فلسطين أون لاين

عدوان 2008.. مشاهد دامية تحييها ذكراه الثامنة

...
صورة أرشيفية
غزة - أدهم الشريف

كان صباح الـ27 من كانون أول/ ديسمبر لعام 2008، عاديًا لأهالي قطاع غزة المحاصر قبل بدء عشرات المقاتلات والمروحيات والزوارق والطائرات الحربية بدون طيار التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مئات الأهداف، تركزت في بدايتها على المقار الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني.

مع بدء الضربات الجوية، تصاعدت أعمدة الدخان من كل حي ومدينة في القطاع وتطايرت معها أجزاء الركام في كل مكان وأُزهقت مئات الأرواح صغارًا وكبارًا ونساءً ورجالاً.

آنذاك، كان قطاع غزة يئن من وطأة الحصار الإسرائيلي، وجاء العدوان المفاجئ ليشكل "جريمة" جديدة – كما يرى قانونيون - باستخدام أسلحة محرمة دوليًا لتخلد بذلك (إسرائيل) مشاهد دامية لم يمح مرور ثمانية أعوام رسومها من ذاكرة الفلسطينيين.

واحد من أبشع هذه المشاهد، تجلى في المقرات الأمنية بعد إلقاء مقاتلات الاحتلال من نوع (F16) قنابل ثقيلة فتكت بأرواح وأجساد المئات من عناصر وكوادر وقيادات الأجهزة الأمنية بغزة، وبات ذلك اليوم له طابع خاص جعلته وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة "وطنيًا" بالنسبة لها، كما يقول الناطق باسم الوزارة إياد البزم.

وكان القصف الجوي والبحري والبري لغزة استمر ثمانية أيام كاملة قبل بدء توغل آليات الاحتلال ودباباته برًا في عدة محاور من محافظتي غزة والشمال، بينما استمرت الضربات الجوية لمحافظات الوسطى والجنوب في قطاع غزة طيلة 23 يومًا هي أيام العدوان قبل الإعلان عن التوصل إلى تهدئة بين المقاومة وجيش الاحتلال.

وأوقع العدوان على غزة آنذاك والذي استمر حتى 18 كانون الثاني (يناير) لعام 2009، نحو 1450 شهيدا و5000 إصابة مختلفة بينهم مئات المعاقين فضلاً عن دمار عشرات آلاف الوحدات السكنية ما بين كلي وجزئي، بحسب تقارير اخبارية.

في المشهد المقابل، لم تدخر المقاومة الفلسطينية جهدًا للتصدي لجيش الاحتلال دفاعًا عن غزة وخاضت معركتها "الفرقان" ضده ومنعته من اعادة احتلال غزة مجددًا، وقصفت مستوطنات الاحتلال ومدنه بمئات الصواريخ والقذائف، مفشلة بذلك أهداف حكومة الاحتلال المعلنة للعدوان، وكان أبرزها، تدمير بنية حركة حماس والمقاومة في غزة، واستعادة الجندي جلعاد شاليط، الذي كان أسيرًا لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لكن صمود المقاومة أحال هذه الأهداف إلى سراب.

وكان جيش الاحتلال استخدم أسلحة محرمة دوليًا بشهادات خبراء وأطباء دوليين وشخصيات أممية زارت غزة خلال وبعد العدوان، وارتكب جرائم إعدام ميدانية وإبادة أسر وعائلات.

وبحسب ما يقول البزم لـ"فلسطين"، فإن جيش الاحتلال استهدف في بداية عدوانه المقار الأمنية ودمرها وأوقع أكثر من 300 شهيد محاولاً تدمير المنظومة الأمنية ونشر الفوضى في المجتمع.

وأضاف "لذلك كان العدوان الذي شنه الاحتلال في عام 2008 له واقع خاص لوزارة الداخلية يختلف عن العدوان في 2012، و2014، نظرًا لأن ذلك العدوان بدأ بضربات مفاجئة استهدفت جميع المقار الأمنية في غزة في اللحظات الأولى لبدئه".

وأكد أن الوزارة أثبتت حينها قدرتها على امتصاص الصدمة والقيام بمهامها رغم التحديات التي كانت تواجهها، وأفشلت مخطط الاحتلال وحافظت على جبهتها الداخلية وصمدت مع أبناء شعبها.

ولفت الأنظار إلى التضحيات التي قدمتها الوزارة بدءًا باستشهاد وزير الداخلية سعيد صيام، ورئيس جهاز الشرطة اللواء توفيق جبر، ورئيس جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري.

وتابع الناطق باسم وزارة الداخلية "انطلاقًا من ذلك، اعتبرت الوزارة يوم بدء العدوان (27 كانون أول) يومًا وطنيًا لها تؤكد فيه الوزارة على مضيها قدمًا في الحفاظ على الجبهة الداخلية وحفظ أمن واستقرار قطاع غزة".

وشدد على أن انتهاكات الاحتلال من عدوان وحصار وتدمير "لن يفلح في القضاء على المؤسسة الأمنية ونشر الفوضى، وأخذنا على عاتقنا مواصلة الطريق مهما كانت التضحيات، وأثبتنا في عدوان 2012 أن الداخلية قوية وكذلك في عدوان 2014، حيث قامت بمهامها الوطنية كافة".

وبين أن مراسم احتفالية كبيرة ستشهدها غزة، اليوم الثلاثاء، تقيمها وزارة الداخلية لتكريم جميع شهدائها وعددهم يزيد على 1100 قضوا خلال عدوان 2008، و2012، و2014، واستعراض لقوات الأجهزة الأمنية تأكيدًا منها على استمرار الداخلية في أداء مهامها رغم التحديات".

وقال: لدينا خطط طوارئ جاهزة، وبات لدى الأجهزة الأمنية خبرة طويلة وأجرينا مناورات للأجهزة الأمنية ضمن الاستعدادات للتعامل مع أي ظرف ومتغير.

وأكد أن الداخلية بأركانها تسعى دائمًا لتطوير جهودها لتكون على جاهزية تامة بما يضمن استمرارها في أداء المهام والتعامل مع أي مغيرات على الأرض، وأن تشكل حجر الزاوية في الصمود بغزة إلى جانب المواطن. وتابع "لدينا معادلة من الصمود باتت صعبة على الاحتلال الإسرائيلي".