فلسطين أون لاين

​أعادت 247 إسرائيليًا منذ عام 2007

أجهزة أمن السلطة وكيل الاحتلال في حماية جنوده ومستوطنيه

...
أمن السلطة (أرشيف)
رام الله / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

لم يكن مشهد تسارع عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة لحماية جنديين إسرائيليين تعرضا للضرب المبرح على أيدي شبان فلسطينيين بعد دخولهما إلى مدينة جنين بـ"الخطأ" قبل بضعة أيام، إلا جزءا من مشهد عام تمارس فيه السلطة دور "كلب حراسة" لجنود ومستوطني الاحتلال "التائهين" بقصد أو بدون قصد.

وفي الوقت الذي تجد فيه أجهزة السلطة نفسها ملزمة بإعادة تسليم أي إسرائيلي يدخل إلى مناطق حكمها بالضفة والمصنفة (أ) ودون أي مقابل، فإن ذات الأجهزة تلتزم مقراتها وتغلق الأبواب على نفسها فور اقتحام جيب إسرائيلي واحد على الأقل لأي ركن في الضفة الغربية المحتلة بغية تنفيذ انتهاك جديد بحق الفلسطينيين العزل.

ويقدر عدد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعادتهم الأجهزة الأمنية للسلطة إلى الاحتلال الإسرائيلي بشكل آمن وسليم بعد دخولهم إلى الضفة منذ عام 2007 حتى لحظة إعداد هذا التقرير بـ 247 جنديا ومستوطنا، دون التحقيق معهم لمعرفة دواعي دخولهم وذلك رغم قيام بعضهم بانتهاكات أمنية و جنائية.

ويستعرض التقرير التالي الذي رصدته "فلسطين" أبرز تلك الحالات والتي توزعت على كافة محافظات الضفة الغربية دون استثناء، بينما سجل في قطاع غزة اختفاء آثار إسرائيليين بعد دخولهما إلى القطاع بصورة غير معلومة عقب عدوان صيف 2014 على غزة.

في 27 أغسطس/ آب 2007 ألقت الأجهزة الأمنية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية القبض على جندي إسرائيلي دخل المدينة متخفيًا بسيارته في مهمة استخبارية وسلمته بعد وقت قصير للاحتلال في مشهد نقلته عدد من وسائل الإعلام في حينها، وبعد ذلك بقرابة الشهر سلمت مستوطنًا تسلل لكنيسة المهد في بيت لحم جنوب الضفة.

وسلمت الأجهزة الأمنية في بيت لحم في نهاية العام 2017 ثلاثة جنود إسرائيليين من وحدة المستعربين كانوا يعتزمون تنفيذ عملية في محيط كنيسة المهد، وفي مطلع 2008 أعاد الأمن الوقائي مستوطنين اثنين دخلا إلى جنوب الضفة.

وفي منتصف شهر فبراير/شباط 2008 سلمت الأجهزة الأمنية في مدينة طولكرم ثلاث مستوطنات إسرائيليات بعدما دخلن إلى إحدى ضواحي المدينة، وفي أواخر 2009 أعادت خمسة مستوطنين تسللوا إلى مدينة أريحا.

ووفرت الأجهزة الأمنية في مارس/آذار 2012 الحماية لمستوطنين إسرائيليين دخلا إلى مدينة قلقيلية، وكذلك أعادت في ذات اليوم مجموعة من المستوطنين تسلَّلوا إلى بلدة دورا جنوب مدينة الخليل.

وأعادت الأجهزة الأمنية في مطلع عام 2011 مستوطنين اثنين، بعد أن تم توقيفهما إثر محاولتهما التسلل إلى مدينة نابلس شمال الضفة للوصول إلى قبر يوسف، وسلمت في 2012 أجهزة السلطة ثلاثة جنود إسرائيليين مسلحين دخلوا إلى وسط المدينة.

وفي تطور لافت، أعادت أجهزة الأمن التابعة للسلطة مساء 18 ديسمبر/ كانون الأول 2013 اثنين من المستوطنين بعد أن ضبطتهما يروجان كميات من المخدرات في مدينة قلقيلية.

كما سلمت الشرطة في سبتمبر/أيلول، 2015 أربعة من عناصر جيش الاحتلال دخلوا بلدة حلحول جنوب الضفة، وأيضا أمنت قوة أمنية تابعة للسلطة خروج ثلاثة جنود إسرائيليين من قرية عناتا قرب القدس المحتلة بسلام بعد أن ضلوا الطريق.

وكان لشرطة رام الله السبق في الوصول إلى أربعة جنود إسرائيليين من أفراد النخبة كانوا تسللوا لبلدة حلحول في الخليل وذلك في أكتوبر/ تشرين الأول 2016.

في مطلع العام المنصرم 2017 تدخلت قوة أمنية تابعة للسلطة لإنقاذ أربعة مستوطنين بعد احتجازهم من أهالي قرية قصرة جنوب نابلس، إثر مهاجمتهم للقرية الفلسطينية قادمين من البؤرة الاستيطانية "يايش كودش" .

وكانت الأجهزة الأمنية برام الله سلمت في 18 أكتوبر/تشرين الأول2017 مستوطنتين إسرائيليتين لشرطة الاحتلال؛ كانتا في طريقهما إلى مخيم الأمعري جنوبي غرب رام الله، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على استشهاد مواطنين في غزة.

وفي الثاني من الشهر الجاري أنقذت قوى الأمن التابعة للسلطة مستوطنا إسرائيليا دخل بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس المحتلة، من أيادي شبان فلسطينيين غاضبين تمكنوا من رصد سيارته وضربه بالحجارة قبل إضرام النار بالمركبة.

ومقابل ذلك، يتحدث الاحتلال منذ انتهاء عدوان 2014 عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي "ابرهام منغستو" والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا قطاع غزة بصورة غير معلومة بعد، دون أن تتكشف حتى اللحظة أي معلومة عن ظروف اختفائهم.

وفي مطلع أبريل/نيسان 2015 أعلنت كتائب القسام للمرة الأولى عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى عنهم، في حين أعلنت حكومة الاحتلال فقدان جثتي جنديين هما "شاؤول أرون"، و"هدار جولدن" خلال عدوان 2014 قبل أن تعود وتصنفهما مفقودين.

وأعلن الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة، وتحديدا في الأول من شهر أغسطس/آب 2014، عن فقدان الاتصال بالضابط هدار جولدن في مدينة رفح، جنوب القطاع، وحينها أعلنت كتائب القسام أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي كانت في المكان.