فلسطين أون لاين

خلال ندوة نظّمها "إيوان"

مطالبات بالاهتمام بالتراث الفلسطيني حفاظًا على التاريخ

...
جانب من الندوة
غزة - نسمة حمتو

في ظل السرقات التي يتعرض لها التراث الفلسطيني ومحاولات الاحتلال الحثيثة لطمس الهوية الفلسطينية، نظّم مركز عمارة التراث في الجامعة الإسلامية "إيوان"، أمس، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة بعنوان "تدمير التراث المادي وأثره على الهوية الثقافية"، وبحضور وزير الثقافة الأسبق الدكتور عطا الله أبو السبح، ووكيل وزارة الثقافة الدكتور أنور البرعاوي، ووعميد كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور عبد الكريم محسن.

حفاظٌ على التاريخ

وقال عميد كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية الدكتور عبد الكريم محسن: "لا نعني بالتراث المادي البقايا من الآثار وكسر الفخار والأشياء المدمرة، إنما الحفاظ على الآثار والتراث، المادي والمعنوي، يعني أن نحافظ، من خلاله، على تاريخ الأجداد الذين جعلوا الدماء تسير في عروقنا، فمن لا تاريخ له لا حاضر له".

وأضاف في كلمته في الندوة: "إن دُمر ما بين أيدينا، فكأننا ندمر المستقبل، لا بد أن نحافظ على آثارنا وعلى الدفء الموجود في بقايا الأسوار والبنايات والخرائب والقصور والمساجد".

وتابع: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول تزوير التاريخ والمعالم الوطنية الفلسطينية، علينا أن نبذل قصارى جهدنا لنقل التراث وتلك المعالم للأجيال القادمة".

وأكّد أن "الاهتمام بالمعالم الأثرية الفلسطينية يأتي من باب المقاومة الثقافية التي لا تقل عن المقاومة السياسية أو العسكرية".

وأوضح محسن أن الجامعة الإسلامية اقترحت على وزارة التربية والتعليم أن تحمل الدفاتر صورا لمعالم فلسطين الأثرية، حتى تخلد في ذاكرة الأطفال.

المقاومة الثقافية

وفي كلمته، قال وكيل وزارة الثقافة أنور البرعاوي: "إذا تحدثنا عن التراث والمعالم الأثرية في فلسطين، فإن بلدنا من أغنى الدول في هذا الجانب، ولكن الاحتلال يحاول تزوير التاريخ والمعالم الوطنية والفلسطينية".

وأضاف: "هذه المعالم برهان على حق الفلسطينيين في هذا الوطن، وهي تحمل معالم الهوية العربية والإسلامية التي تشكل شخصيتنا والتي يجب أن نقاتل من أجل بقائها عند أجيالنا المتتابعة".

ولفت البرعاوي إلى دور طلبة كلية الهندسة والتاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية في إعداد بحوث تخرج مهمة ومشاريع خاصة بالتراث، داعيا الطلبة والمختصين إلى تكثيف العمل لأجل الحفاظ على التراث، فهذا جزء من الجانب الوطني تجاه المعالم الأثرية.

وطالب وزارة السياحة بالعمل لأجل المحافظة على المعالم الأثرية الفلسطينية ومنع المساس بأي منها.

الجنسية والهوية

من ناحيته قال وزير الثقافة السابق الدكتور عطا الله أبو السبح أثناء الندوة: "يجب التفريق بين الجنسية والهوية، فالجنسية هي جواز سفر نستطيع التنقل بواسطته بين البلدان، ولكن الهوية هي تفاعل الإنسان على مدى التاريخ مع الأرض ووجوده فيها، وهذا التفاعل يترك بصمات، فمثلا لا يمكن أن يغفل الإسبانيون دور دولة الأندلس خاصة عندما يرون جامع قرطبة الذي يعدّ علمًا من أعلام الهندسة المعمارية".

وأضاف: "وبناء على ذلك، ولأن الأقصى معلم إسلامي عربي، فإن الاحتلال يحاول حثيثا أن يسرقوا كل أثر، لذا تمتد حفرياته تحت الأقصى لعشرات الكيلو مترات، بحثا عن الهيكل المزعوم".

وأكد على أن الفلسطينيين يعتزوا بآثارهم التي استقوا منها هويتهم الفلسطينية والإسلامية.