فلسطين أون لاين

أمن السلطة يختطف حلم المهندس "همام" بالتخرّج

...
صورة أرشيفية لهمام فتاش
نابلس - خاص "فلسطين"

انتظرت "أم محمد فتاش" بشوق وطول صبر، طوال 22 عاما، أن يناقش ابنها طالب الهندسة مشروع تخرجه وتفرح به كبقية أمهات الطلبة، إلا أنها تفاجأت بـ"اختطافه" لحظ الفرح والسعادة المنتظرة من قبل ملثمين، من أمام كلية الهندسة بجامعة النجاح، وانطلقوا به إلى مكان مجهول، كما تقول.

"ذهب طالب الهندسة همام، ليدفع آخر قسط عن مادة واحدة وتدريب، ويضع مع زملائه اللمسات الأخيرة على مناقشة مشروع التخرج يوم السبت الموافق 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، انتظرناه حتى المساء لم يرجع، كان هاتفه مغلقًا، سألنا فلم نجد جوابًا، ثم قيل لنا: ربما هو الذي خطفه ملثمون من أمام الجامعة، اتصلنا مع الشخصيات المستقلة ومؤسسات أخرى، وبعد ربع ساعة قيل لنا: هو عند المخابرات"، هذا ما ساقه لـ"فلسطين" والد المعتقل.

وأضاف الأسير المحرر عزيز فتاش، والد الطالب همام (22 عامًا) في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، أن ابنه ما زال معتقلًا دون أن تعرف عنه عائلته سبب اعتقاله، والذي سبق واعتقل عدة مرات أيضًا من قبل أجهزة أمن السلطة.

وسرد فتاش شيئًا عن آخر موقف مع ابنه همام، بقوله: "قبل أسبوع ذهب همام إلى محكمة سالم ليحضر محاكمة أخيه محمد الأسير لدى الاحتلال، انتظرناه بقلق واتصلنا به عشرات المرات لكن هاتفه كان دائمًا مقفلًا لأنه في قاعة المحكمة".

وأكمل: "مضت الساعات وعند الساعة الرابعة والنصف اتصل همام ليبشرنا بالإفراج عن محمد وطلب منا أن نحضر لأخذهما من جنين، وذهبنا إلى جنين وكلنا أمل أن ننجز المهمة خلال ساعتين لكن وصلنا عند العشاء، صلينا المغرب والعشاء جمع تأخير، وجلسنا ننتظر مكالمة من محمد عند خروجه من سجن مجدو".

"مضت ساعة وساعتان، احترنا هل سيُخرجونه من معبر سالم غرب جنين أم من معبر الجلمة شرقها؟ ترجح لدينا أن نذهب إلى سالم على بعد 11 كيلو متر شمال غرب جنين شمال الضفة الغربية"، هكذا قال.

وتابع: "وصلنا ووقفنا قبالة المعبر حتى الساعة العاشرة ليلًا، وطوال الوقت نحملق في ظلمة الشارع الضيق المتهالك الذي يخرج من معسكر سالم، هاجمني الملل وقلت لأخي ولهمام سوف نرجع إلى سلفيت، وإذا خرج محمد الليلة فليتدبر أمره، لكنهم قالوا لي: إن مع العسر يسرًا والصبر مفتاح الفرج".

وأردف فتاش: "فعلا بعد نصف ساعة رن هاتف همام، وإذا به محمد يقول: لقد أخرجونا من معبر الجلمة، قلنا له انتظرنا ربع ساعة وسنكون لديك، بعد دقائق رجعنا إلى جنين ثم دخلنا شارع معبر الجلمة وصرنا نبحث عن محمد على الرصيف المظلم حتى وجدناه مع شاب آخر مفرج عنه، أخذناهما ورجعنا إلى سلفيت، وبعد انتظار كبير قلت: همام دائما يأتي بالأخبار السارة، لكن اعتقاله الأخير بالأمس القريب فتح صفحة جديدة من القلق والانتظار على قارعة الوطن".

واختتم فتاش بالقول: "للعلم، يوم السبت 24 ديسمبر الجاري (أمس) موعد مناقشته لمشروع التخرج"، معربًا عن أمله أن يُفرج عنه قبل هذا الموعد، لكن الموعد أتى، وهمام ما زال في سجون أجهزة أمن السلطة.