فلسطين أون لاين

في المساجد.. الجوائز و"النقاط" لتشجيع الأطفال على الحفظ

...
غزة - صفاء عاشور

تتعدد المحاولات التشجيعية في مساجد قطاع غزة التي تهدف لحث الأطفال على حفظ القرآن الكريم، مثل تنظيم المسابقات بين الطلبة في حلقات التحفيظ، وتقديم الجوائز لهم، ومما تكرر في المساجد في الآونة الأخيرة منح الطلبة عددا من النقاط مقابل كل صفحة يحفظونها، وتختلف تسمية هذه النقاط، كأن يُطلق عليها أحيانا "درهم" أو "دينار"، وفي نهاية الشهر يستطيع الطالب أن يستبدل ما جمعه من نقاط بجائزة، وفي بعض المساجد يتم الاستبدال على طريقة "التسوق" وكأن الجوائز معروضة في سوق يشتريها الطالب بما جمعه من "دنانير".

ورغم من تفاوت الإمكانيات من مسجد لآخر، إلا أن هذه المحاولات التشجيعية موجودة في كل المساجد تقريبا، في خطوة تبرز أهمية وجود مثل هذه المحاولات لجذب أكبر عدد ممكن من الأطفال لحفظ القرآن..

ساعدتهما على الحفظ

أعربت فاطمة مصطفى (45 عاما) عن رضاها عن الأساليب التي تتبعها بعض المساجد لحث الأطفال على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم فيها، لافتةً إلى أن أحد ابنيها حافظ للقرآن الكريم، والآخر يسير على دربه.

وقالت لـ"فلسطين" إن: "محاولة دفع الابن الأكبر من طرفنا باتجاه المسجد كانت صعبة قليلاً، إلا أن الطرق التي كان يتبعها المسجد لجذب الأطفال كانت رائعة، إذ دوما يتم تنظيم المسابقات مع تقديم الجوائز للأطفال".

وأضافت: "كثيراً ما كان ابني يعود إلى المنزل حاملا جوائز فاز بها في تلك المسابقات، وكان ذلك سببًا رئيسًا لاستمرار ابني في الاستمرار بحفظ القرآن، حتى أتمه كاملًا".

هذه الجوائز التشجيعية ساعدت ابنها الثاني أيضا، فهو الآن يحفظ أكثر من 20 جزءاً ومستمر في الحفظ.

أثر إيجابي

المُحفّظ سعيد حسان (25 عاماً) قال إن للأفكار التشجيعية والجوائز والمسابقات أثر إيجابي كبير على الأطفال المقبلين على المسجد لحفظ القرآن، وحصول الطالب على أي جائزة يترك أثراً كبيراً في قلوبه ويدخل عليه السعادة.

وأضاف لـ"فلسطين": "القائمون على المسجد يحاولون تجديد الأفكار وتنويعها من أجل نيل إعجاب الحفاظ وعدم تسرب الملل إلى قلوبهم".

وتابع: "مثل هذه المسابقات والجوائز تشجع الطلاب بشكل كبير على إنجاز حفظ المطلوب منهم في الوقت المحدد، كما أنها تعزز التنافس بينهم"، مشيراً إلى أن كل مسجد يخصص الجوائز حسب الميزانية المتوفرة من المتبرعين.

وأوضح حسان أن الأوضاع الاقتصادية انعكست بشكل سلبي على المساجد حيث قلّ الدعم الموجه لها، وبالتالي قلّت الجوائز التي تقدمها المساجد للأطفال.

الحاجة للتحفيز

من جانبها، قالت المحفظة نهى اشتيوي: إن "المسابقات بين المقبلات على حفظ القرآن تؤثر فيهن إيجابا، وتحثّهن علة الاستمرار، فأي انسان سواء كان صغيراً أو كبيراً يحتاج للتحفيز، ولكن بشكل متفاوت، لذلك يتم التركيز على فئة الفتيات الصغيرات اللواتي نرغب في ضمان استمرار مجيئهن إلى المسجد والالتزام بالحفظ".

وأضافت: "نحاول أن ننظم المسابقات والفعاليات التي من شأنها أن تضفي أجواء من المرح والسعادة على الفتيات أثناء حفظهن، وهو ما يدفعهن للمثابرة على الحفظ والانتهاء مما هو مطلوب منهن حفظه من صفحات بشكل يومي في القرآن الكريم".

جهود عديدة

في السياق ذاته، قال مدير الشؤون الإدارية والمالية في دار القرآن الكريم والسنة حميد أبو وردة إن تنظيم المسابقات هو جزء من السياسة التي تتبعها الدار، والتي يمكن من خلالها تحقيق الاستراتيجية العامة وهي تحفيظ القرآن الكريم لأبناء القطاع.

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": أن "ننظم المسابقات ونقدم الجوائز في مساجد القطاع من خلال توفير بعض الأموال للمساجد والتي يتم جلبها من بعض المانحين وأهل الخير لتمويل النشاط المختلفة في المساجد".

وأضاف: "المسابقات تساهم في توعية الحفاظ وتشجيعهم على الالتزام بالتوجه إلى المسجد وحفظ ما هو مطلوب منهم من صفحات في القرآن حسب الخطة الموضوعة لهم، كما أنها تشجع أولياء الأمور على إرسال أبنائهم للمساجد ومساعدتهم في عملية الحفظ".

وأضاف أبو وردة: "جهود دار القرآن الكريم والسنة لا تقتصر على تحفيظ القرآن للطلبة، بل تمتد إلى تثبيته عندهم بعد ذلك، وتحفيظ آخرين الأحاديث النبوية وزيادة معرفتهم بأصول الفقه والحديث وتعليمهم أحكام التجويد وغيرها من الجهود".