قائمة الموقع

​"أنت الكبير".. تعزيزٌ أم سلبٌ للطفولة؟

2018-03-03T07:24:23+02:00

"أنت الكبير" عبارةٌ ذات أوجه، فهي إما تحمل تعزيزا للطفل، أو تعني تحميله مسؤوليات تفوق عمره، وفي الحالة الثانية يمقتها الطفل، ويكره سماعها من أهله لكونها مرتبطة في ذهنه بأوامر يجب عليه تنفيذها مرغمًا دون نقاش، هي عبارة ربما لا يلقى لها الوالدان بالًا، وربما يظنّا أنها مفيدة لتكوين شخصية الابن البكر، دون إدراك أن لها مفعولًا معاكسًا تمامًا.

خبرة ضعيفة

أخصائي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب، قال لـ"فلسطين: "عند تربية الطفل الأول تكون خبرة الوالدين قليلة، وهذا يتسبب بمشكلة خاصة إذا تعاملا معه على أنه حقل تجارب في أساليب التربية واستخدامها وانتقاء الناجع منها، وأكثر الأساليب الخاطئة في التربية يتعرض لها الابن الأكبر".

وأضاف: "كلمة الابن الأكبر يمكن أن تشوش تفكير الطفل وتشعره بالمسئولية قبل الفترة العمرية المناسبة لذلك فالأهل يكلفوه بمسئوليات دون مناقشته أو بحث الأمر معه".

وتابع: "الطفل الأكبر يجد نفسه مضطر للقيام بالعديد من الأمور، مثل الاهتمام بمن هم أصغر منه، وغير ذلك يطلبه منه الوالدان باعتبار أنه الأقدر على القيام بها".

ولفت إلى أن الطفل يرى هذه التكليفات ضغطا عليه خاصة إذا لم يجد أي تقديرا أو عائدًا سواء مادي أو معنوي من وراء القيام بها.

وبين أن الأهل يستخدمون مصطلحات أكبر من سن الطفل مثل "أنت كبير العيلة"، "أنت كبير أخوتك" ظنّا منهم أنهم بذلك يعززوه، بينما الحقيقة أن معاملته بهذه الطريقة تعمل على تدمير شخصية.

القسوة أيضًا

وأوضح أن الأمر يزداد سوءاً بالنسبة للفتيات، فالابنة الكبرى تجد نفسها، في سن مبكرة، المسئولة عن البيت وعن إخوتها الصغار، وتتحمل مسؤولية شبيه بمسئولية الأم، وبالتالي تفقد حقها في أن تعيش طفولتها.

ونبه إلى أن الطفل الأكبر، إلى جانب كونه صاحب النصيب الأكبر من التكليفات وتحمل المسئولية، فهو أيضاً يكون الأكثر تعرضاً لقسوة الأهل.

وقال أبو ركاب إن الأطفال قادرون على استيعاب تفريق الأهل في المعاملة بين الأخوة من أبسط التصرفات، وهذا يمكن أن يزيد من نسبة الغيرة التي هي مزيج من الخوف والقلق ويمكن أن يتحول هذا المزيج في المستقبل إلى لكره للأبوين وللإخوة.

بحسب أبو ركاب، فلا بد من التوازن في المسؤوليات التي يطلب الوالدان من الطفل الأكبر تحملها، فهذه المسؤوليات تساهم في تشكيل شخصية الابن وعلاقته بباقي أفراد الأسرة.

ونصح الوالدين بأن يرفقوا طلباتهم من الطفل الأكبر بالكثير من التقدير المعنوي وتعزيز الذات ولا مانع من التقدير المادي أيضاً.

اخبار ذات صلة