحثين في جامعات القطاع بمحطة التجارب التابعة لوزارة الزراعة، والتي فتحت أبوابها للباحثين في المجال الزراعي حديثًا.

وإن محطات التجارب حقل تجارب واسع ومفتوح لطلبة الجامعات والمهتمين والمهندسين الزراعيين، لإجراء التجارب الزراعية ومتابعتها على أرض الواقع، ودراستها وطرق الاستفادة من الإيجابيات وتفادي السلبيات.

تاريخ ودور

وبين المدير العام للإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة م. نزار الوحيدي أن أبرز محطات التجارب هي الموجودة في مخيم الشاطئ، والتي بدأ العمل بها في خمسينيات القرن الماضي، وكانت تُستخدم مشتلًا لأشجار الغابات ثم تطور العمل بها وأصبحت محطة لاختبار المنتجات الزراعية وملاءمة زراعتها في القطاع.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن المحطة لم تعمل محطة تجارب بسبب إهمالها، وتملح المياه، وعدم تفرغ المهندسين للبحوث الزراعية في المدة 1994-2007م، وبعد سنة 2007م طورت المحطة بسرعة كبيرة، ولكنها قصفت عدة مرات، آخرها في الحرب الأخيرة إذ دمرت تدميرًا كاملًا بـ30 صاروخًا".

وأضاف الوحيدي: "بعد إعادة تأهيلها في سنة 2014م بدأنا نعيد نشاط المحطة وتقسيمها إلى وحدات، كل وحدة صالحة لبدء تجارب جديدة وبحث علمي".

وبين أن الوزارة لا تتلقى أي موازنة تشغيلية من حكومة الحمد الله، وأن الحكومة السابقة في غزة لا تستطيع توفير أي أموال لتجارب المحطة، إضافة إلى نقص الكادر البشري بسبب توقف عدد من الموظفين في الوزارة عن العمل منذ 2007.

ولفت إلى أن هذه الظروف دفعت الوزارة إلى فتح المحطة أمام الباحثين من خارج الوزارة، وبذلك تُستثمر الأرض والموارد الطبيعية فيها، ويُستفاد من كادر البحث العلمي في الوزارة، والباحثون من خارج الوزارة توفر لهم الأرض وخبرات الباحثين في وزارة الزراعة، فيتخلصون بذلك من أكبر المعوقات التي يواجهها باحثو الجامعات.

وبين الوحيدي أنه منذ أن شرعت الوزارة بفتح الأبواب أمام الباحثين وجدت نفسها أمام سيل كبير من الباحثين الذين تقدموا إليها بالطلبات، مشيرًا إلى أن الوزارة قبلت منهم ما يخدم قطاع الزراعة.

أبرز التجارب

وقال الوحيدي: "المحطة لديها مجموعة من التجارب، أبرزها تجربة لباحثة من الجامعة الإسلامية تعمل خلالها على تشغيل دفيئة كاملة باستخدام الحاسوب ومنظومة (GIS)، وتجربة أخرى لباحثة في جامعة الأزهر تهتم بدراسة أثر الملوحة على إنتاج محصول البطاطا، وهي تجربة بدأنا نلحظ نتائجها الجيدة".

وأضاف: "تجربة ثالثة لاختبار تسميد المحاصيل باستخدام الطحالب البحرية التي تنتشر في بداية الربيع حتى نهاية الصيف، وهذه ثروة طبيعية كبيرة يمكن أن يُستفاد منها، وأيضًا تجربة أخرى لإعداد (الكومبوست) الذي يُنتج من المخلفات الطبيعية، وتجربة لاختبار أصناف زيتون".

ولفت إلى أن محطة التجارب أنهت تجربتين لزراعة المانجا التي أحضرت بذورها من روسيا وأوكرانيا، وتجربة أخرى للاستزراع السمكي في المحطة، إضافة إلى تجربة زراعة الأنسجة التي تقوم بها الوزارة، إذ تعمل على إنتاج أنسجة نباتية من محصول البطاطا وبعض الأزهار التي توفر غذاء للنحل.

وأشار الوحيدي إلى أن هناك نتائج جيدة للتجارب، خاصة في تجربة ري البطاطا بالمياه المالحة، والتسميد باستخدام الطحالب، وزراعة الأنسجة التي تعد الأنجح ويمكن تطبيقها، لافتًا إلى بعض التجارب التي يستكمل العمل فيها كزراعة البروكلي.

وبين أنه في حال نجاح زراعة البروكلي يمكن تعميم النتائج على المزارعين لزراعته، وتوفير هذا المحصول المهم للمواطنين في القطاع بأسعار مناسبة، خاصة أن سعر الكيلو جرام منه الذي يستورد 10-15 شيكلًا.

وأكد الوحيدي أن دور وزارة الزراعة هو فتح الآفاق والإرشاد والتوجيه والتخطيط للمشاريع والتجارب، وتمويلها من الجامعات التي تشارك الوزارة في الإنتاج، إضافة إلى أن الوزارة تساهم بخبرات الباحثين العاملين فيها.