فلسطين أون لاين

عار "نتنياهو"

يتلقف الجمهور الفلسطيني خبر اتهام الشرطة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالفساد بشغف كبير، كون "نتنياهو" بقي فترة طويلة على كرسي الحكم مقارنة بزعماء الاحتلال السابقين، والفلسطيني يراقب ويقيم أداء حكومة الاحتلال بالنسبة لجمهورها، وسط الحسرة والألم لاعتبارات كثيرة.


التاريخ سيكتب عن "نتنياهو" بكل كلمات العار، فهو قد تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وهو كان مصرا على مواصلة احتلال شعب، ولا يلتفت للحق، ولم يعط الشعب الفلسطيني حقه بإقامة دولته.


سواء "نتنياهو" بقي أم رحل، فلن يقدم أو يؤخر شيئا بالنسبة للفلسطينيين، كون سياسة الاحتلال باتجاه الشعب الفلسطيني متفقا عليها، من مختلف الأحزاب والقوى في كيان الاحتلال، وما دام الفلسطيني ضعيفا فعليه أن يدفع ثمن ضعفه.


سيرحل "نتنياهو" لا شك في ذلك، ولكن برحيله لن يرحل الاحتلال، وستتبدل الوجوه، والطواقي، وسيبقى الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال ليلا نهارا، ولن ينقذه من الاحتلال سوى ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على برنامج وطني موحد، وإعلان الطلاق من "اوسلو"، وهو لن يحصل في القريب العاجل في ظل المعطيات الحالية السلبية.


عملية التسوية والمفاوضات، أفضت لإقامة دولة للمستوطنين، بدل دولة للفلسطينيين، و"نتنياهو" رسخ سياسة الخطوة خطوة، والضم الزاحف للضفة الغربية، واكبر دليل تصويت كنيست الاحتلال قبل يومين على قانون جامعة " مستوطنة "اريئيل" والذي يعني ضما زاحفا وبطيئا للمستوطنات، دون ضم مدن الضفة ذات الكثافة السكانية.


الاحتلال يريد الأرض الفلسطينية، ولا يريد الإنسان الفلسطيني، سوى أن يكونمجرد خادم وعامل في مصانعه، وشوارعه في دونية لا مثيل لها، مع أن الأصل أن يعمل الآخرون في الدولة الفلسطينية التي كان من المفترض ان تقوم خلال خمس سنوات من اتفاق "اوسلو".


فترة "نتنياهو" في الحكم اتصفت بالدهاء والمكر السياسي السيئ لما يخص الشعب الفلسطيني، وهو يرحل ومعه لعنات من قام بقتلهم من أطفال ونساء الشعب الفلسطيني من أهل غزة المسالمين والتي كانت جريمتهم أنهم طالبوا بحريتهم.


من أراد أن يكون رئيس حكومة الاحتلال المقبل، أقل ضررا من"نتنياهو" فهو واهم، ما دمنا في هذه الحالة المزرية، والحل الوحيد هو تراكم وزيادة قوة الشعب الفلسطيني المقاوم، اتجاه الاحتلال، فعلاقات القوى تقوم على من يضغط أكثر ويملك منها الأكثر، حتى يستطيع أن يواكب التحديات والقوى الأخرى، وعالم اليوم لا يعترف بالضعفاء ولا بأصحاب الحق، ما داموا لا يملكون قوة تجبر القوى الأخرى على الإقرار بحقها.


سيفرح الشعب الفلسطيني غدًا بما أوتي من قوة مقاومة تجبر الاحتلال على الانسحاب من الضفة الغربية، كما انسحب سابقا من غزة هاشم وجنوب لبنان، وحتى ذلك الوقت يجب استلهام الدروس والعبر من تجارب الشعوب التي قاومت المحتلين، ومن أخطاء ما سبق من تجارب للشعب الفلسطيني، وان لا نبقى أسرى لوهم التغييرات الإقليمية والعالمية، فما حك جلدك مثل ظفرك.