قائمة الموقع

​سليمان شاهين.. لوحات "بلا عنوان" تستفز تفسيرات المشاهدين

2018-02-28T08:50:13+02:00

بريشته وأنامله يبحر في فن الرسم السريالي، تتداخل في رسوماته عدة شخصيات مع مناظر مختلفة لتجسد لوحة وفكرة جديدة غير مألوفة. رغم صغر سنه إلا أن الرسام الغزي "سليمان شاهين" نظم معرضين استعرض فيهما أكثر من 100 لوحة رسمها حتى اللحظة.

شاهين، وُلد عام 1999. أنهى الثانوية العامة العام الماضي، وحصل على منحة لدراسة الفنون في الجزائر، لكن إغلاق معبر رفح البري يحول دون سفره، ويخشى أن تضيع هذه الفرصة، فبدأ بدراسة الديكور الداخلي في غزة.

البداية

قبل ثماني سنوات بدأت رحلته مع الفن، في أول انطلاقة له في هذا المجال اكتشف بها نفسه، يعود في حديثه مع صحيفة "فلسطين" إلى تلك اللحظة، ويقول: "رسمت لوحة بقلم الفحم لمجموعة من الأسرى، من وحي الخيال وجسدت فيها واقع الأسرى الفلسطينيين وما يعيشونه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكل من شاهدها حينها شجعني على الاستمرار والاهتمام بتطوير ذاتي".

شغف شاهين بالرسم استمر طيلة مراحله الدراسية، حيث حظي بالمركز الأول بالمسابقات المدرسية التي شارك فيها على مستوى مدارس قطاع غزة.

في إحدى لوحاته، يَظهر جزء من رأس شخص كبير في السن في وسط شارع، وهذا الأسلوب الذي يتقنه شاهين يسمى الرسم السريالي، وعن هذا النوع من الرسم يقول: "أميل لهذا النوع من الرسم، وحينما أرسمه، فإنني أفضّل رسم لوحات بدون عنوان، وأترك التفسير للمتابعين ويكون أحيانا تفسيرهم مختلفا عن تفسيري، فمثلا لوحة الرجل العجوز فسّرها أحدهم بأنه يقوم بمراجعة ذكرياته".

وفي لوحة أخرى يظهر طفل يطلق طائرة في الهواء، بدلا من الطائرة الورقية، وهذه رسالة أراد شاهين أن يسلط من خلالها الضوء على واقع الأطفال الذين يلهون بين الدمار وكأنهم يلعبون بالطائرات رغم الدمار.

"ما هو سر دقتك بالرسم؟" يرد بالقول: "أحب إعطاء الرسمة حقها في الوقت والجهد، فبعض الرسومات استغرق رسمها عشر ساعات، لأن العمل الذي يكون دقيقا يجلب أنظار الآخرين، كما أن الناس يحبون التمعن في التفاصيل".

ويطمح شاهين لدراسة الفنون الجميلة، وإتقان فنون الرسم كافة، والسفر لتعلم الفنون بمختلف أنواعها ومختلف مدارس الرسم.

حكاية مع المعارض

في عام 2015 كتب شاهين حكاية جديدة مع النجاح والتحدي، فنظّم أول معرض له بعنوان "تاريخ ووطن"، تطرق من خلاله لقضية الشعب الفلسطيني والشهداء والأسرى، وكان نتاجا لعمل وجهد متواصلين استمرا ثماني سنوات.

ويوضح: "حظيت بتشجيع الناس، خاصة الأهل وبعض الفنانين، فكان المعرض بالنسبة لي بداية جيدة، وحصلت على نصائح من الفنانين لتطوير رسوماتي".

ويبين: "بعد انتهاء المعرض، اجتهدت لتطوير نفسي لمدة عام، ومن ثم نظّمت معرضا ثانيا عام 2016، عرضت فيه 45 لوحة، وكان الفرق بين المعرضين كبير جدا من حيث تطور المستوى، حسب تقييم معظم الحضور الذي كان عددهم كبيرا مقارنة بالمعرض الأول، وحضره أساتذة رسم في الجامعات الفلسطينية، بالإضافة لفنانين آخرين".

وفي هذا المعرض، واجه شاهين موقفا مع أحد الأشخاص الذين أعجب بإحدى لوحاته وأصر على اقتنائها، فباعها له بمبلغ 100 دولار، وفي موقف آخر أهدى لوحة عزيزة على قلبه لطفل أسير لإحدى الشخصيات المشاركة.

ويقول: "كنت سعيدا جدا بهذا المعرض وبدأت تغيير مستوى الرسم واكتشاف ذاتي أكثر".

ولم تقف طموحات هذا الرسام عند هذا الحد، بل شارك في معارض أخرى داخل القطاع وخارجه، إذ شارك العام الماضي في معرض بالضفة الغربية وكانت التجربة مميزة بالنسبة له.

ويختم حديثه عن تعلقه بالرسم قائلا: "دائما أبحث عن أساليب الرسم، لأن الرسم علم ليس له نهاية، وهو شيء لا أستطيع التخلي عنه".

اخبار ذات صلة