فلسطين أون لاين

مصر أكدت أنها حصلت على موافقة دولية لمشاريع لغزة

الحية: لسنا متمسكون بالجباية وعرضنا وضعها بجهة محايدة

...
غزة - فلسطين أون لاين

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية مساء الخميس، أن حركته "ليست متمسكة بالجباية الداخلية" لقطاع غزة، إلا أنها طالبت بضمانة من الحكومة لكيلا تُسلم ثم يظهر "بعبع جديد".

وقال الحية في لقاء متلفز عبر فضائية الأقصى إن حركته "طالبت بضمانة ووضع خطة عمل" لتسليم الجباية الداخلية، كاشفًا أنهم عرضوا وضع مبلغ الجباية عند جهة محايدة لدفعه حال لم تلتزم الحكومة لرواتب وموازنات الحكومة بغزة.

وشدد على أنهم ملتزمون بالمصالحة وبما وقعوا عليه في مصر، لافتًا إلى أنهم قطعوا شوطًا في ملف الحكومة والجباية، إلا أن حماس تريدها ضمن سياق طبيعي لكيلا نرى أن الجباية سلمت وظهر لنا "بعبع جديد".

وأضاف: حماس "ليست متمسكة بالجباية الداخلية، فنحن سلمنا الحكومة كلها وجباية المعابر والوزارات، فهو موضوع أتفه من أن يوضع سببًا للعرقلة".

وطالب الحية الحكومة بتطبيق اتفاق 2011 الموقع بالقاهرة، لكي تُسلّم الجباية حينها، فالاتفاق ينص على إجراءات إلا أنه للأسف الشديد الحكومة لم تلتزم بما جرى التوقيع عليه.

وأوضح أن الأمور الفنية بما يتعلق بملف الموظفين تحتاج إلى إرادة وقرار سياسي، فاللجنة الإدارية القانونية رغم التحاق أحد الأخوة بها من غزة، شارفت على الانتهاء وتوصياتها النهائية بشوطها الأخير.

التمكين

وبين أن مصطلح التمكين مصطلح "مضحك وفضفاض"، وتساءل: "من الذي يمنع هؤلاء (الوزراء) من ممارسة أعمالهم؟، ما هو التمكين الذي يريده وزير لم يدخل وزارته من قبل، ووزير لم يدخل يوم "الاحتفال الكبير" في شهر سبتمبر.

وأضاف: نرحب أن تقوم الحكومة بدورها كاملاً، تفضلوا قوموا بواجبكم وهذا لا يحل وأنتم جالسون برام الله، ووضع العراقيل، انقسامنا بحاجة إلى إرادة وتصميم لإنهائه

وحول الموازنة التي أقرتها الحكومة أول أمس، قال: "هم يريدون أن تبقى رجل لهم داخل غزة وأخرى خارجها، عبر موازنتان".

وأوضح أنه لا خيار أمام شعبنا إلا التوحد والتفاهم على قاعدة الشراكة لنكون جسدًا واحدًا أمام المخاطر، فإذا نظرنا إلى عظمها كل أمور الحكومة تكون لا شيء، القضية في مهب الريح ماذا تعني جباية هنا وجباية هناك، فهذا يجب أن يسحبنا الهم الأكبر.

مشاريع دولية

وقال الحية إنهم استمعوا كلامًا واضحًا من وزير المخابرات المصرية عباس كامل، أنهم سيطورون معبر رفح وبدءوا بتجهيزات بذلك.

وأضاف: "كما استمعنا إلى أنهم يدرسون آليات فتح المعبر على مدار الساعة، ليكون فتحه هو الطبيعي لا الاستثنائي، وتلقينا وعود بزيادة كمية الكهرباء الواردة إلى غزة".

وتابع: "ليس هذا فحسب بل هم يبحثون عن مشاريع دولية لغزة، وهذا شعور وعمل جيد نشكرهم عليه فمصر تستطيع أن تفعل ذلك".

وأردف بالقول: "نحن نسأل من بيده مفاتيح الحل وهي السلطة، فهي القادرة على أن تنهي هذه المعاناة، مشكورة كل الدول التي تساهم على ما يقدمونه، السؤال أين دور السلطة ودور الحكومة،

وأوضح أن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أكد لهم خلال لقاءٍ اليوم أن المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته يؤيد المصالحة الفلسطينية وأن تقوم الحكومة بدورها في قطاع غزة، متسائلًا: "لماذا كل هذا التلكؤ والتباطؤ".

الزيارة لمصر

وأوضح الحية أن الزيارة للقاهرة جاءت بطلب مسبق من حماس لمتابعة ملفات متعددة، لافتًا إلى أن السلطات المصرية أبلغتهم بترحيبها فيهم وقت فتح معبر رفح حينها.

وبين أن لها أهداف وغايات متعددة، منها العلاقة الثنائية بين شعبنا ومصر لخدمة قضيتنا ومقاومتها، وآلام غزة وظروف شعبنا التي لم تعد خفية على أحد، والمصالحة وآفاقها إلى أين وسبل دفع عجلتها إلى الأمام.

وأضاف: ومستقبل القضية في ضوء ما تتعرض له من قضم وتصفية، وسلوك أمريكا والاحتلال بحقوق شعبنا التي لا تقبل التصرف، وحفظ أممنا وأمن مصر من خلال حفظ من الحدود.

ونفى الحية الشائعات التي تتحدث عن ضغوط تعرض لها وفد حماس بالقاهرة، وقال "عندما يذهب وفد من حماس أو من الفصائل لمصر، نحن نتعامل مع مصر الدولة والتاريخ".

وأضاف: "هذه الشائعة لا تصدر إلا من خصم لنا، فنحن كنا في ضيافة الشقيقة مصر، والتقينا مع شخصيات سياسية وإعلامية، ولم نُمنع من أي لقاء، وكنا مرحب بنا ونشعر بكرم الضيافة، وحسن التأمين ذهابًا وإيابًا".

وشدد الحية على أنه لم يكن هناك مخطط لزيارة خارجية، يجريها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، مؤكدًا أن السياسة المصرية باقية تجاه غزو والعلاقة مع حماس.

بضائع

ووفق الحية فإن حدة ما يحدث من قطاع غزة، من حالة احتقان وعوز وفاقة، وجدنا الأخوة في مصر يتابعونها، وأوضح أن البضائع التي جرى إدخالها من مصر لغزة الأسابيع الأخيرة، هي بضائع محجوزة من نوفمبر الماضي، ووزارة المالية بغزة تعاملت مع البضائع وفق القانون.

ولفت إلى أن السلطة طلبت أن يجري إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم (الخاضع لسيطرة الاحتلال لتُجمرك وتأخذ ضرائبها، وقال: "يبدو أن هناك إرادة للتضييق والحصار، فإدخالها عبر الاحتلال لا يقولها أي عاقل".

وأضاف: "باعتقادي أن إدخال البضائع من مصر عبر بوابة صلاح الدين، هي حالة طارئة أمام تعنت هيئة المعابر الفلسطينية التي تريدها أن تذهب للاحتلال ثم تعاد لتدخل مجددًا إلى القطاع".

"صفقة القرن"

وبين الحية أن كل من قابلوهم من مسؤولين عرب في الداخل والخارج، لا يوجد لديهم تصور واضح حول ماهية "صفقة القرن"، وما شاع بوسائل الإعلام يقول إنها صفقة تتجه "لإعادة تفكيك المنطقة بالكامل وإعادة ترتيبها من جديد" والخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية.

ووفق الحية فإن الصفقة يجري تنفيذها على الأرض، وأولها قرار القدس "عاصمة للاحتلال"، حتى أنهم يريدون "كي الوعي" فالناس بدأت تنسى مبدأ نقل السفارة وبدءوا يتحدثون حول موعد نقلها.

وجدد رفض حركته حل القضية على حساب أرض عربية أخرى، والتوطين والوطن البديل، وأن تتمدد غزة على حساب سيناء، "فهي أرض عربية مصرية، وغزة تتمدد إلى فلسطين التاريخية لاستعادتها من الاحتلال".

التيار الإصلاحي

بين الحية أن لقاءهم بالتيار الإصلاحي بحركة فتح بالقاهرة يأتي لكونهم "جزء من مكون الشعب الفلسطيني"، لبحث مخاطر القضية الفلسطينية وحل مشاكل غزة.

وقال: "نطرق كل أبواب الدول، فكيف لا يكون أن يكون لدينا علاقة مع من لديهم علاقة مع دول، فنحن نريد من كل مكونات شعبنا أن نبحث مصير القضية الفلسطينية".

وحول الشبان الأربعة المختطفين، شدد الحية على أنه لا تخلو زيارة لمصر إلا ونطرق هذا السؤال عليهم، "وللحق هم وعدوا أن يبحثوا في هذا الموضوع بحثًا جديًا ونأمل أن نسمع منهم كلاما واضحًا وصريحًا".

وحول التصعيد الإسرائيلي، أكد الحية أن من حق شعبنا مقاومة الاحتلال وإنهائه، "ولكن ما عسى شعبنا الفلسطيني إذا بقي يُضغط عليه".

وشدد على أننا "لسنا هواة دم ولا حروب، ولسنا هواة تصعيد، فمن يدفع ثمنه شعبنا الفلسطيني، والاحتلال هو أول سبب للجرم"، داعيًا المجتمع الدولي أن يرى هذه البقعة التي يتحمل الاحتلال مسؤولية حصارها.

ملفات وقضايا

وحول دعوات مسيرة العودة الكبرى، أبدى الحية تأييد حركته لهذا الحراك، وقال: "العودة إلى أرضنا ووطننا لا يفارقنا الأبناء والأحفاد، وندعم ونبارك كل الجهود التي تحضر".

وأكد أن حماس ستكون في قلب هذه المسيرة، شادًا على أيدي الفصائل والقوى لتكون المسيرة عنوان واضح أن الشعب الفلسطيني لا يرضى عن العودة إلا بالعودة.

وحول منظمة التحرير، وصف الحية حالها بأنها "في ثلاجة يُمسك بابها الرئيس محمود عباس، فالمجلس أتخذ قرارات ولم نسمع عنها شيء.

وأوضح أن المنظمة وتجديدها يعد أحد أهم ملفات المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقرار تفعيها تم توقيعه قبل 13 عامًا، ويجب الضغط على من يمنع أن تأخذ المنظمة دورها.

وخاطب الحية عباس بالقول: "نعتب على الرئيس عباس وعليه أن يتحمل، فهذا شعبك ومستقبل القضية، الخيار الوحيد أن نعمل سويًا وأن نتوحد على مشروع واحد لنواجه الاحتلال ومشاريع التصفية، ونحن جاهزون لبناء مشروع وطني واحد".

وشدد عضو المكتب السياسي على أن علاقة حركته مفتوحة مع الجميع، ونريد أن يكون لنا علاقات متوازنة مع كل مكونات الدول.

وقال: "أتمنى أن تزول كل التناقضات والتباينات بين الدول، ونتمنى أن تتلاشى هذه الخصومات المصطنعة، وأن نعيد إلى الذاكرة العدو الرئيسي".