قائمة الموقع

​مصطفى المغربي.. طفل مقدسي شاهد على وحشية المستوطنين

2018-02-18T07:01:15+02:00
مصطفى المغربي

على سرير داخل غرفة المعيشة في منزل عائلته الصغير في حيّ باب السلسلة بالقدس العتيقة وبعينٍ شبه مفتوحة يلفها لون بنفسجي، وأنف مكسور وفم منفوخ، يرقد الطفل المقدسي مصطفى المغربي.

"لا أتذكر شيئًا".. كانت تلك الكلمات أول ما قاله بصوته المهزوز من الألم لصحيفة "فلسطين" حيث التقيناه هناك.

ويضيف: "كل ما أتذكره أن مجموعة مستوطنين بعد خروجهم من الأقصى حاولوا استفزاز ابن عمي وأنا، بعد ذلك استيقظت على سرير المشفى.. هذا كل شيء".

قد يكونون خمسة عشر مستوطنًا ربما أكثر بقليل أو أقل، لا يعلم مصطفى عدد المعتدين عليه بالضبط ولكن كل ما يعلمه أنه يعاني اليوم من فقدان جزئي للذاكرة وكسر بالأنف ورضوض في العين والفك العلوي، بحسب تقرير الأطباء الصادر من مستشفى هداسا عين كارم حيث خضع للعلاج مدة يوم وطُلب منه راحة في المنزل مدة 3 أيام.

هذا ليس الاعتداء الأول ولكنه الأوحش والأكثر قسوة، فمصطفى وُلد قبل (16 عامًا) وترعرع في حيّ السلسلة، الذي يمر منه المستوطنون بشكل يوميّ بعد انتهائهم من اقتحامات الأقصى ويشرعون باستفزاز كل من حولهم، كان هذا سببًا كفيلًا بتعرض مصطفى وأقربائه وأصدقائه للاعتداء من قبل المستوطنين ولكن "ما صار متل هيك من قبل"، حسب مصطفى.

ويصف إبراهيم المغربي حالة نجله: "منذ مغادرته المشفى وحتى وصوله للمنزل بقي صامتًا لم يتكلم، يتحسس عينه وأنفه بين الحين والآخر ولا يسأل شيئًا".

ويضيف الوالد: "عنده دخول مصطفى حيّ السلسلة ارتعش جسده للحظة ودخل إلى المنزل واستلقى على السرير وبقي على هذا الحال حتى اليوم".

"على عكس ما كان قبل الاعتداء، اليوم لا أحد يشعر بوجود مصطفى في البيت إلا إذا نظر إلى السرير، فهو صامت جدًا وينام كثيرًا ولم يعد يحب الطعام كما في السابق أو ربما لا يستطيع تناوله ولكنه لا يبوح بشعوره.. لا أعلم"، بصوت حزين خافت علقت والدة مصطفى.

أما شادي، ابن عم مصطفى، يعرب عن استغرابه الشديد من إطلاق سراح المستوطنين المعتدين على مصطفى بحجة أنهم "مختلون عقلياً"، مفترضًا أنه لو أن مصطفى الذي اعتدى على مستوطن لحُكم عليه بالسجن لعدة أشهر وربما سنين أو ربما ارتقى حينها شهيدًا بزعم نيته تنفيذ عملية".

أسامة الحلحولي وحمودة عوض شابان ذنبهما أنهما حاولا تقديم الإسعافات الأولية لمصطفى لحظة إصابته فعاقبهما الاحتلال بالاعتقال ووجه لهما تهمة "تعطيل عمل رجال الشرطة والاعتداء عليهم!".

ويعلق شادي بغضب على تلك الحادثة بالقول: "والله حكومتهم المختلة عقليًا".

ويتابع: "يحاكموننا على النّية ولا يحاكمونهم (المستوطنين) على أفعال عليها شهود".

والد مصطفى شدد على أن حق ابنه لن يضيع وسيلاحق المستوطنين بالمحاكم حتى الرمق الأخير وقد وَكَلَ لأجل ذلك محامييْن "وإن احتاج الأمر أزيدهم، هناك أكثر من 200 كاميرا مراقبة على طول الحيّ، من حقي أن أرى جميع المشاهد للحدث ومن حق مصطفى أن ينال المعتدي عليه عقابه".

ويبقى حال مصطفى الصحيّ معلوم وعلاجه متوافر، ولكن الحالة النّفسية التي يَعيشها اليوم لا يُعلم متى تنتهي ولا كيف يكون علاجها... لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل"، كانت الجملة الثانية والأخيرة التي علقت بها والدة مصطفى.

وتمثل حالة الطفل المقدسي مصطفى إبراهيم المغربي اليوم واحدة من أبشع صور اعتداءات المستوطنين على أطفال القدس، وقد تكون الأكثر وحشية منذ حريق الطفل محمد أبو خضير قبل سنوات، ولكنها بالتأكيد ليست الحالة الوحيدة.

اخبار ذات صلة