فلسطين أون لاين

لماذا يزعج قرار 2334 (إسرائيل) ؟

...
صورة أرشيفية لمستوطنة "غوش عتصيون"
غزة - يحيى اليعقوبي

جاءت ردود الفعل الإسرائيلية حول تبني مجلس الأمن الدولي قرارًا لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غاضبة، حسب مختصيْن بالشأن الإسرائيلي، فما الذي أزعج (إسرائيل) من ذلك؟

المختصان في الشأن الإسرائيلي قالا في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين": إن (إسرائيل) تنزعج من قرار وقف الاستيطان؛ لأن المسألة يمكن أن تساهم في فضح سياستها على الأرض الفلسطينية، وتساهم بكشف شخصية كل من ينتمي إلى الفكر الصهيوني.

وأكدا أن (إسرائيل) تخشى من القرار لأن متابعة الملف يمكن أن يترتب عليه إجراءات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية كثيرة، كإقرار مقاطعة منتجات المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967م، وتوسيع تلك الحملات، وأن القرار جاءها في وقت كانت تبحث فيه عن شرعية للاستيطان، فيما يرى العالم أنه غير شرعي.

وأضافا أن ما يزعج دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضًا، أنه قرار صادر عن مجلس الأمن، مؤكدين أن أي قرار يتخذ من مجلس الأمن، يمكن أن يتحول إلى قرار نافذ.

وأقر مجلس الأمن الدولي مساء أول أمس، بأغلبية ساحقة مشروع قرار لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويؤكد القرار على عدم شرعية إنشاء (إسرائيل) للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967 بما فيها شرقي القدس، ويعتبر إنشاء المستوطنات انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين وإحلال التسوية.

غير مسبوق

الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطون شلحت يقول: "إن أبرز ردود الفعل الإسرائيلية هو الهجوم غير المسبوق على إدارة رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، والتعبير عن مخاوف من أن يلقي بظله على سياسة الإدارة الأمريكية المقبلة".

وأضاف شلحت لصحيفة "فلسطين": "إن الكثير من المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أنه يمكن التعويل على الإدارة المقبلة برئاسة دونالد ترامب بألا تضع القرار موضع التنفيذ".

وأشار إلى أن (إسرائيل) كانت لا تخشى من قرارات الأمم المتحدة طالما أنها أقرت من هيئات هامشية، موضحا أن أهمية القرار ليس فقط في اتخاذه وإنما فيما يتلوه من خطوات، وأكد أن تغيير سياسة الاحتلال بشأن الاستيطان يحتاج إلى ممارسة ضغوط حقيقية.

ويعتقد شلحت أن قرار وقف الاستيطان لن يؤثر على جوهر السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالاستيطان، لكنه سيؤثر على تكتيكاتها ومناوراتها كما خضعت في السابق حينما جمدت الاستيطان لمدة عشرة أشهر بالتصريحات وليس فعليا، بعد ضغوط من إدارة أوباما.

ليس مفاجئًا

من ناحيته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي جلال أبو رمانة أن قرار مجلس الأمن ليس مفاجئا، وأن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها قرارات من المجلس وهيئات الأمم المتحدة تدين الاستيطان.

وقال أبو رمانة لصحيفة "فلسطين": "إن المسألة تؤثر على (إسرائيل) من باب الانزعاج وليس بالتطبيق على الأرض، لأن القرار لا يندرج تحت الفصل السابع الملزم والذي يقوم باتخاذ إجراءات عقابية ضد الجهة التي لا تقوم بتنفيذ القرار"، مؤكدًا أن (إسرائيل) تتخوف من أن يتطور الأمر وتتجرأ بعض الجهات أكثر حتى تضر بمصالحها.

وذهب للإشارة إلى قرار مجلس الأمن الذي لم يستخدم فيه حق النقض (الفيتو) في قضية "مرج الزهور" وقامت حكومة الاحتلال حينها بإعادة المبعدين، مبينا أن شخصية اليهود زادت سوءًا في مجتمعاتهم بسبب انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

ويمكن أن يشجع القرار، والقول لأبو رمانة، حملات مقاطعة الاحتلال الدولية لتوسيع فعاليات مقاطعة منتجاته، التي استطاعت أن تصل إلى مؤسسات المجتمع المدني والشعبية متجاوزة المؤسسات الرسمية.

وحول عدم استخدام إدارة أوباما حق النقض (الفيتو)، أشار إلى أن الوفد الفلسطيني الذي خرج لأمريكا اشترط عليه المندوب الأمريكي أنه إن قام بتخفيض اللهجة فمن الممكن عدم استخدام الفيتو.

إلا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اعتبره خطرا وجوديا لأنه يريد أن يأخذ الشرعية للاستيطان وكل دول العالم تعتبره غير شرعي.