وصف مختصون حالة التضامن مع الأسرى الإداريين، الذين بدؤوا خطوات تصعيدية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس الماضي، بالضعيفة ولا ترتقي لمستوى نضالاتهم، وتضحياتهم.
وأرجع هؤلاء، في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" ضعف حالة التضامن لما يتعرض له قطاع غزة من أزمات متكررة، والملاحقة والاعتقالات الإسرائيلية لأهالي الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبسبب تزاحم الفعاليات التضامنية الرافضة لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس.
وكان 500 معتقل إداري في سجون الاحتلال بدؤوا، الخميس الماضي، مقاطعة محاكم الاحتلال، وذلك احتجاجًا على تجديد اعتقالهم مرات عدة دون تهم أو محاكمات ولمدة تصل لسنوات.
مخالفة دولية
وقال الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف: إن حجم التضامن مع الأسرى الإداريين في قطاع غزة لا يرقى إلى حجم معاناتهم داخل السجون.
وأرجع أبو شلوف لصحيفة "فلسطين" أسباب ضعف التفاعل والتضامن مع الأسرى الإداريين في القطاع إلى الأوضاع والملفات السياسية الشائكة التي يتعرض لها القطاع والأزمات التي يشهدها.
وتوقع الناطق باسم مهجة القدس، أن تشهد الأيام القادمة فعاليات للتضامن مع الأسرى الإداريين، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يتخلوا عن الأسرى وسيواصلون العمل حتى تحريرهم وإنهاء معاناتهم خلف قضبان سجون الاحتلال.
ودعا المؤسسات المعنية كافة وأبناء الشعب الفلسطيني على مختلف توجهاته وانتماءاته السياسية للالتفاف حول قضية الأسرى الإداريين؛ لتقصير مدة المعركة التي يخوضونها ضد الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته المخالفة للأعراف والقوانين الدولية كافة.
وطالب أبو شلوف المؤسسات والمنظمات الدولية بتفعيل الاتفاقيات الدولية كافة، وتعرية الجرائم الممارسة بحق الأسرى خلف أسوار السجون ووقف سياسة الاعتقال الإداري المحظور دوليًا، واصفًا إياه بالسيف المسلط على رقاب أبناء الشعب الفلسطيني كافة.
وأكد أن الأسرى الإداريين مستمرون في خطواتهم التصعيدية بدءًا بمقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي وصولًا إلى الإضراب المفتوح عن الطعام؛ وذلك احتجاجًا على تجديد اعتقالهم الإداري مرات عدة دون تهم أو محاكمات ولمدة تصل لسنوات.
تشتيت الانتباه
بدوره، وصف رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، حالة التضامن مع الأسرى الإداريين في مدينة القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، بالسطحية والغائبة.
وبين أبو عصب، لصحيفة "فلسطين" أسباب غياب حالة التضامن مع الأسرى الإداريين، منها الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لأبناء الشعب الفلسطيني والاقتحامات المستمرة والمتواصلة للقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقال: "إن الاحتلال يوجه ضربات مستمرة ومتفرقة بحق المقدسيين وسكان الأراضي المحتلة عام 1948، في محاولة منه لإبعادهم عن حالة التضامن الوطني في مختلف المناطق المحتلة".
وحث القيادة والفصائل الفلسطينية للوقوف إلى جانب الأسرى الذين أفنوا زهرات شبابهم خلف أسوار السجون والتحرك على الأصعدة كافة للتضامن معهم وإطلاق سراحهم ووقف الجرائم الممارسة بحق الأسرى وعدم تركهم فريسة سائغة بين أنياب الاحتلال.
خطوات تصعيدية
من جهته، قال مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات الصحفي أسامة شاهين: إن حالة التضامن مع الأسرى الإداريين في الشارع الفلسطيني ضعيفة وشبه معدومة.
ورأى شاهين، في حديث لصحيفة "فلسطين" "أن ضعف حالة التضامن مع الأسرى الإداريين يرجع لأسباب عدة منها الفعاليات الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، والاعتداءات والاعتقالات المتكررة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة على يد الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "لا يوجد من يحرك الشارع ولا يوجد بوصلة حقيقية للوقوف إلى جانب الأسرى الإداريين خلف السجون"، مؤكدًا أن الأسرى مستمرون في خطواتهم التصعيدية؛ لانتزاع حقوقهم من أجل وقف سياسة الاعتقال الإداري التي تمارس صباح مساء بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وبيّن أن حالة التضامن مع الأسرى خارج السجون من شأنها أن تقلل مدة الإضراب وتنهي معاناة الأسرى في أقرب وقت ممكن، داعيًا لحراك يقوده أهالي الأسرى والنشطاء، والحركات الطلابية والفصائل الفلسطينية نصرة للأسرى ولوقف سياسة الاعتقال الإداري الجائر والمخالف لكل الأعراف والشرائع الدولية.