فلسطين أون لاين

​تطبيقات لعلاج "إدمان" مواقع التواصل.. فهل تجدي؟

...
غزة - نسمة حمتو

الكثير من الأشخاص يقضون الوقت الأطول من يومهم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين متابعة مشاركات المستخدمين الآخرين، والإعجاب بالمنشورات أو التعليق عليها، والتعرف على أشخاص جدد، وقراءة مشاركات الأعضاء في المجموعات التي يتم الحديث فيها عن مشكلات شخصية، حتى أن البعض أصبح يهتم بهذه المواقع ومحتوياتها أكثر من اهتمامه بمشكلاته الشخصية وعلاقاته الاجتماعية، بعض التطبيقات الخاصة بالأجهزة الذكية مُخصصة لعلاج هذه المشكلة، فهي تنبّه المستخدم بين الحين والآخر للوقت الذي قضاه في استخدام جهازه وتصفح مواقع التواصل، وتذكره بالتوقف عن الاستخدام.. فهل هذه البرامج مجدية في علاج هذا النوع من الإدمان؟

بقرار داخلي

المتخصص بالإعلام الاجتماعي خالد صافي، قال لـ"فلسطين": إن الدراسات تشير إلى أن 40% من الفلسطينيين موجودون على هذه المنصات، وأن متوسط عدد الساعات التي يقضيها الفرد في استخدام المواقع التواصل هو أربع ساعات في اليوم.

وأضاف: "أسباب تصفح هذه المواقع متعددة، منها محاولة المستخدم للهروب من الواقع الأليم، أو رغبةً منه في التواصل مع الآخرين والتعرف عليهم، والمستخدم الفلسطيني تحديدا يقضي وقتًا طويلًا من أجل التواصل مع أهله وذويه في الخارج".

وتابع: "انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، واستخدامها لساعات طويلة في اليوم جعل بعض الناس غرباء في منازلهم، وأصبحوا منعزلين عن حياتهم الاجتماعية، وحتى إن اجتمعوا في المنزل فهم لا يجتمعون سوى على رابط واحد، وهو اتصال الإنترنت".

وأوضح صافي: "لذا، من الضروري أن نعيد البوصلة لأنفسنا فيما يتعلق باستخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي، فهي منصات للتواصل وليس للحياة، ومن أجل ذلك علينا تقليل عدد ساعات التواجد على الإنترنت"، مؤكدًا أن هذا القرار يجب أن ينبع من داخل المستخدم، وأن ينفذه بنفسه لا بالاعتماد على برامج تقنين الاستخدام.

وبيّن: "حتى لو وُجدت برامج خاصة لتنبيه المستخدم لعدد الساعات التي قضاها في استخدام الإنترنت، فهي لن تكون قادرة على علاج إدمانه، وبالتالي نحن بحاجة لوجود هدف يركز عليه الفرد".

ونبه صافي إلى أن الوقت المهدور على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب بإصابة البعض بمرض"FOMO" ، وهو مرض فعلي يدفع البعض للقلق والخوف على رأي المتابعين.

ونصح المستخدمين بتقنين عدد الساعات التي يقضوها في مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: "لا بد أن يكون دخول هذه المواقع للنشر فقط، وليس للمتابعة، مع محاولة التواجد على منصة واحدة فقط".