أثارت مشاهد اختطاف قوات إسرائيلية خاصة أو ما تعرف بـ"قوات المستعربين"، أمس، لرئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، عمر الكسواني، من داخل حرم الجامعة تساؤلات عن دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية هناك في توفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين.
واستشاط مستخدمون لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك غضبًا من مقطع فيديو يوثق لحظات قيام عدد محدود من "المستعربين" باختطاف الطالب الكسواني، على مرأى ومسمع أمن جامعة بيرزيت والمئات من طلبتها، قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث يوجد المقر الأول لرئاسة السلطة الفلسطينية وقيادة أجهزتها الأمنية.
وقارن هؤلاء بين الواقع الميداني الذي تعيشه الضفة الغربية، حيث تستبيح قوات الاحتلال يوميًا مدنها وقراها بحثًا عن من تصفهم بـ"المطلوبين" وبين واقع قطاع غزة الذي يترصد فيه رجال المقاومة أي اقتحامات إسرائيلية.
وبحسب شهود عيان، فقد اقتحم "المستعربون" الإسرائيليون جامعة بير زيت من المدخل الغربي واختطفوا الكسواني من أمام مجلس الطلبة وأطلقوا الرصاص الحي على مجموعة من الطلاب رشقوا عناصرها بالحجارة.
وكتب "محمد القطراوي" على صفحته في فيسبوك: "5 مستعربين حاملين مسدسات فقط، دخلوا جامعة بير زيت وضربوا رئيس مجلس الطلاب وخطفوه بعز الظهر وكل الجامعة بتتفرج!! منظر بقطع القلب #التمكين على أصوله..".
الأسير المحرر في "صفقة وفاء الأحرار" والمبعد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة "بلال زراع"، علق على الحادثة قائلًا: "قمة الخذلان أن تقف جامعة بير زيت عاجزة أمام خمسة من شذاذ الآفاق دخلوا لاعتقال طالب... والله لو أنها مدرسة ابتدائية لحاول الأطفال منعهم من ذلك أو لدافعوا عن زميلهم".
وشاركت "Salwa Taufiq Usman" منشورا ضمن هاشتاق #الحريّة_لعمر_الكسواني جاء فيه: "إن خطفوا عمر لن ينجح التنسيق الأمني في اختطاف عزيمتنا".
وفي تعليق على صفحة جامعة بيرزيت التي نشرت مقطعًا مصورًا يظهر لحظات اعتقال الكسواني علق "Joseph Farikh": "وين أمن جامعتكم؟ وين رئيس سلطتكم؟".
ودوّن "رامي البنا" على صفحته: "انظروا همجية الاحتلال كيف يعتدي على حرم الجامعة ويروّع الطلاب الآمنين ويعتقل طالبًا قيد الدراسة. ما هذا التطرف الذي تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلي".
في حين كتب "Montaser Zitawe": "بير زيت اعتقد أنها مناطق سلطة الفلسطينية وموجود فيها مراكز أمن (فلسطينية) ولما جيش يدخلوها بكون في تنسيق وإذا دخلوا بدون تنسيق معناته بلا منو".
في المقابل أظهر "Mahmoud Foda" فخره بالمقاومة في غزة التي تصدت لثلاثة حروب إسرائيلية على القطاع ومنعت جيش الاحتلال من استباحة أرض القطاع، حيث علّق قائلًا: "صح محاصرين، ومحرومين من الحياة، لكن بنام مطمئنين، في حماية المقاومة".
في حين استغرب الصحفي الفلسطيني "Suheib Alassa" "كيف دخلت هذه المجموعة من المستعربين إلى الجامعة بسيارة دون المرور بتلك الإجراءات خصوصا أن شهودا عيان أكدوا أن المستعربين انتحلوا صفة صحفيين".
وسرد واقعة حدثت معه سابقًا القول: "أذكر مرة أردت الدخول لجامعة بيرزيت لإعداد تقرير تلفزيوني؛ فمررت بمجموعة من الإجراءات الإدارية والأمنية قبل الدخول -ولست أعترض على ذلك".
وبناءً على ما مضى تساءل قائلًا: "هل من تحقيق من إدارة الجامعة لحادثة اليوم؟".
لكن "Hadeel K Wahdan" رفضت تحميل طلبة وجامعة بيرزيت مسؤولية ما حدث من تقاعس بشأن توفير الحماية لرئيس مجلس الطلبة، وظهر ذلك من خلال ردها على تساؤل Suheib Alassa"": "جامعة بيرزيت انعكاس واقع تعيشه القضية الفلسطينية بمختلف المستويات".
وأضافت: "ومن يريد أن يستغرب عليه أن لا ينسى بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا ينتهك كافة المؤسسات بأنواعها. ومن يعيش حالة الاستغراب باقتحام جامعة عليه أن يتذكر المستشفيات.. الوزارات.. المقرات الأمنية.. المحطات الإعلامية".
وتابعت: "يكفي مزايدة على طلاب وإدارة جامعة بيرزيت".
في حين ذهب "أيمن دلول" إلى أبعد من ذلك بالدعوة إلى إغلاق أبواب الجامعة "حتى يتم محاكمة حراسها ورئيسها"، كما قال.
ومصحوبًا بفيديو يظهر لحظات اعتقال الكسواني كتب "Sami Akkeila" في إشارة إلى رفض اشتراطات السلطة بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية بداعي تمكين الحكومة والسلطة في غزة: "اللهم إنا نعوذ بك من التمكين وما قرب إليه من قول أو عمل".
ولطالما أصرت السلطة في رام الله على نزع سلاح المقاومة في غزة من أجل إنجاح اتفاق المصالحة الموقع برعاية مصرية في أكتوبر الماضي، على قاعدة "سلاح واحد وقانون واحد"، وفق ما صرح به رئيس السلطة محمود عباس أكثر من مرة.
غير أن حماس تشدد على أن سلاح المقاومة "لن يكون مطروحًا على طاولة الحوار ولا يمكن العبث به".
لكنها أكدت في المقابل وفي تصريح سابق لعضو مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق، على أنها مستعدة لتقاسم المسؤولية عن قرار "الحرب والسلام" في شكل إيجابي مع القيادة الفلسطينية وبما يخدم المصلحة الوطنية.
وفي بيان صدر عنها، أمس، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن حادثة اعتقال الكسواني "تكشف عجز السلطة وأجهزتها الأمنية عن حماية المواطنين والتصدي للاعتداءات الصهيونية المتواصلة".
وأضافت الشعبية في بيانها: أنه "في الوقت الذي تواصل فيه هذه الأجهزة حملاتها في استدعاء وملاحقة العشرات من شباب المقاومة وخاصة الطلبة، وتواصل التنسيق الأمني، تعجز وتغض البصر عن جنود الاحتلال الذين يمرحون ويسرحون ويستبيحون أراضي الضفة".