فلسطين أون لاين

​تهديد العشائر.. أسلوب مخابراتي جديد لوأد المقاومة بالخليل

...
مواجهات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين بالخليل (أ ف ب)
الخليل - خاص "فلسطين"

تتوجّه سلطات الاحتلال وللمرة الأولى إلى مخاطبة عشائر وعائلات فلسطينية، مهددة بسلسلة إجراءات عقابية بحقّها تستهدف منع أبنائها وخصوصا فئة الفتية والشّبان من الاستمرار بأعمال المقاومة بأشكالها المختلفة، في محاولة منها لوأدها.

وكانت عائلة العلامة إحدى عائلات بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل جنوب الضفة المحتلة، تلقت خطاباً من جيش الاحتلال عبر اقتحام منازلها، وإلصاق بيانات تحمل بين ثناياها تهديدات للعائلة بجملة من العقوبات تستهدف الحدّ من نشاط أبنائها المقاومين للاحتلال.

ويقول الناشط في مجال توثيق انتهاكات الاحتلال في بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل محمد عوض لصحيفة "فلسطين"، إن جيش الاحتلال توجه لتهديد العائلات والعشائر ومساومتها للحدّ من تدخلات أبنائها في عمليات رشق مركبات المستوطنين وآليات جيش الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة أثناء مرورها على الشوارع الالتفافية القريبة من البلدة.

ويوضح عوض أنّ قوّة من جيش الاحتلال اقتحمت حيّا سكنيا تقطنه عائلة العلامي، ووزع جنود الاحتلال عليها بيانا صادرا عمّا يسمّى ضابط مخابرات الاحتلال في المنطقة، يحذّرهم فيه من نيته وجهاز المخابرات تنفيذ إجراءات عقابية بحقّ العائلة، بذريعة استمرار عمليات الرشق بالحجارة من جانب أبناء العائلة على مركبات الجيش وآليات المستوطنين.

ويلفت عوض، إلى أنّ جيش الاحتلال صادر مركبة لأحد أفراد هذه العائلة بشكل نهائي ودون عودة، مشيراً إلى أنها لا تشكّل مصدر رزق للعائلة، ولكن الأمر يأتي في إطار خطوات العقاب الجماعية الهادفة للحيلولة دون خروج عمليات إلقاء حجارة من البلدة الواقعة على الشارع الالتفافي المسمّى خط (60) الاستيطاني.

ويبيّن بأنّ هذه المرّة الأولى التي تخاطب فيها قوّات الاحتلال ومخابراتها العشائر والعائلات، لكنّ الأخطر من وجهة نظره مساومة الاحتلال العائلة بسحب تصاريح أفرادها ومنعهم من دخول الأراضي المحتلة عام (48) لتحصيل قوت أطفالهم، إضافة إلى تهديد من لا يحملون التصاريح بتغريمهم مبالغ مالية طائلة.

ويشير إلى أنّ سلطات الاحتلال حاولت عبر الأعوام الماضية سلوك العديد من الطرق الترهيبية للمواطنين في بلدة بيت أمر، لمنع شبّانها من الاستمرار بعمليات رشق مركبات المستوطنين بالحجارة، من بينها اعتقالات الأطفال والفتية، وسحب تصاريح عمل آبائهم، وتغريمهم مبالغ مالية كبيرة، وتكرار حصار البلدة، بإغلاق مداخلها والتضييق على سكّانها، لكنّ عمليات الرشق بالحجارة لم تتوقف على مركبات المستوطنين التي تمرّ على الشوارع الالتفافية، خاصّة وأنّ المستوطنين يمارسون عمليات انتهاك عديدة بحقّ السكان من عمليات استفزازية، وعمليات دهس متكررة، وسباب وشتائم بألفاظ نابية.

من جانبه، يرى منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضّفة الغربية يوسف أبو ماريا في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ سلطات الاحتلال تحاول استخدام أوراق ضغط على المواطنين للحيلولة دون التحاقهم بأنواع المقاومة المختلفة ضدّ أهداف جيش الاحتلال ومستوطنيه.

ويشير إلى أن هذه الإجراءات في غالب الأحيان تولّد ردّات فعل معاكسة لما يريده الاحتلال، وتتسبب في كثير من الأحيان بتصعيد العمليات ضدّه، ناقلا مشاهداته عن المواطنين وشبّان عائلة العلامة رفضهم لهذا الإجراء، وتأكيدهم على تشبّثهم بحقّهم في مقاومة الاحتلال وأهدافه.

وحول سبب اختيار البدء بعائلة علامة، يقول أبو ماريا إنّ العائلة قدّمت أكثر من (10) شهداء عبر الانتفاضات الماضية، ويعتقل الاحتلال عددا كبيرا من أبنائها في سجون الاحتلال، ويحاول الاحتلال البدء منها في قمع بقية عائلات البلدة، ومحاسبتها، واتّخاذ عائلة العلامة نموذجا لردع بقية العائلات، مؤكّدا في الوقت ذاته أنّ هذا الإجراء لن يؤتي أكله.