قائمة الموقع

​برامج الذكاء العقلي.. أطفالٌ مستفيدون وآخرون أنهكوا أهلهم ماليًا

2018-02-17T12:29:20+02:00

حرصت "نشوى خالد" على تعليم ابنتها "نور" في مركزٍ للذكاء العقلي لتنمية مهاراتها التعليمية ولتشجيعها على خوض تجربة جديدة تتمكن من خلالها من التعرف على عمليات حسابية معقدة، ولكن بعد وصول "نور" إلى المستوى الرابع، تأكدت والدتها من عدم وجود أي تقدم في مستواها، سواء في الناحية العملية التعليمية، أو حتى في العمليات الحسابية التي كانت الهدف الأساسي لإلحاقها بالمركز، ما دفعها لوقف اشتراك ابنتها بعد أن دفعت مبالغ مالية كبيرة من أجل تعليمها فيه.

النتيجة التي توصلت إليها هذه الأم، وصل إليها أهالي كُثر خاضوا التجربة مع أبنائهم، بينما أهالي آخرون لمسوا تحسنا واضحا في صغارهم..

غير جدية

كانت "نشوى" حريصة، قبل إلحاق ابنتها بالمركز، على تطوير الذكاء العقلي لديها خاصة لكونها متميزة في المدرسة، ولكنها اكتشفت بعد ذلك أن المركز الذي توجهت نحوه غير جدي، كما أن المُدرسات غير مؤهلات، ولا يملكن أسلوبًا جيدا في تحبيب الأطفال بهذه البرامج، ما جعل ابنتها تملُ بسرعة.

قالت لـ"فلسطين": "النظام المعتمد في بعض هذه المراكز سيئ جداً للأسف، فالأساتذة فيه يتعاملون مع الطالب كأنه في مدرسة، ويعتمدون على سرعته في أداء واجبات كثيرة في المنزل، وهو ما يجعل الطفل يشعر بأنه في مدرسة ثانية، ما يزيد ملله".

وأضافت: "هذا غير الأساليب التقليدية في التعليم وعدم وجود وسائل جديدة تجعل الطفل يحب هذا النوع من الأنشطة، وطالما شعر الطفل بالملل فلا يمكن إجباره على الاستمرار، لأن ذلك يعتمد على رغبته وقدرته على التركيز".

سوء معاملة

المعاناة ذاتها عاشتها "أم خالد سلامة" مع ابنها، فبعد أن وصل إلى المستوى التاسع في التعلم ترك المركز، ولم ترغب بتكرار التجربة مع باقي إخوته، وعن ذلك قالت لـ"فلسطين": "مع سوء معاملة المركز شعر ابني بالملل، ولم يكمل مستواه العاشر، وانتهى أثر ما تعلمه بانتهاء صلته بالمركز، كما أن المشاركة في حسابات الذكاء العقلي ذاتها لا تؤثر على التحصيل الدراسي إيجاباً أو سلباً، في الحقيقة لم يستفِد كثيراً، ولا أنوي تكرار التجربة ذاتها مرة أخرى مع أي من أبنائي".

نموذج مختلف

الحال يختلف عند "أشواق سعيد"، التي وجدت أن برنامج الذكاء العقلي زاد من قدرة ابنها على التركيز، وساعده في حل المسائل الحسابية بشكل أسرع، ولكنها لا تجزم بذلك، لكونها غير قادرة على تحديد إن كان السبب في ذلك هو قدرات طفلها الذهنية أو جودة المركز التابع للروضة التي يدرس فيها ابنها.

وقالت لـ"فلسطين" عن تجربتها مع المركز: "التجربة كانت جيدة نوعاً ما، لذا أرى أن هذه المراكز تساعد الطفل على تنمية قدراته العقلية بشكل كبير، كما أنها تنمي القدرات الحركية، وخاصة أصابع اليد لاستخدامها في العمليات الحسابية بشكل واضح".

وأضافت: "في البداية، لم أكن أرغب في تسجيل ابني في برنامج للذكاء العقلي، لكنني وجدت أن الروضة التي يدرس بها تستخدم هذا البرنامج، وعندما جربته وجدت أنه شكّل تطورًا ملحوظًا عند ابني وساعده على عملية الحفظ بشكل كبير".

تطوير القدرات

مسئول العلاقات العامة في شركة رواد الإبداع التربوي للخدمات التعليمية وبرنامج حساب الذكاء العقلي، حسام العجل، قال إن البرنامج التابع له حصل على وكالة حصرية من ماليزيا وهو يهدف إلى تطوير القدرات العقلية عند الأطفال، ويتكون من 11 مستوى، مدّة كل منها ثلاثة شهور، وهذه الفترة ممكن أن تزيد أو تنقص حسب قدرات الطفل.

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "يهدف برنامج الذكاء العقلي إلى تطوير القدرات أكثر من العمليات الحسابية، كما يساعد الطفل على التركيز والإدراك والملاحظة والتخيل وذلك من خلال اشارات معينة بأصابع اليد".

وتابع: التعليم في هذا البرنامج تفاعلي أكثر من نظام التلقين المُتبع في الكثير من المراكز أو في المدرسة"، لافتا إلى أن: "البرنامج يُدرس داخل الغرفة الصفية باللغة الإنجليزية، وهي لغة التواصل".

وقد تمكن شارك رواد، عبر برنامج الذكاء العقلي، في مسابقات دولية منها مسابقة في ماليزيا وسنغافورة عام 2010 وحصل على المرتبة الرابعة على مستوى العالم العربي، إضافة إلى مشاركته في عام 2012 في مسابقة أخرى وفوزه في المرتبة الأولى على مستوى العالم.

مراكز مهمة

المختص في طرق التدريس والمنهاج الدكتور داوود حلس، أكّد على أهمية وجود هذه المراكز لتنمية الذكاء لدى الأطفال، بشرط أن تكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وبالذات أقسام التعليم الخاص.

وقال لـ"فلسطين": "هذا النوع من الأنشطة غير الصفية يؤدي إلى تعزيز المهارات عند الأطفال، ولكن هل يعقل بأن تكون هذه المراكز خارجة عن إشراف وزارة التربية والتعليم؟، من أجل نجاح هذه المراكز لا بد من التنسيق مع الوزارة، التي بدورها يجب أن تطلع على الانشطة وتقيّمها حتى تكون مطابقة لما هو موجود في برامجنا التعليمية".

وأضاف: "كل ما يُقدّم من أجل تنمية التفكير، يفيد الطلاب لا شك، لكن عندما تكون تحت سيطرة وزارة التربية والتعليم وتحت رؤية الاختصاصيين من الكليات المختلفة يكون الدور أفضل".

اخبار ذات صلة