قائمة الموقع

حديقة سياحية للفراولة المعلقة في ميناء غزة البحري

2018-03-10T08:26:19+02:00


إن لم يعد بإمكانك الوصول إلى مزارع الفراولة في الأراضي الواقعة إلى أقصى شمال أو جنوب قطاع غزة، وتخشى إطلاق قوات الاحتلال نيران أسلحتهم الرشاشة؛ فليس أمامك سوى الذهاب إلى ميناء غزة البحري، حيث أنشئت حديقة لزراعة الفاكهة التي يعشقها الغزِّيون ويصفونها بـ"الذهب الأحمر".

إنه بإمكانك تذوق طعمها اللذيذ وشرب العصير مقابل بضعة شواكل، والتقاط الصور السيلفي أيضًا بين قُطوف الفراولة.

"كان الهدف منها تطوير السياحة بإضفاء أجواء الطبيعة على المكان" يقول مدير الحديقة محمد أبو لولي وهو يتفقد شتلات الفراولة.

ويفتح الشاب أبواب الحديقة أمام عشاق الفاكهة التي تشتهر غزة بزراعتها وتصديرها، لكنه يراقبهم من كثب.

أضاف لـ"فلسطين": "إن أي خلل قد يتسبب بخسارة مالية لنا، لقد قاربت تكلفة الحديقة 50 ألف دولار أمريكي".

وتتدلى حبات الفراولة من شتلات مزروعة في مئات الأوعية المصنوعة من الفلين (كلكل)، علقت بـ3 دفيئات زراعية أقيمت على مساحة 250 مترًا مربعًا، من المساحة التي تقارب 11 دونمًا فوق رصيف الميناء.

وبدا أبو لولي حريصًا إلى أبعد الحدود على الحديقة والفراولة المزروعة فيها، إلى درجة أنه لا يذهب إلى بيته في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، إلا مرة واحدة كل عشرة أيام يقضيها في المنتجع.

ولاحظ الشاب البالغ من العمر (31) عامًا اهتمام زوار الميناء، بعد إنشاء الحديقة السياحية، كما يسميها، قبل قرابة أربعة أشهر.

قال: "بإمكان الزوار أكل الفراولة وشرائها وشربها عصيرًا، إن أرادوا".

ويراوح سعر كوب العصير الواحد من 3 إلى 10 شواكل.

واكتسب أبو لولي ذو العينين الملونتين والوجه القمحي خبرة جيدة في التعامل مع شتلات الفراولة، كان قد اكتسبها من أحد المزارعين من سكان بيت لاهيا، شمالي القطاع، حيث موطن زراعتها، في أثناء تأسيس الحديقة.

وأشار إلى أنه يجري ثلاث جولات تلقيح يدوية يوميًّا، بعدما مات النحل المسؤول عن تلقيح الزهور، بسبب أجواء البحر.

ويسعى الشاب والعاملون معه إلى تطوير مشروع الحديقة، وتوسيعها لاحقًا، وزراعة مدخلها وجوانبها بأنواع مختلفة من الورود، لتحسين مظهرها الجمالي.

شد مظهر الفراولة انتباه الفتاة أريج عزوم، وقد دلفت بهدوء إلى داخل حديقتها واثنتان من صديقاتها، كأنهن في رحلة قصيرة إلى الميناء.

قالت عزوم لـ"فلسطين": "لقد تفاجأت بهذه الحديقة، لم أتخيل أن أجد زراعة الفراولة في الميناء".

"لم أر في حياتي مزرعة للفراولة، لأنني لا أستطيع الذهاب إلى أمكان زراعتها في المناطق الحدودية" أضافت عزوم وقد غمرها الفرح.

ولم يتردد مدير الحديقة في الموافقة على طلب الشاب أحمد مهدي، قطف حبة فراولة وتذوق طعمها.

"إنها حلوة ولذيذة" قال مهدي لصديقه الذي رافقه في جولة قصيرة بالحديقة السياحية.

وتزرع هذه الفاكهة في قطاع غزة إما بغرس شتلاتها في الأراضي الزراعية المحاذية للسياج الفاصل عن الأراضي المحتلة سنة 48، شمالًا، وإما أن تكون في أوعية فلين معلقة بالدفيئات الزراعية.

وقد بدأت زراعتها بهذه الطريقة معلقةً مع حلول عام 2016م.

لكن مدير العلاقات العامة في المنتجع إياد البردويل قال: "إننا لا نستخدم أي مواد كيميائية لرش الفراولة؛ فنحن نزرع شتلاتها، وننتظرها حتى تكبر وتصبح جاهزة للقطف والأكل".

ومع زراعة كل شتلة ينتظر القائمون على الحديقة حتى تنتج شتلات الفراولة حباتها، مدة تزيد عن تلك التي تحتاج لها المزروعة في الأرض، ويستخدم لها مواد تساعد على نمو الحبة الواحدة وزيادة حجمها، حسبما يضيف البردويل لـ"فلسطين".

ولذلك إن ثمن الكيلو جرام الواحد من الفراولة المنتجة في الحديقة يزيد شيكلًا واحدًا عن المتوافرة في السوق.

وتقارب تكلفة الرعاية والمتابعة للحديقة السياحية 100 شيكل يوميًّا، وهي قادرة على إنتاج عشرات الكيلو جرام من الفراولة.

ويعتمد الكثير من المزارعين على زراعة الفراولة المعلقة، لما تحققه من نفع لهم في توفير الأيدي العاملة، والحد من استخدام المبيدات، كما يقولون.

وقد أنشئت العديد من المزارع المعلقة لزراعة الفراولة في غزة منذ بضع سنوات، لكن إنشاء حديقة في ميناء غزة الذي يؤمه الآلاف خلال الصيف يمثل تحديًا أمام القائمين على المشروع في مكان تزداد فيه درجة الرطوبة لقربه من البحر، لكنهم يؤمنون أن المشروع سينجح، وسيستمر في إنتاج الفراولة حتى تموز (يوليو) المقبل، وهو نهاية موسم الفراولة المعلقة.

اخبار ذات صلة