فلسطين أون لاين

​من الأطفال وإليهم.. دليلٌ سياحي بلغتي "بريل" و"الإشارة"

...
خانيونس- رنا الشرافي

أطلقت مجموعة تدريبية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا، دليلًا سياحيًا خاصًا بالأطفال، وذلك نتاج تدريب خضعوا له، ويهدف لتطوير المهارات الفردية عندهم، نفذه برنامج صفحات أثرية التابع لمركز بناة الغد في محافظة خانيونس.

مديرة المركز أمل خضير أطلعت "فلسطين" على تفاصيل ولادة هذا الدليل الذي يتناول المواقع الأثرية في قطاع غزة، التي زارها الأطفال، ثم جمعوا المعلومات عنها قبل زيارتها مرة أخرى وتصويرها من جديد.

عدّة طرق

وقالت خضير إن المعلومات الواردة في الدليل تمت صياغتها بأسلوب يحاكي سن الأطفال الذين قاموا بإعداده، كما أنه تم طباعته بعدة طرق، منها صياغته بأسلوب قصصي أدبي تاريخي ممزوجة بالخرائط والصور، والثانية عبر قرص مضغوط (CD) صوتي للمُعاقين بصريًا، والثالثة؛ بلغة (بريل) الخاصة بالمُعاقين بصريًا.

وأضافت أن المركز يخطط حاليا لمتابعة إنجاز دليله ليشمل كافة مناطق الضفة الغربية، لافتة إلى أن البداية ستكون من مدينة خليل الرحمن وقد تم الاتفاق مع إحدى المؤسسات هناك لتولي تنفيذ الفكرة.

وتابعت: "لن يثنينا الحصار عن الوصول إلى كافة أبناء شعبنا في أي مكان، وسننجز الدليل السياحي الكامل لكل فلسطين، وسنحافظ على موروثنا الثقافي والحضاري الذي تناقلته الأجيال الفلسطينية جيلا بعد جيل".

ووعدت خضير لإصدار نسخة مترجمة من الدليل مترجم بلغة الإشارة حتى تساعد الأطفال الصم على قراءة الدليل والاستفادة منه.

وأوضحت: "أيضا عملنا على إصدار اسطوانة مدمجة تتناول ما جاء في الدليل بالصوت والصورة حتى نصل لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع بما في ذلك غير المتعلمين".

وبحسب خضير، يهدف البرنامج إلى تدريب الأطفال على مفاهيم علمية متعلقة بالآثار والطريقة الصحيحة لاكتشافها والتعامل معها.

وبيّنت: "سعينا من خلال هذا الدليل إلى بناء نواة ثقافية عند الأطفال، وتأهيلهم حتى يكونوا مرشدين سياحيين، وفي سبيل ذلك دربناهم على كتابة الخبر الصحفي، وكيفية البحث عن الآثار، والتعامل معها، بالإضافة إلى تدريبهم على أخلاقيات مهنة المرشد السياحي وكيف يمكن التعامل مع الزوار".

وقالت: "الآثار هي موروث شعبي وتراثي لنا الحق في الحفاظ عليه وتوريثه من جيل إلى جيل، وما تم انجازه هو نواة لمجموعة من الأدلة اللاحقة التي نسعى من خلالها إلى تعريف الأطفال بآثارنا وتراثنا وماضي أجدادنا في بلادنا"، مؤكدة على أن إصدار هذا الدليل هو بمثابة تأكيد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وتراثه وآثاره التي تثبت وجوده في هذا المكان منذ الأزل.