فلسطين أون لاين

​مشاريع إنتاجية "تموت في مهدها" بسبب تحديات قانونية ومالية وتسويقية

...
غزة - رامي رمانة

كثير من المشاريع الإنتاجية "تموت في مهدها"، وتخيب آمال منفذيها، وتنفر آخرين من حذو تجارب مشابهة خشية تكرار الخطأ، لكن لماذا؟!

الاستشاري في تطوير الأعمال د. ياسر العالم يرى أن ثمة صعوبات وتحديات قانونية ومالية وتسويقية، تقطع حبل الإمداد عن حياة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ويبين أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في "الشق القانوني" تعامل عند حصولها على الترخيص والإجراءات القانونية كمعاملة المشاريع الكبيرة، وتتبع لقانون الشركات، قائلًا: "وهذا خطأ؛ فلابد أن يكون لها تعامل مختلف، أيضًا لا يوجد في قوانين السلطة الفلسطينية تعريف موحد للمشاريع الصغيرة، يترتب عليها امتيازات وقانون ينظم عمل المشاريع ويحميها".

ويضيف الاستشاري الحاصل على لقب أفضل مرشد للريادين في العالم في "الشق الاقتصادي": "ذلك مهم جدّاً في بقاء أو فشل المشروع الجديد، فالمشاريع ذات رأس المال القليل تواجه مشكلة مع الشركات ذات الرأس المال الكبير، وهذا يهدد نشاطها ويخرجها من السوق لتنتهي دون حماية أو تعويض".

ويبين في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن التحديات التي تواجه نجاح المشاريع الصغيرة (التسويق المحدود والمنافسة الشديدة مع الشركات الكبرى غير المراقبة) يترتب عليها منافسة غير مهنية تؤثر على المشروع الصغير.

وأوصى بتقديم تسهيلات مالية وقروض للمشاريع الصغيرة تسمح بمدة تسديد أطول، بنسب فائدة أقل، وأن تقدم جهة رسمية الاستشارات المالية أو القانونية طوال مدة تنفيذ المشروع لتصحيح العثرات وتعزيز النقاط الحسنة.

من جانبه يقول الناشط الإعلامي الاجتماعي محمد أبو القمبز: "إن المشاريع الصغيرة عمومًا تواجه تحديات كثيرة، تجعلها أكثر عرضة للفشل دون غيرها، منها عدم وجود سيولة مالية كافية، وضعف بناء فريق العمل، وعدم وجود رؤية إستراتيجية في حل الإشكالات، إضافة إلى غياب المرونة والتأقلم مع متغيرات السوق".

ويرى في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" ضرورة الاهتمام بالمشاريع الصغيرة ودعمها، استفادة من تجارب الدول الصاعدة التي يعتمد اقتصادها بالأساس على المشاريع الصغيرة، ذلك أنها تساهم مساهمة كبيرة في التخفيف من البطالة والفقر، وتعمل على الإنعاش الاقتصادي، يضيف: "إن ماليزيا 90% من اقتصادها قائم على المشاريع الصغيرة".

بدوره يؤكد المختص في الشأن الاقتصادي د. معين رجب أهمية المشروعات الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة، لما لها من مميزات؛ فهي لا تحتاج إلى تمويل كبير وخبرات ومهارات معقدة، ما يسهل لصغار المستثمرين والشباب الباحثين عن فرصة عمل اللجوء إلى هذه الأنشطة.

ويلفت إلى أن المشاريع الصغيرة لا توجد في الدول النامية وحسب، بل تعتمد عليها الدول المتقدمة وتعطي لها أهمية، لدورها في الارتقاء باقتصادها.

ويبين رجب أن الركيزة الأساسية لنجاح المشروع معرفة صاحب المشروع ما يريده، واطلاعه على أحوال السوق، وإعطاء الوقت الكافي، قائلًا: "فالمشروع ليس اختيار الفكرة، واشتراء الأدوات للتنفيذ فقط، بل يتطلب التحرك في كل الاتجاهات واستشارة أهل الخبرة".