قائمة الموقع

عائلة "أبو ريالة​" لم تذق للنوم طعمًا منذ استشهاد نجلها في عرض البحر

2018-03-11T06:56:07+02:00
الشهيد إسماعيل أبو ريالة (أرشيف)

لم تنل عائلة إسماعيل أبو ريالة أي قسط من الراحة، منذ استشهاد نجلهم خلال مزاولته مهنة صيد الأسماك ضمن المسافة المسموح بها على شواطئ بحر شمال غزة.

وأطلقت بحرية الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد 25 شباط/ فبراير الماضي نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قارب كان على متنه الصياد إسماعيل صالح أبو ريالة (18 عامًا) ما أدى إلى استشهاده وإصابة رفيقيه محمود عادل أبو ريالة (18 عامًا) وعاهد حسن أبو علي (26 عامًا).

ومنذ تلك الجريمة، تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد إسماعيل أبو ريالة، دون إبداء الأسباب.

عائلته لم تترك بابًا إلا وطرقته لاستعادة جثمان نجلها، إلا أن سلطات الاحتلال لا تزال تتكتم تمامًا وترفض الحديث عن جريمتها في عرض البحر.

كان وقع خبر استشهاد "إسماعيل" كالصاعقة على أفراد العائلة نظرًا لصغر سنه وعدم تجاوزه المساحة المحددة لهم قسرًا لصيد الأسماك في عرض البحر.

أقامت العائلة خيمة عزاء لشهيدها أمام منزله الكائن في مخيم الشاطئ الشمالي غربي مدينة غزة، وسرعان ما أزالتها بعد يومين، بعد ورودها "معلومات" تشير إلى أنه يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات الاحتلال، وفق محمد أبو ريالة جد الشهيد.

عرضة للشائعات

أصبحت العائلة عرضة للشائعات طوال الأيام الماضية إلى أن أفرجت سلطات الاحتلال عن رفاق الشهيد الشاهدين على الجريمة على متن قارب الصيد، واللذان أكدا أن "إسماعيل" قد استشهد بالفعل.

ونفى صالح أبو ريالة، والد الشهيد، كافة المعلومات التي تتحدث عن موعد تسليم جثمان فلذة كبده، مشيرًا إلى أن محامي الدفاع أبلغوه بأن محكمة الاحتلال العليا قررت يوم الخميس الماضي، تجميد قرار تسليم الجثمان.

وينتظر الوالد المكلوم على أحر من الجمر، لحظات تسليم جثمان نجله، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد جلسة استماع حول تسليم الجثمان يوم الثلاثاء القادم.

كان جيش الاحتلال، أبلغ المحكمة يوم الخميس الماضي، أنه سيخلي جثمان الشهيد أبو ريالة خلال 72 ساعة، وذلك بناءً على قانون أقر مؤخرًا يُلزم بإبلاغ المحكمة قبل تسليم أي جثمان لشهيد فلسطيني لحين النظر في أي التماسات.

وتحتجز سلطات الاحتلال 253 جثمانًا لشهداء فلسطينيين منذ عدة سنوات، بينهم 16 منذ أكتوبر 2015، بحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، ولا تشمل هذه الإحصائية جثمان الشهيد "أبو ريالة".

ويقول الولد أبو ريالة: "نحن على يقين أن إسماعيل استشهد وأن الاحتلال يحاول إخفاء جريمته من خلال احتجاز جثمانه حتى اللحظة".

وسرد الحاج محمد أبو ريالة (78 عامًا) جد الشهيد تفاصيل جريمة الاحتلال في البحر، مؤكدًا أن إسماعيل ورفيقيه كانوا نيامًا على ظهر القارب واستيقظوا فزعين على صوت إطلاق النار عليهم من قبل بحرية الاحتلال ضمن المساحة المحددة لهم لصيد الأسماك.

ويشير وعلامات الحزن ظاهرة على تقاسيم وجهه، إلى أن الاحتلال تعمد قتل حفيده، مدللاً على ذلك من خلال أقوال من كانوا موجودين على متن القارب إذ إن الرصاص أدى إلى شج رأسه وتناثر أجزاء منه على سطح المركب.

ونفى مزاعم الاحتلال بأن هؤلاء الصيادين دخلوا منطقة "ممنوعة".

وناشد كافة أحرار وشرفاء العالم للضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح جثمان نجله، مستغربًا احتجازه طوال هذه الفترة.

في سياق متصل، ثمنت عائلة أبو ريالة زيارة ووقفة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقوى الوطنية والإسلامية والمختصين والمؤسسات الحقوقية والقانونية والصيادين وأبناء القطاع، إلى جانبهم.

مهنة الانتهاكات

وورث الشهيد "إسماعيل" مهنة الصيد في البحر أبًا عن جد، وكان يساعد والده في العمل لتوفير قوات أسرته المكونة من ستة أفراد.

ويؤكد الحاج "محمد" أن معظم أفراد عائلته يعملون في مهنة الصيد وتعرضوا كغيرهم من الصيادين للعديد من الجرائم الإسرائيلية كملاحقتهم وإصابة بعضهم بجروح متفاوتة، ومصادرة مراكب وشباك الصيد وتدميرها، وحرمانهم من العمل في البحر بحرية.

وتخالف سلطات الاحتلال الإسرائيلية نص اتفاقية "أوسلو" وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، بحق صيادي الأسماك بالإبحار لمسافة 20 ميلًا بهدف الصيد، وتسمح لهم بممارسة مهنتهم في مساحة لا تتجاوز 6 أميال بحرية لا تخلو من استهدافهم.

ويبلغ عدد الصيادين المنتشرين على طول ساحل قطاع غزة نحو 4 آلاف صياد، يعملون على متن ألف مركب مختلفة الحجم.

من جهتها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استشهاد الصياد أبو ريالة، برصاص جيش الاحتلال في أثناء عمله في عرض بحر شمال قطاع غزة فيما لا تزال تحتجز جثمانه.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في غزة سهير زقوت، في منشور على حسابها في "فيسبوك": "ارحموا عائلة الصياد أبو ريالة من الفضول الإعلامي، فعلى مدار ثلاثة أيام والشائعات تحيط بالعائلة وتزيد من آلامها".

وأوضحت زقوت، أن "هناك آلية عمل بين السلطات المختصة سواء في الجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي"، وذكرت أن نقابة الصيادين وسلطات الاحتلال صرحتا بشكل لا يقبل اللبس حول الحادثة.

ولم تكن جريمة الاحتلال الإسرائيلية بحق الصياد "إسماعيل" هي الأولى، حيث شهد العام الماضي 2017 استشهاد ثلاثة صيادين، اثنان منهم على يد الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن استشهاد آخر برصاص الجيش المصري، وفق نقيب الصيادين نزار عياش.

اخبار ذات صلة