فلسطين أون لاين

​مسؤول يحذر من خطورة قرار شق الشوارع بين الضفة ومدن الداخل

...
صورة أرشيفية
رام الله / غزة - حازم الحلو

حذر الخبير في شؤون الاستيطان والخرائط خليل تفكجي، من أن سلطات الاحتلال تسابق الزمن من أجل إتمام مخطط 50 الاستيطاني القاضي بشق شوارع وطرق تربط قلب مدن الضفة الغربية المحتلة مع المدن الاسرائيلية في الداخل المحتل.

وقال تفكجي لصحيفة "فلسطين"، أمس: إن "هذا المخطط يأتي ضمن قرار اتخذته سلطات الاحتلال في العام 1983، والذي صدر في حينه كقرار عسكري"، لافتا الى أن السلطة الفلسطينية لم تنتبه الى خطورة عدم الاعتراض على هذ القرار الذي يقضي نهائيا على امكانية قيام الدولة الفلسطينية.

وكان نائب وزير جيش الاحتلال إيلي بن دهان، أكد أمس للصحافة الاسرائيلية أن جميع الشوارع الرئيسية في الضفة الغربية، سترتبط بوسط فلسطين المحتلة عام 1948 في غضون 20 إلى 30 عاما، ضمن خطة استراتيجية.

وقال: "إن ذلك من شأنه أن يعزز الوجود اليهودي في الضفة الغربية"، لافتا الى أن سلطات الاحتلال ستبدأ الأسبوع القادم بشق شارع التفافي جديد في الضفة، يربط مدينة كفار سابا شمال فلسطين المحتلة بمنطقة نابلس شمالي الضفة.

وأتت تصريحات بن دهان، بعد تبني مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية، بأغلبية ساحقة قرارا يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس المحتلة، غير شرعية ويدعو إلى وقف النشاط الاستيطاني فورا وبالكامل.

ولكن بن دهان قال:" لم يتم توجيه الأوامر لنا بالتوقف، ولذا فإننا سنواصل العمل".

وأضاف:" الآن تتوفر فرصة كبيرة لنا لضم (يهودا والسامرة)"، وهو الاسم اليهودي للضفة الغربية.

ولفت بن دهان، إلى أن حكومة الاحتلال تخطط أيضا لربط شارع رئيسي في شمالي الضفة الغربية، مع الشارع السريع الساحلي الذي يربط مدينتي القدس و(تل أبيب)، حيث سيتم استكماله في شهر مارس/آذار المقبل.

وأشار إلى وجود مخطط لشارع التفافي ثالث، في جنوبي الضفة الغربية يربط الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون"، جنوبي بيت لحم، مع مدينة الخليل ملتفا على مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين.

من جهته، قال تفكجي إن الأمر العسكري رقم 50 يقضي بإقامة شبكة من الطرق الطولية والعرضية هدفها تمزيق أوصال الضفة الغربية بشكل طولي وعرضي بهدف تحقيق السيطرة الأمنية الشاملة على جميع التجمعات الفلسطينية ومحاصرتها بهذه الشوارع.

واشار الى أن الاحتلال يهدف للسيطرة على التوسع العمراني لهذه القرى والمدن لتحصر ضمن ما هو قائم، وبذلك يتم ضبط التكاثر السكاني، منوها الى أن ذلك سيخلق فجوات اجتماعية بين التجمعات العربية وخاصة بعد أن يتم عزل هذه التجمعات بعضها عن بعض.

ونوه الى أن الاحتلال يقوم بمصادرة المزيد من الأراضي وجعلها تحت السيطرة الإسرائيلية، حيث صودر أكثر من 60 ألف دونم من الأراضي لصالح هذه الشوارع، اضافة الى تأثيراتها الجانبية على البيئة والمصادر الطبيعية وقطع الأشجار المستمر لفتح هذه الشوارع.

وأوضح تفكجي أن سلطات الاحتلال تقوم بتنفيذ مخططاتها ورؤيتها في كافة المناطق الفلسطينية، وتستغل الحديث عن المفاوضات والتسوية من أجل التغطية على ذلك، لافتا إلى ان دولة الاحتلال استغلت عملية "التسوية" التي جرت منذ العام 1993 وقامت بشق شوارع التفافية وتوسيع مستوطنات قائمة، وصادقت على مستوطنات جديدة.

وقال: "إن حكومات الاحتلال المتعاقبة تعمل على خط متوازٍ بين المفاوضات وفرض الأمر الواقع على الأرض"، لافتا إلى أن عمليات بناء المستوطنات تتباطأ بين الحين والآخر لكنها لم تتوقف في أي يوم.