فلسطين أون لاين

​رفضوا لقاءاتها مع قادة الاحتلال

مواطنون ناقمون على الحكومة: أداؤها صفر وعليها الرحيل

...
جانب من اللقاء
غزة - يحيى اليعقوبي

آمال وأحلام كثيرة علقها المواطنون الفلسطينيون وتحديدًا من شريحة الخريجين الجامعيين في قطاع غزة، على الحكومة لتحسين الواقع المعيشي منذ قدومها إلى غزة بموجب اتفاق المصالحة المبرم في القاهرة في 12 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لكن مع كل يوم يمر منذ ذاك التاريخ تزداد الأوضاع الاقتصادية صعوبة ولم يعد للمواطن طاقة له لتحملها.

وفي استطلاع أجرته صحيفة "فلسطين"، حمّل مواطنون الحكومة برئاسة رامي الحمد الله مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة، متهمين إياها بعدم الإيفاء بالتزاماتها، فيما رفض آخرون لقاءات الحمد الله ومسئولين في السلطة في رام الله مع مسئولين إسرائيليين، معتبرين إياها "إمعانًا في الذل والهزيمة".

وانتقدوا كذلك استمرار السلطة في عقوباتها المفروضة على قطاع غزة منذ إبريل/نيسان العام الماضي والتي تسببت في زيادة الظروف الاقتصادية سوءًا، مشددين على ضرورة ايجاد حلول عاجلة وسريعة لإنقاذ القطاع المكتظ بالسكان.

وصنف عام 2017 كأسوأ أعوام غزة اقتصاديًّا بفعل إجراءات السلطة العقابية ضد غزة، إذ وصلت نسبة البطالة إلى 46%، والفقر المدقع إلى أكثر من 60%، في حين يتلقى 80% من المواطنين مساعدات إنسانية، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.

والتقى الحمد الله، أول من أمس، وزير المالية في حكومة الاحتلال "موشيه كحلون"، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال "يواف موردخاي" بحضور وزير المالية والتخطيط شكري بشارة، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ.

أزمات متلاحقة

عصام جرغون (23 عامًا) خريج جامعي لم يحصل على عمل بعد نتيجة الظروف الحالية، حيث يقول: "أصبحت حياتنا مملة بسبب الأزمات المتلاحقة علينا من كهرباء وماء وإغلاق المعابر، وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير".

هذا الوضع جعل جرغون كما يقول لصحيفة "فلسطين"، عاجزًا عن السفر لاستكمال دراسته في الخارج نتيجة إغلاق معبر رفح لشهور طويلة.

ويشدد على ضرورة أن تقوم الحكومة بتخفيف الوضع الانساني المتدهور بعد أن تسلمت مهامها كاملة منذ شهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، والعمل بمسؤولية تجاه القطاع.

ويضيف: إن كانت الحكومة لا تريد أن تنظر لغزة والعمل بواجباتها المناطة إليها، فعلى فصائل العمل الوطني الوقوف عند مسؤولياتها وتشكيل لجنة إنقاذ وطني وتحميل الحكومة المسؤولية المباشرة لما يجري في القطاع من تجويع وتركيع".

المواطن محمود جمال الشريف (33 عامًا) كان يعلق آمالًا كبيرة على الحكومة بعد اتفاق المصالحة وتسليم المعابر بالكامل لكنها ذهبت أدراج الرياح مع عدم "تحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية للأفضل".

ويقول الشريف لـ"فلسطين" بأسف: "الأوضاع زادت سوءًا في جميع مناحي الحياة".

ويرى أن الحل يكمن في تضافر الجهود نحو تعزيز المصالحة من خلال إشراك الكل الفلسطيني وليس بين حماس وفتح فقط، والاستغناء عن الحكومة الحالية لأنها لا تمثل كل أطر وتوجهات الشعب الفلسطيني، بل هي من لون واحد فقط".

الشاب عاطف زقوت (23 عامًا) فقد الأمل في العثور على فرصة عمل لإعالة عائلته، فتضاءلت أحلامه، وزادت أوضاعه المعيشية صعوبة، كما يقول.

ويضيف لـ "فلسطين": "نقوم بتدبير أنفسنا وادارة حياتنا بصعوبة نتيجة الأوضاع الصعبة"، مشددا على أن الخروج من هذه الأزمة هو توحيد الجهود والمصالحة بين الفصائل.

وبحرقة على واقع الحال يتابع: "سئمنا من وعود وشعارات كاذبة، نريد حكومة مستقلة تنقذ الوضع الحالي".

تهاني برهوم (22 عاما) خريجة كلية إعلام تقول لصحيفة "فلسطين": "الوضع الاقتصادي العام أثر على كافة المستويات. لا مطالب لنا نوجهها للحكومة لأننا تجاوزنا مرحلة الذل وقد حان وقت الانفجار".

"اطمح لتحقيق ذاتي بوظيفة تعطيني وتكسبني احترام المجتمع ولكن لم استطع نتيجة هذه الظروف"، بذلك تحدث الشاب أدهم مكي 27 عاما، مضيفًا أن أمنيته من العثور على الوظيفة توفر له مصدر دخل لتلبية احتياجات حياته من مأكل ومسكن".

إمعانٌ في الهزيمة

"السلطة الفلسطينية ما هي إلا أداة تنفذُ أجندة الاحتلالِ"، بهذه الكلمات علق الشاب معتز عبد العاطي لـ "فلسطين" على لقاء مسئولي السلطة مع مسئولين إسرائيليين.

وأضاف: "هذه اللقاءات إمعانٌ في الذل والهزيمةِ، ولا جديد في ذلك، من نسّق أمنيًا مع الاحتلالِ وسلّم معلوماتٍ عن المقاومين في الضفة، وقطع رواتب الأسرى والشّهداء، وداهم بيوتَ الشّرفاءِ في الضفة، ليس غريبًا عليه".

"وتابع: "لقد تعوّدنا على مشاهدةِ هذه اللقاءات والأحضان بين ضباط أجهزة السلطة والاحتلال على المفترقات، وتلامس الرؤوس في القاعات، وتبادل الابتسامات عقب كل عملية لجيش الاحتلال يقتل فيها مقاومين، فالمعلومة فلسطينية والرصاصة إسرائيلية".

أما المواطنة زهراء أبو سرحان من مدينة بيت لحم فقالت لـ"فلسطين": "إن كل من يصافح يد الاحتلال لا يمثلني، هذه لقاءات لا تسمن ولا تغني من جوع، بندقيتنا هي من تحاور الاحتلال"، بينما عبر المواطن أحمد صبح من غزة عن رفضه القاطع لأي نوع من التنسيق الأمني مع الاحتلال.

والتنسيق الأمني هو أحد بنود اتفاق "أوسلو" الموقع بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي عام 1993، الذي ينص على تبادل المعلومات بين أجهزة أمن السلطة والاحتلال.