فلسطين أون لاين

​​مستوى الخدمات الصحية في انحدار وأصبحنا أسرى التيار الكهربائي

توقف فحوصات مخبرية نهاية الشهر الجاري بغزة بسبب الحصار

...
غزة- جمال غيث

قال مدير عام الإدارة العامة للرعاية الأولية في وزارة الصحة، د. ماهر شامية، إن بعض الفحوصات المخبرية في مراكز الرعاية الأولية ستتوقف نهاية الشهر الجاري، بسبب نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، وانقطاع الكهرباء، وأزمة الوقود.

وأوضح شامية، في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن مستوى أداء الخدمة المقدمة في أقسام المختبرات وعيادات الأسنان وأجهزة التعقيم ومتابعة الأم ووحدات الكشف المبكر عن الأورام في مراكز الرعاية الأولية في انحدار، بسبب أزمة الكهرباء ونقص الوقود.

وأضاف: إن "المراكز الصحية التي يتوفر لديها بعض الوقود تعمل بنظام تقشفي جدًا، حيث لا يتم تشغيل المولدات الكهربائية إلا في حالة الضرورة"، مشيرًا إلى تضرر المراكز بشكل كامل جراء أزمة الكهرباء والوقود.

وبين أن 16 مركزًا صحيًا لا يوجد به قطرة وقود منذ نحو أسبوعين، وتعمل في حال توفر التيار الكهربائي (4 ساعات يوميًا) الواصل من شركة التوزيع"، واصفًا حال مراكز الرعاية الصحية بأنها أصبحت "أسيرة التيار الكهربائي".

ويبلغ عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة في قطاع غزة، بحسب شامية، 57 مركزًا صحيًا، يعمل منها 51 مركزًا، إلى جانب عددًا من المراكز المدمرة وأخرى تشغلها جهات أخرى، وفق شامية.

نقص الأدوية

وأكد مدير عام الإدارة العامة للرعاية الأولية، عدم توفر الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، وأدوية الصرع للأطفال وكبار السن، الأمر الذي يهدد حياتهم بالخطر، "ما يدفعنا إلى توجيه المرضى للعلاج في المركز الصحية التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لتوفير الأدوية الخاصة بهم، في حين يضطر المرضى من غير اللاجئين -المواطنين- لشراء الأدوية من الصيدليات الخارجية رغم ارتفاع تكلفته. وبين شامية أن مجموعة كبيرة من أصحاب الأمراض المزمنة توقفوا عن تناول الأدوية الخاصة بهم، بسبب عدم توافرها لدى الصحة، وعدم قدرتهم على شرائها نظرًا لارتفاع أسعارها، محذرًا من تدهور الأوضاع الصحية للمرضى في حال لم يتناولون الأدوية الخاصة بهم.

وأشار إلى أن وزارة الصحة تعاني من توقف فحوصات "PKU" مرض "فينيل كيتونيوريا" ما يعرف بمرض "البوال التخلفي" وعدم توافر الحليب الخاص بهم، مبينًا أنه في حال لم يتم إعطاء الأطفال المرضى بالحليب الخاص بهم سينجم عنه الإصابة بمرض تخلف عقلي يصاحبهم مدى الحياة.

"ويتم إجراء فحص "PKU" في الأسبوع الأول لولادة الطفل، عند الاشتباه بإصابته بالمرض، وفي حال تبين أنه يعاني من مرض "البوال التخلفي" يتم إمداده بالأدوية الخاصة لحمايته، بحسب شامة، "لكن للأسف لا يمكننا إجراء الفحص بسبب أزمة الكهرباء وفي حال تم الفحص واكتشف المرض لا يتوافر الدواء"، محذرًا من ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بالتخلف العقلي لعدم توفر الدواء الخاص بهم.

الكادر البشري

وذكر شامية، أن 40% من العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية هم من موظفي الحكومة بغزة، ولا يتقاضون رواتبهم، وعددًا كبيرًا منهم لا يمتلكون تكلفة المواصلات للوصول لأماكن أعمالهم.

وبين أن عدد العاملين في الإدارة العامة للرعاية الأولية 1600 موظف، منهم 40% من موظفي غزة، و60% يتقاضون رواتبهم من الوزارة في رام الله، ويعانون من مشكلات كبيرة جراء الخصومات المالية التي تعرضوا لها بسبب الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة في رام الله ضد قطاع غزة في أبريل/ نيسان الماضي.

وأشار إلى أن موظفي وزارة الصحة الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة في رام الله تعرضوا لخصومات كبيرة طالت رواتبهم ولديهم التزامات بنكية ويعانون من خوف دائم خشية إحالتهم للتقاعد الإجباري المبكر أو قطع رواتبهم خاصة بعد خفض رواتبهم بنسبة 30-40%.

واستقبلت مراكز الرعاية الصحية الأولية العام الماضي 2017، وفق شامية، نحو 2 مليون ومئتين وخمسين ألف زيارة لمرضى قطاع غزة، مؤكدًا انخفاض أعداد المراجعين منذ بداية العام الجاري بسبب الأزمات التي تمر بها وزارة الصحة ولجوء المرضى للبحث عن بدائل.

عمال النظافة

وفيما يتعلق بأزمة توقف عمال النظافة عن العمل في المستشفيات والمراكز الصحية، قال شامية: "نقوم بأنفسنا بتنظيف مراكز الرعاية الأولية لمواصلة العمل وعلاج أبناء القطاع وحمايتهم من انتشار الأمراض والأوبئة بين المرضى والمراجعين".

ولفت شامية إلى أن عددًا من أطباء الأسنان العاملين في مراكز الرعاية الأولية وفروا بعض أدوات التنظيف على نفقتهم الخاصة كي يواصلوا عملهم في تقديم الخدمة للمراجعين والمرضى.

وناشد مدير عام الإدارة العامة للرعاية الأولية، أصحاب القرار في الحكومة الفلسطينية ووزير الصحة د. جواد عواد، لتجنيب المرضى الخلافات والمناكفات السياسية، "فمن الجريمة إخضاع المستشفيات والمراكز الصحية للابتزاز السياسي".

وتعاني وزارة الصحة في غزة، من أزمات عدة أبرزها أزمة نقص الوقود والأدوية، وتوقف عمال النظافة عن العمل بسبب عدم تلقيهم رواتبهم منذ خمسة أشهر على التوالي، وعدم إدخال احتياجاتهم من الأجهزة والمعدات المستخدمة في العمل، وعدم توفير الموازنة التشغيلية من قبل الوزارة في رام الله.