فلسطين أون لاين

​مستشفيات متسخة وحكومة متفرجة

شُيدت المستشفيات والمرافق الصحية في العالم أجمع لمعالجة المرضى وذوي الحاجة ووفرت فيها كافة مناحي السلامة الصحية والبيئية والإنسانية إلا في قطاع غزة، فلا يوجد للسلامة معنى فمستشفيات القطاع أصبحت مكان لجلب المرض والعدوى من أثر تجمع القاذورات ومخلفات المستشفى وانتشار الميكروبات.

تهديدات صحية خطيرة على المرضى وعلى العاملين داخل المرافق الصحية من الإدارة حتى عامل النظافة، في ظل تدهور الأوضاع في القطاع الصحي بسبب عدم صرف المستحقات المالية لموظفين شركات النظافة العاملين داخل المستشفيات للشهر الرابع على التوالي.

لم يفق قطاع غزة من أزماته المتتالية الواحدة تليها الأخرى منذُ اثنا عشر عام حتى وصلت أزماته إلى الأزمة البيئة في الأماكن الصحية، عمليات جراحية متوقفة باستثناء الخطيرة وهي بنفس الوقت غير آمنة، أقسام الاستقبال والطوارئ في المستشفيات شبيه بالمقفلة منذُ أن بدأ الإضراب الكامل لعمال النظافة عن عملهم في 10 من فبراير الجاري بسبب سياسة التهميش التي تتبعها السلطة الفلسطينية ضدهم.

أعداد العمال الذين يعملون داخل المستشفيات يصل نحو 800 عامل فهذا يعني أن عائلتهم أصبحت بلا معيل من بعد توقف راتبهم، العمال الذين لجؤا إلى هذا العمل الذي يعد من أصعب وأخطر المهن ولأنه بديل عنه، فما الذي يجبر خريج جامعة أن يعمل عامل نظافة إلا ضيق الحياة، فمنهم الذي ينام في المستشفى طيلة الفترة السابقة ليوفر أجرة الطريق، ومنهم من يأتي من مسافات بعيدة مشيًا على الأقدام خوفًا من أن يفقد عمله، هكذا حالهم فمن لهم غير الله.

أتى هذا الإضراب بشكل تدريجي بدأ من ساعتين حتى وصل إلى إضراب يوم كامل، سعى مدراء شركات النظافة إلى عدم الوصول إلى هذه اللحظة المساوية التي يمر بها القطاع الصحي، فمنذُ اللحظة الأولى التي قررت شركات النظافة بالإضراب أبلغت وكيل وزارة الصحة بغزة أنه سوف يتم الإضراب إن لم يتم صرف دفعات مالية للموظفين ولم يتلقوا استجابة إلى هذا اللحظة.

سياسة تتبعها السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة، عامل النظافة في مستشفى المقاصد بالقدس يتقاضى راتبا في الشهر بقيمة 5.400 شيكل، بينما يتقاضى عامل النظافة في مستشفيات القطاع في الشهر 780 شيكلا وهو لا يعينه على قضاء حاجاته الأساسية والمعيشية، ومع راتبهم المتدني امتنعت السلطة عن صرف رواتبهم.

لم تتوقف الكارثة عند هذه الدرجة فتزايد نفاد الأدوية ومستلزمات المرضى داخل المستشفيات أكثر فأكثر فنفد زيادة على 280 صنفا من الأدوية، ومنها أدوية تعتبر مهمة للغاية لمرضى السرطان والكلى، وغيرهم الكثير من هذا الأمراض التي إصابتها تشكل خطرًا على حياة الإنسان إن لم تعطَ الدواء بشكل يومي.