فلسطين أون لاين

هويدي: تقليصات خطيرة جرت فعليًّا

تقليصات بـ"الجملة" لخدمات "أونـروا" فـي لبنـان قـريبًـا

...
بيروت-غزة/ أحمد المصري

علمت صحيفة "فلسطين" من مصادر وشخصيات مسؤولة عن تقليصات واسعة ستنفذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لخدماتها في لبنان قريبًا، وذلك تحت ذريعة الضائقة المالية التي تمر بها. ومن بين التقليصات المزمع اتخاذها وفق المصادر ما يتعلق في الشأن التعليمي، وذلك بإحالة تقاعد 105 مُعلمين مع عدم التوظيف في أماكنهم أي آخر، ووقف كلّ الموظفين اليوميين في جميع مجالات التدريس.

وإلى جانب ذلك، دمج مدرستين بمدرسة واحدة هما مدرسة الأقصى ودير ياسين، وإنهاء عقود الإيجار لكلّ المؤسسات، الأمر الذي سيؤدي إلى إلغاء مدارس "المعشوق" و"الشبريحا" و"عدلون" ودمجها، عوضًا عن عدم شراء أي كتب للسنة الدراسية 2018/2019.

وفي الشأن الطبي، ستجري وكالة الغوث تقليصات مهمة تتمثل في إنهاء عقود الأطباء المتخصصين الذين يتم تحويل المرضى عليهم، (القلب والعيون والسكري والغدد) إلى جانب إلغاء جدولة إجراء عمليات الأنف، ووقف الموظفين اليوميين (عمال الصحة) وعدم إعطاء المؤسسات بديل عنهم. وإضافة لذلك، فإن مخاطر كبيرة تنذر بإمكانية دفع أرباب الأسر تكاليف عمليات الولادة الطبيعية لزوجاتهم، في ظل انتهاء المنحة لهذا الأمر من قبل منظمة اليونيسف العالمية في 31 من مارس/ آذار الجاري.

وعلق مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين حول هذه التقليصات، بقوله إنه وفي حال صحت هذه المعلومات وجرى تنفيذها فإنها ستكون خطيرة، وستؤثر على اللاجئين الفلسطينيين على مستويين الأول آني يتعلق بالاحتياجات الانسانية والثاني في سياق استهداف وكالة الأونروا على المستوى السياسي وخطورة التداعيات الأمنية على المدى البعيد.

وقال هويدي لصحيفة "فلسطين"، إن التقليصات على المستوى الإنساني ستحرم عددا كبيرا من المعلمين من إمكانية التوظيف مستقبلا، وإحالة عدد من موظفي التعليم إلى التقاعد قبل أوانهم، فيما سيزيد العبء وتحمل المسؤوليات التعليمية على إدارات المدارس في حال عدم تأمين موظف بديل في مجالات التدريس اليومي.

وأضاف أن التقليصات ستؤثر بطبيعة الحال على استيعاب الطلاب وإمكانية تفاعلهم وتحصيلهم الدراسي وكذلك الأمر في حال جرى دمج المدارس مع بعضها فهذا سيكون على حسب حرمان معلمين من أداء مهامهم، فيما أن إلغاء عمل بعض المدارس كليًا من شأنه أن يحول توجه الطلاب إلى مدارس بديلة في المخيمات والتي لا يستطيع الطالب الوصول إليها إلا عبر السيارة.

ونبه إلى أن تقليصات الشأن الطبي المتوقعة من شأنها أن تضاعف معاناة اللاجئين في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تعصف بهم، وأن اللاجئ سيجد نفسه وفي ظل ذلك أمام مشكلة مزدوجة صحية واقتصادية.

وأضاف: "لنا أن نتخيل في ظل هذه المعطيات كيف سيكون الوضع النفسي للاجئ من الشعور بالقلق المستمر الذي يمكن أن يسبب حالات من الكآبة نتيجة الإحباط والضغط الدائم، وهذا سيدفع المزيد من العائلات والشباب للتفكير بالهجرة غير الشرعية ولو على حساب فقدان أرواحهم في الطريق".

وأكد هويدي وجود قناعات لدى اللاجئين في لبنان بأن عدم توفير المبالغ المطلوبة للوكالة يأتي في سياق تحرك "صهيو أمريكي" يستهدف "أونروا" كخطوة تمهيدية لإنهاء قضية اللاجئين وحقهم في العودة، وأن قناعات أخرى من أن التقليصات ستزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية وستؤدي حتمًا إلى مشكلات أمنية.