فلسطين أون لاين

روسيا وتركيا تتفقان على وقف لإطلاق النار في سوريا

...
بعض النازحين من حلب (أ ف ب)
اسطنبول - (أ ف ب)

اتفقت تركيا وروسيا على خطة لوقف لإطلاق النار في كل أنحاء سوريا تدخل حيز التنفيذ منتصف الليل كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الأربعاء 27-12-2016 فيما تكثف أنقرة وموسكو تعاونهما للتوصل إلى حل النزاع السوري.

وتهدف الخطة إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه البلدان في وقت سابق هذا الشهر وأتاح عمليات إجلاء من حلب، ليشمل كل أنحاء البلاد إلا أنها تستثني، مثل اتفاقات الهدنة السابقة، "المجموعات الإرهابية".

وقال مصدر من فصائل المعارضة رفض الكشف عن اسمه في بيروت أن التفاصيل لم تعرض بعد رسمياً على فصائل المعارضة ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

ولم يصدر تأكيد رسمي بعد على الخطة من موسكو أو أنقرة.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تركيا وروسيا تعملان لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار عند منتصف الليل، وأن الخطة في حال نجاحها ستشكل أساساً لمفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة تريد موسكو وأنقرة تنظيمها في استانا في كازاخستان.

ولم يتضح أين ومتى تم الاتفاق على هذه الخطة لكن جرت محادثات خلال الأسابيع الماضية في أنقرة بين تركيا وروسيا وممثلين عن المعارضة السورية.

وذكرت قناة الجزيرة القطرية أن لقاءاً جديداًسيعقد غداً في أنقرة، وهذه المرة بين ممثلين عسكريين عن فصائل المعارضة وروسيا.

وتقف أنقرة وموسكو على طرفي نقيض في النزاع السوري إذ طالبت تركيا مراراً برحيل الرئيس السوري بشار الأسد في حين تقدم روسيا وإيران الدعم له.

لكن البلدين يتعاونان منذ أشهر حول سوريا لا سيما إثر تطبيع العلاقات بينهما بعد أزمة نجمت عن إسقاط تركيا طائرة روسية السنة الماضية.

ولزمت تركيا الصمت إثر استعادة القوات الحكومية السورية كامل مدينة حلب وإخراج الفصائل المعارضة منها.

ولم يتم تحديد موعد بعد لمحادثات استانا لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت أن اللقاء لا يزال في مرحلة التخطيط.

وشددت على أن المحادثات لن تكون بديلاً لعملية السلام التي تجري مفاوضاتها عادة في جنيف من أجل حل النزاع السوري.

لكن التدخل المباشر الروسي والتركي يأتي فيما عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل متزايد عن نفاد صبره من دور الولايات المتحدة في سوريا.

وكانت خطط وقف إطلاق نار السابقة تتم برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. لكنها لم تسجل سوى نجاح مؤقت وفشلت في التوصل إلى حل للنزاع.

وشن أردوغان أمس أحد أشد هجماته على الولايات المتحدة والسياسة الغربية في سوريا قائلاً إنها تقطع وعوداً بدون تنفيذها.

واتهم الغرب ليس فقط بدعم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي، اللذين يحظيان بدعم الولايات المتحدة على الأرض في سوريا، لكن أيضاً "تنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف أردوغان أمس إن "قوات التحالف الدولي ويا للأسف لا تلتزم بوعودها" مؤكداً "سواء فعلوا ذلك أو لم يفعلوا، سنواصل هذا المسار بطريقة حاسمة. لا تراجع عن المسار الذي وضعناه".

وقتل 37 جندياً تركياً في سوريا منذ بدء عملية "درع الفرات" في 24 آب/أغسطس والتي تستهدف "تنظيم الدولة" وكذلك المقاتلين الأكراد، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية.

وتزايدت الخسائر فيما يسعى الجيش التركي إلى استعادة مدينة الباب من مقاتلي " تنظيم الدولة الإسلامية"، وأصبحت أنقرة أقل صبراً حيال تراجع دعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "تنظيم الدولة" في العملية التركية.

وتواجه تركيا أشرس مقاومة خلال حملتها في معركة الباب، الواقعة على بعد حوالى 25 كيلومتراً إلى جنوب الحدود التركية.

ميدانياً، في سوريا قتل 22 مدنيا ًعلى الأقل بينهم عشرة أطفال في غارات جوية نفذتها طائرات حربية مجهولة على قرية يسيطر عليها "تنظيم الدولة الإسلامية" في شرق البلاد كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم.

وقال المرصد أن المدنيين الذين قتلوا هم من عائلتين في قرية الحجنة الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور الخاضعة بمعظمها لسيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية" وتستهدفها بانتظام طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

دير الزور هي المحافظة السورية الوحيدة التي تخضع بشكل شبه كامل لسيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية" بينما لا يسيطر النظام السوري سوى على كبرى مدنها التي تحمل الاسم نفسه.

ويشن التحالف الدولي منذ أيلول/سبتمبر 2014، ضربات جوية تستهدف مواقع "تنظيم الدولة الإسلامية" وتحركاتهم في سوريا. كما يواجه التنظيم حالياًهجمات عسكرية على عدة جبهات في سوريا والعراق.