قائمة الموقع

​"برواز المخيم".. مبادرةٌ تعيد البسمة إلى أصحابها

2018-02-27T07:08:05+02:00

ابتسامة تعيد الحياة إلى أزقة المخيم، هذا هو المقابل الذي يسعى المصور "محمود أبو سلامة" للحصول عليه عبر مبادرته "برواز المخيم"، فهو يوثق بعدسته لقطات من حياة الفلسطينيين في مخيمات قطاع غزة، ثم يعيد الصور إلى أصحابها في "برواز"، بهدف أن تبقى حياة المخيم ذكريات عالقة في أذهانهم مع مرور الزمن، وكما أنه ابتسم لسعادته بالصورة عند التقاطها، فقد حان الوقت ليبتسم أصحاب الصورة عندما يجدها بين أيديهم.

صورة لأطفال رُسمت على وجوههم ابتسامة تضرب بعرض الحائط كل الظروف التي يمر بها أهل قطاع غزة، وأخرى لعجوز تجلس عند باب منزلها في أحد شوارع مخيم جباليا شمال القطاع، موثقًا ذلك بعدسته ضمن مبادرة "برواز المخيم"، هذه المشاهد وغيرها التقطها "أبو سلامة" ليبرز ملامح الحياة البسيطة التي يحياها سكان المخيمات.

و"أبو سلامة" هو مصور فلسطيني يعيش في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، التصوير كان هواية بالنسبة له، ثم أصبح عملًا فيما بعد، حيث يعمل في مجال التصوير منذ ستة أعوام.

بلا مقابل

قال أبو سلامة في حوار مع "فلسطين": "(برواز المخيم) مبادرة شخصية، عملت فيها على الجمع بين جلسات الكبار وحكاياهم، وضحكات الأطفال في أزقة المخيم باستخدام عدستي، وبعد أن ألتقط صورهم، أطبعها وأضعها في إطار خشبي وأكتب إهداء لصاحب الصورة، لأرسلها له دون مقابل".

وأضاف أبو سلامة أن فكرة المبادرة نبعت من حبه للناس الذين التقط لهم صورًا عشوائية، وخاصة تلك التي يلتقطها في مخيمه الذي وُلد وكبر فيه، ويعتزّ به، متابعًا: "وأنا كمصور كان لا بد لي من مشاركة الفرحة مع من كانوا سببًا فيها عندما التقطت صورهم".

وأوضح: "أروي من خلال تصوير وجوه اللاجئين حكايا المخيم، فمخيمات اللجوء هي أصل الحكاية التي تروي مأساة الشعب الفلسطيني، وفي ذات الوقت تتحدث عن صمودهم في وجه الاحتلال، إلى جانب بساطة حياة أهلها والتكافل الاجتماعي بينهم".

وبيّن أنه يرغب بأن تبقى الصور التي التقطها بين أزقة المخيم، دون تخطيط مسبق منه أو من أصحابها، ذكرى للحظات حياة عاشوها بحلوها ومرها، قائلا: "هذا أقل ما يمكن أن يقدمه المصور لأهله في المخيم".

الحياة العامة

وأشار أبو سلامة إلى أن الصور التي يلتقطها يأخذها من الحياة العامة التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات بعيدًا عن صخب حياة المدن ورفاهية جلسات التصوير، فالمهم بالنسبة له هو التقاط الذكريات لتبقى محفوظة لأصحابها.

"برواز المخيم" ليست المبادرة الأولى التي يطلقها أبو سلامة، إذ نفّذ سابقًا عدة مبادرات أراد من خلالها أن يوصل صوت المخيمات للعالم، ومنها مبادرة "قاتلوا الناس بالورد".

وعلى الرغم من قلة الإمكانات والدعم المتوافر للمصور الشاب، وافتقاره لجهة تحتضن موهبته، إلا أنه يصر على مواصلة مشواره في التصوير، فهو يخطط حاليا لمبادرة أخرى يستهدف بها فيها سكان المخيمات أيضًا، ويجهّز لإنتاج فيلم من فكرته وتصويره وإخراجه، بعنوان "أصل الحكاية" يتناول فيه حياة المخيمات.

يغلق الحصار أبواب العالم الخارجي أمام المبدعين في القطاع، ويحول دون سفرهم إلى دول أخرى لينقلوا للعالم ما في جعبتهم من رسائل، ويحول أيضا دون اكتسابهم خبرات جديدة بمخالطة الآخرين، وأمام هذا الواقع يتمنى أبو سلامة أن يجد فرصة للسفر لكي يعرض إبداعاته، وليروي قصص المخيمات ومعاناة أهلها من خلال الصورة التي هي أقوى من الحروف الأبجدية، على حد قوله.

اخبار ذات صلة