قائمة الموقع

​"عمتو آية".. من غرفتها تصنع محتوى هادفًا للأطفال

2018-03-01T08:20:41+02:00

حلقت كالفراشة بين عدة مواهب لتصل إلى مبتغاها، بحثت كثيرًا عن ذاتها في الفن والكتابة والإلقاء والتمثيل إلى جانب التصوير، لتصل إلى محطتها الأخيرة التي استقرت فيها وهي صناعة الأفلام، وفي كل واحدة من تلك المواهب كانت تعطي نفسها مجالًا للتجربة والإبداع، رغم الخوف الذي تملكها وحالة الضياع بأن تنحرف عن طريقها الذي أرادت الوصول إليه إلا أنها استطاعت صناعته بنفسها.

العشرينية "آية المتربيعي" أرادت أن تتحدث عن نفسها ببضعة كلمات: "عندما أتنفس الشغف، يُولد الفن والصورة والصوت"، وعن هذا الشغف قالت: "لا تتبع شغفك، بل اجعله حاضرًا في كل لحظة، وفعليًا هذا ما حدث، فإن كان رب الكون وهبني ما احتاج لأكون منظومة إعلامية فنية تلهم غيرها، إذن لمَ سأكون في مجال شغف واحد فقط، وأهمل ما سوى ذلك"..

لمحتوى أفضل

في ركن صغير من غرفتها، أسست استديو خاص بها، لتسجّل قصة اختارتها بعناية وتقدم فائدة للأطفال، وتنشرها عبر قناتها على موقع الفيديو "يوتيوب" ضمن سلسلة قصص "عمتو آية"، فهي بتطوير إمكانياتها أكثر من أي وقت سبق، في مجال التعليق الصوتي، والتمثيل الصوتي، هذا المجال الذي كانت قد دخلت إليه سابقًا في أفلامها، لكن الآن حان الوقت لتضع بصمتها الخاصة فيه.

قالت في حوار مع "فلسطين": "أنا عمّة لأربعة أطفال، وخالة لطفل آخر، رأيت ما يشاهده هؤلاء الأطفال عبر (يوتيوب)، فوجدته المحتوى تافهًا ولا يقدم أي فائدة أو معلومة، وما هو إلا للتسلية فقط ومضيعة للوقت، فقررت أن أبادر لتقديم محتوى جيّد من خلال نشر قصص مفيدة ومسلية وممتعة بصوتي".

تستعير المتربيعي قصة مكتوبة من إحدى المكتبات، تصوّرها، وتحول الصور إلى مقطع فيديو، وتضيف إليه الموسيقى والمؤثرات الإخراجية، والأهم أنها تؤدي بصوتها أدوار كل أبطال القصة، لتصبح في النهاية قصة مسلية يحبها الأطفال ويتعلموا منها..

وأوضحت: "أما الدافع الآخر، فهو دافع شخصي، إذ أردت أن أنشئ قناتي الخاصة على يوتيوب، وأن تحقق هذه القناة انتشارًا بين المهتمين بالأفلام والقصص، وأن أمارس ما أتعلمه في ريادة الأعمال عليها، فإدارة المحتوى على يوتيوب ليس سهلًا أبدا".

وأوضحت "أنشأت القناة منذ 2016، ونشرت الفيلم الأول )طالبات الثورة،) وصنعت بعده العديد من الأفلام ومقاطع الفيديو، إلى أن وصلت إلى ما يصل إليه أي مبدع في غزة المحاصرة، من قلة الموارد وارتفاع أسعارها، فالآن أنا بحاجة إلى أدوات متطورة أكثر، وتمويل خاص لفكرة فيلمي الأخير (زيتونة صابرة) فالسيناربو والنص وكل متطلبات صناعته جاهزة، باستثناء كيف سأنفذه! وأقصد بذلك التمويل والكاميرات وأجهزة الصوت والمكان وغير ذلك".

ولمواجهة ضعف الإمكانيات، جاء دور "العقل الريادي" على حد وصفها، لذا أطلقت سلسلة قصص "عمتو آية" للأطفال، وفي الحقيقة كان ذلك لترويض نفسها وإشغالها، بدلًا من أن تذهب الطاقة بداخلها هباءً منثورًا، حتى تجد فرصة لصناعة الفيلم الذي تخطط له.

إمكانيات متواضعة

وأشارت المتربيعي إلى أن تسجيل قصص الأطفال ليس بالأمر السهل، فهي تجد صعوبة في الوصول إلى دور النشر كي توافق على نشر قصصهم، ولكنها استطاعت تجاوز ذلك من خلال وضع كل حقوق الطبع والنشر في الفيديو أو وصفه.

ولفتت إلى أنها تجد صعوبة أيضًا في إحياء ثقافة القصص لدى الأطفال، وللتغلب على ذلك نفذت ذات يوم نشاطًا في مكتبة مدرسة المأمونية، تحدثت فيه عن أهمية القراءة الفعالة والقصص، وناقشت مع الأطفال أسباب عدم محبتهم للقصص، واقترحت عليهم قصص تحمل الحياة والحركة لتتمكن من جذب انتباههم.

ولكن أهم مطب هو التسجيل، وجودة الصوت، فلحجز استديو صوت تحتاج في كل مرة إلى مبالغ كبيرة، وهو ما لا تتمكن من فعله، لذا أسست استديو خاص بها، وذو جودة عالية، وكل من يسمع تسجيلها يسألها عن الاستديو الذي قامت بالتسجيل به، فتجيبهم: "في غرفتي.. في الأستوديو الخاص بي، وهو عبارة عن أربع وسائد (مخدات)، وعلبة حلاوة طحينية معبئة بالرمل، وكتب، واثنين من أعواد المثلجات، وسماعة جوال، وجوارب، ولاصق".

واستطاعت أن تتغلب على كل ما يواجهها، وفي كل مرة تدرك أن الوقت هو رأس مال المبدع فليستثمره في المكان الجيد، "أنا لم أجد المكان الجيد بعد.. لكن اعتقد أنني في طريقي إلى اكتشافه، لعمل منظومة إعلامية فنية على يوتيوب، وعلى أرض الواقع أجهز لفكرتي الريادية (7×7)"، كما تقول.

وقالت: "رغم عدم انتشار ثقافة منصة يوتيوب في غزة، إلا أنها فرصة للخروج من الصندوق إلى خارج العالم المحاصر"، مضيفة أن قناة "يوتيوب" الخاصة بها في تطور مستمر، والإقبال عليها في ازدياد.

وتطمح المتربيعي أن تنشر الجمال والفن والإبداع، وظان تكون اسمًا لامعًا في ذهن كل صغير وكبير.

اخبار ذات صلة