قائمة الموقع

بعد عامٍ من العمل.. الدرباشي "أفضل معلم في العالم"

2018-02-25T08:18:18+02:00

على مدار عام كامل من العمل مع 60 طالبًا، تمكن المعلم الفلسطيني جميل الدرباشي من تنفيذ مبادرة تعاون فيها الطلبة لمساعدة بعضهم البعض، ما انعكس إيجابا على تحصيلهم الدراسي، ولما تحمله هذه المبادرة من معانٍ، تمكن صاحبها من الحصول على لقب "أفضل معلم في العالم" لعام 2018، من مؤسسة تحدّي التعليم في بريطانيا، ضمن برنامج تحسين واقع التعليم في المدرسة من خلال التعاونيات الطلابية.

الدرباشي مدرسٌ في مدرسة ذكور الخليل التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، فاز بالمسابقة بعد منافسة نحو ستة آلاف مسابق من 150 دولة، وجاء فوزه بناء على مبادرة لتعاونيات طلابية في قضايا أشارت إلى واقع طلبة لاجئين فلسطينيين يدرسون في المدرسة التي يعمل فيها، والتي توجد بجوارها حواجز عسكرية إسرائيلية.

فريقان

في مبادرته، قسّم الدرباشي 60 تلميذا من طلبته إلى فريقين، الأول يضمّ الطلبة الميسورين ماليا، وأحوالهن الاجتماعية والثقافية والصحية جيّدة، والفريق الآخر يتكون من طلبة يعانون ظروف الفقر والتسرب المدرسي والإعاقات السمعية والبصرية.

ساهم الفريق الأول بمبلغ مالي تمّ تشغليه في أحد المحال القريبة من المدرسة، وقدّموا المساعدات لأقرانهم، ومما قدموه لهم أجهزة سمعية ونظارات وغيرها، ومكنوهم من الالتحاق بالتعليم بشكل أفضل.

في حوار مع "فلسطين"، أوضح الدرباشي أنّ الطلبة هم من قادوا المشروع، ونفّذوا الخطة التي وضعها لهم، وكان دوره رقابيًا طوال فترة تنفيذ المبادرة، التي امتدت لعام كامل، إذ بدأت مطلع العام الماضي 2017.

وبيّن أنّ الطلبة المستفيدين من المبادرة هم من اللاجئين الأكثر فقرا في مدينة الخليل، ولم تسمح لهم الظروف المادية بتوفير بعض المقومات، كسماعات تحسين السمع والنظارات.

وعن نتائج المبادرة، قال: "ارتفعت نسبة التحصيل الدراسي عند الطلبة بنسبة 37%، وقلت نسبة تغيّبهم عن المدرسة بنسبة 12%، وتم دمجهم بالأنشطة المدرسية، وارتفعت لديهم القدرة على المحاورة والمشاركة في الأنشطة الصفية.

رسالة إنسانية

وأضاف: "رسالتي إنسانية كما هي رسالة كلّ الفلسطينيين رغم ما يواجهونه من صعاب، متمثلة في ظروف الفلسطينيين عامة، فأنا لاجئ أقطن في مخيم الفوار للاجئين جنوب الخليل، وأدرّس في مدرسة واقعة على تخوم المواجهة اليومية مع جيش الاحتلال في قلب البلدة القديمة، ومع ذلك تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز، الذي أثبت قدرة الفلسطيني على الوصول إلى الإنجاز والنّجاح في منافسة مع أكثر من ستة آلاف متسابق حول العالم".

وحول طبيعة الجائزة، لفت إلى أنّ جزءا منها عبارة عن مكافأة مالية، والجزء الآخر تطوعي، بحيث يكون سفيرًا متنقلًا لتحسين جودة التعليم في دول العالم النّامي.

وقال: إن "من أهمية الجائزة إبراز الحالة الفلسطينية من خلال المدرسة الواقعة في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، والتي تعاني على الدوام من إجراءات الاحتلال لقربها من حاجز عسكري، وقد تمكّنت، عبر المشاركة والفوز، من الإشارة إلى هذه المدرسة، إذ تعرف عليها الكثيرون وأدركوا ظروفها".

اخبار ذات صلة