فلسطين أون لاين

​من أضخم المخططات اليهودية في القدس القديمة

"بيت هليبا – الجوهر".. جديد مخططات تهويد البراق

...
مستوطنون يؤدون طقوساً تلمودية بالأقصى (أرشيف)
القدس المحتلة - بيان راغب

يمتد حائط البراق على طول الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، واتخذ اسمه من حادثة الإسراء والمعراج، حيث ربط الرسول "صلى الله عليه وسلم" دابته التي نقلته من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى والتي تسمى "البراق" في هذا الحائط.

ومنذ الاحتلال الإسرائيلي لشرقي القدس عام 1967، يستهدف الاحتلال عبر أذرعه الاستيطانية المختلفة، المسجد الأقصى وحائط البراق عبر مشاريع تهويدية، واقتحامات يومية لتدنيس المسجد المبارك ومعالمه الدينية.

ولعل آخر المخططات الاستيطانية بحق الحائط، هو مخطط "بيت هليبا – بيت الجوهر" التهويديّ في "ساحة البراق"، والتي شرعت جمعيات استيطانية، أمس، بالبدء في بنائه.

تاريخ الصراع

وأكد المختص في تاريخ القدس أسامة مخيمر، أن حائط البراق معلم اسلامي خالص، كونه جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، فيما اتخذ اليهود "سردابا صغيرا كمكان للعبادة وأداء طقوسهم فيه (البراق) بعد مرسوم التسامح الصادر عن الوالي المصري على المنطقة إبراهيم باشا عام 1840، وسمح لهم بالمرور منه فقط دون الصلاة".

وذكر مخيمر لصحيفة "فلسطين" أن الصراع بين المسلمين واليهود استمر على هذا الممر حتى تاريخ 9 أغسطس/ آب من العام 1929 ثورة البراق، وارتقى خلالها 116 شهيدا وأصيب 232 فلسطينيا واعتقل 900 آخرين، صدر حكم الاعدام بحق 27 منهم، ونفذ بـ3 فقط.

وقال: "بعد ذلك تمخض عن الثورة تشكيل لجنة دولية للبحث في أحقية حائط البراق وكان التقرير النهائي الصادر عن اللجنة ينفي أي حق لليهود في البراق ويؤكد أحقية المسلمين كاملة فيه".

واستدرك: "رغم تقرير اللجنة الدولية إلا أن محاولات اليهود السيطرة على حائط البراق استمرت بشكل خفي حتى العام 1967 عندما هدمت جرافات الاحتلال حيي المغاربة والشرف وأقامت بدلاً منهما ساحة واسعة اتخذتها مكاناً لأداء الطقوس اليهودية".

وأضاف مخيمر: "رغم ذلك كله إلا أن الجهود الفلسطينية في ردع مخططات الاحتلال في حائط البراق لم تتوقف، فكانت هبة النفق عام 1996 وتلتها هبة مشابهة لرفض هدم تلة المغاربة الأثرية، وبعد ذلك شكل الضغط الفلسطيني والمواجهات المستمرة مع الاحتلال ازالة جسر شيده الاحتلال فوق تلة المغاربة واكتفى بالجسر الخشبي الحالي".

وأشار إلى احتجاجات فلسطينية ضد بناء الاحتلال مراحيض في "ساحة البراق" وهدم أثار اسلامية، إلا أن الاحتلال يجدد بين الحين والآخر انتهاكه للساحة، والتي كان آخرها التجهيز للمشروع الاستيطاني الجديد.

مشروع (بيت هليبا)

و يعرّف عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس، فخري أبو دياب، مشروع (بيت هليبا – الجوهر) بأنه مشروع تهويدي استيطاني جديد يقوم عليه صندوق ما تسمى "إرث المبكى"، وهي شركة تابعة لرئيس حكومة الاحتلال.

وذكر أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أن المشروع الاستيطاني الجديد سيقام على مساحة 1.4 دونم ولعدة طوابق، معتبرا هذا المشروع من أضخم "التجمعات اليهودية في القدس القديمة".

وأوضح أبو دياب أن الاحتلال وفق مخططه سيشرع بتشييد مبنى مكون من ثلاثة طوابق وسقف زجاجي، بمساحة اجمالية تبلغ من 1500 الى 1700 متر مربع، ويرتفع عن مستوى ساحة البراق 4.7 أمتار، على بعد نحو 200 متر غربي المسجد الأقصى.

ونوه إلى أن الطابق الأول يضم عدة غرف وقاعات، أهمها قاعة استقبال مفتوحة للزوار، وثلاثة فصول دراسية للطلبة اليهود وقاعة يطلق عليها اسم (الشوق)، وهي مخصصة للسياح، بالإضافة إلى قاعة كبار الزوار وهي مخصصة للشخصيات السياسية أو الدينية وغرف أخرى للكاميرات.

وسيشمل الطابق الثاني مكتبة واسعة، ومكاتب وكنسا توراتية، وغرفا خاصة بالأمن والحراسة، فيما سيكون هناك طابق سفلي تحت الأرض، وسيضم معرضا للآثار، فيما سيكون سقف المبنى زجاجي ومفتوح للسياح لمراقبة ساحة البراق والمسجد الأقصى.

مخاطر المشروع

ومن وجهة نظرة الاعلامي المختص في شؤون القدس محمود أبو العطا، فإن "الجديد اليوم هو شروع الاحتلال بالبناء والتأسيس لهذا المشروع والذي تمت المصادقة عليه قبل نحو 4 سنوات وتم تجميد بنائه عدة مرات؛ خشية الرد الفلسطيني".

وأرجع أبو العطا لصحيفة "فلسطين" عدة عوامل وراء تسريع الاحتلال في بناء مشروعه الاستيطاني، أولها: إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، اعتقال عشرات الشبان المقدسيين خلال الآونة الأخيرة وابعادهم عن المدينة، وحظر الحركة الاسلامية ومشاريع الرباط في الأقصى، وانشغال الأمة العربية والإسلامية في قضاياها الداخلية.

ونوه إلى أن مخاطر المشروع الجديد لا تقتصر على تهويد حائط البراق فحسب، بل ان المشروع الاستيطاني سيجعل البلدة القديمة بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص "ساحة مكشوفة" أمام قوات الاحتلال ومخابراته التي سيكون لها غرف مراقبة مزودة بأحدث التقنيات على سطح هذا المبنى.

وحذر أبو العطا من انتهاك إسرائيلي يصل خصوصية منازل المقدسيين في محيط حائط البراق وخاصة تلك المنازل الواقعة في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى.