فلسطين أون لاين

نسبة النجاح في علاج سرطان الدم "اللوكيميا" من 90-95%

بعلوشة :تحضير "الكيماوي" داخل المستشفى.. وأكثر من 100 حالة سرطان في غزة شهريًّا

...
طلحة بعلوشة
غزة - جمال غيث

قال مسؤول صيدلية الدم والأورام في مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب طلحة بعلوشة: إن تحضير جرعات العلاج الكيماوي الخاصة بمرضى السرطان، أضحت تتم داخل أحد مختبرات المستشفى "إذا توافرت من رام الله"، مقدرا في الوقت ذاته إصابة من (100-120) حالة بالسرطان شهريا في قطاع غزة.

وأضاف بعلوشة في حوار مع صحيفة "فلسطين": لدينا في قسم الأورام بمستشفى الرنتيسي صيدلية وجهاز خاص يستخدم في تحضير جرعات العلاج الكيماوي، وجهاز آخر يحافظ على تعقيم الجرعات العلاجية بشكل آمن، ولا تتسبب في أضرار جانبية للمصابين بالسرطان.

وبين أنه يتم تحضير الجرعات وفق بروتوكول وآلية عمل تتعامل مع أدوية مصنعة من شركات عالمية تورد لغزة عبر وزارة الصحة في رام الله، لافتا إلى أن القسم يحضر يوميا ما يزيد عن 100 جرعة دوائية، فيما يستقبل يوميًا ما يزيد عن 50 طلبا لتحضير جرعة دوائية.

وأوضح أن آلية العلاج تتم أولا بتشخيص المريض ومن ثم تجرى بعض الفحوصات الطبية اللازمة له، وكتابة نموذج خاص لوزارة الصحة لتحضير العلاج الكيماوي، تتضمن كتابة بيانات المريض والتشخيص والتحليل والأدوية التي يتناولها قبل العلاج الكيماوي لتلافي الآثار الجانبية للعلاج ومن ثم يتم تدقيق البيانات والطلب من قبل الأطباء والصيادلة والممرضين لتجنب الخطأ، ومن ثم يتم تحضير العلاج.

وذكر أن نسبة الخطأ في تحضير جرعات العلاج الكيماوي، منعدمة، ولا سيما أنه يتم فحص الجرعة العلاجية بشكل دقيق ومن ثم إرسالها للطبيب المختص لتزويدها بالمريض.

وأكد بعلوشة أن المستشفى حقق نجاحات عالمية في علاج سرطان الدم (اللوكيميا) عند الأطفال، مبينًا أن نسبة النجاح وصلت من "90 إلى 95%".

حالات شهرية

وقدّر مسؤول صيدلية الدم والأورام في مستشفى الرنتيسي، عدد الحالات التي تصاب بسرطان الدم والأورام في قطاع غزة، من 100 - 120 حالة شهريا، مؤكدا أنه يتم اكتشاف المرضى من خلال إجراء بعض الفحوصات المخبرية أو من خلال ظهور بعض الأعراض.

ويعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعًا لدى النساء في قطاع غزة، بحسب بعلوشة، الذي بين أن سرطان القولون لدي الرجال يحتل المرتبة الأولى، وأن هناك تصاعدا في أعداد المرضى المصابين بسرطان القولون، مضيفًا: "إن سرطان القولون أصبح مقاربا لسرطان الثدي".

وبين أن (40-45%) من الحالات المصابة بالسرطان يتم اكتشافها في مراحل متقدمة من المرض، وأن 54% من مجموع مرضى القطاع من السيدات، لافتًا إلى أن من 8 إلى 10 % من بين المرضى هم من السيدات والأطفال.

وأشار بعلوشة إلى أن سرطان الدم (اللوكيميا) يحتل المرتبة الأولى عند الأطفال، لكن: "الحالات المرضية قابلة للشفاء بنسبة تفوق الـ90% في حال توفر الدواء اللازم وخضع المرضى للبروتوكولات العلاجية بشكل متواصل دون تقطع ودون تأخر في تناول العلاج".

ولفت إلى أن مرضى السرطان في قطاع غزة، عانوا خلال أبريل/ نيسان العام الماضي، كثيرا؛ بسبب التأخر في توريد الأدوية من مستودعات وزارة الصحة في رام الله لغزة، ولعدم تقدم البروتوكولات العلاجية المناسبة للمرضى ما عرض حياتهم للخطر ودفعنا لإجراء تحويلات علاجية للخارج.

وأكد أن توفير الدواء في غزة يخفض تكلفة فاتورة العلاج بالخارج، مشددًا على ضرورة وضع خطة استراتيجية وبدائل لتوفير الدواء بشكل مستمر للقطاع؛ لأن ما نسبته 40% من المرضى يتم تحويلهم للعلاج في الخارج بعد السماح لهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

الفرصة الذهبية

وأكد بعلوشة أن التأخر في تناول الجرعات العلاجية يعرض حياة المرضى للخطر ويؤدي لانتشار المرض في أجسادهم، مضيفًا: "يعيق الاحتلال تحقيق الفرص الذهبية لعلاج المرضى من خلال وضعهم ضمن الفحص الأمني الذي يستمر لأشهر، ما يعرضهم للخطر".

ودلل على ذلك بوفاة 13 مريضا مصابا بالسرطان العام الماضي جراء المماطلة الإسرائيلية وتأخرهم في الوصول إلى مستشفياتهم لتلقي العلاج اللازم في الأراضي المحتلة.

وأكد أن قرار سلطات الاحتلال بمنع المرضى ممن ينتمي أفراد عائلتهم لتنظيم فلسطيني، من السفر سيعرض العشرات منهم للخطر والوفاة، داعيًا لتوفير كافة الأدوية التي يحتاجها مرضى القطاع.

وتابع: "نضطر إلى تحويل بعض المرضى للعلاج في الخارج لعدم توفر الأدوية بغزة، والتي لا يتجاوز قيمته 50 شيكلًا"، داعيًا وزارة الصحة وكافة المعنيين لتوفير أدوية السرطان بشكل دوري لمرضى القطاع مع الأخذ بعين الاعتبار الزيادة في أعداد المصابين.

وأكد المسؤول الحكومي أنه يتم التجهيز حاليا لمركز علاج أورام الأطفال داخل مستشفى الرنتيسي، بدعم مقدم من جمعية إغاثة أطفال فلسطين PCRF، مشيرًا إلى أنه بدأ العمل بالمشروع منذ عامين متوقعا أن يتم انتهاء العمل به في نيسان/ إبريل القادم.

وأكمل: "نحن في المرحلة الأخيرة من انتهاء المشروع الذي يتضمن تأثيث المركز وتوريد الأجهزة المناسبة"، لافتًا إلى أنه تم وضع خطط لتوريد كافة الأدوية وجميع الفحوصات والتشخيصات التي يتم تحويل المرضى عليها لتكون متوفرة داخل المركز".

التشخيص والعلاج

وبشأن الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الأورام في قطاع غزة، ذكر بعلوشة أن تشخيص العلاج الكيماوي هما المتوفران، مشيرًا إلى أن خدمة المسح الذري والعلاج الإشعاعي غير متوفر في القطاع، "الأمر الذي يدفعنا إلى تحويل المرضى للخارج لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل".

ويجب أن يخضع المريض بعد جلسة العلاج الكيماوي، للمسح الذري للخلايا السرطانية النشطة بواسطة التصوير المقطعي غير متوفرة في القطاع أيضا، للتعرف عليها ويتم العمل من أجل القضاء عليها، وفق بعلوشة.

ومن أبرز مسببات الاصابة بمرض السرطان في قطاع غزة، بحسب بعلوشة، التبغ أو الدخان وهو المسبب الرئيس للإصابة بسرطان الرئة، وحالات الوفاة حول العالم، والنظام الغذائي السيئ، واستخدام المبيدات الحشرية في رش المحاصيل الزراعية وتلوت التربة جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، والمواد الحافظة والأصباغ المستخدمة في حفظ وتصنيع الأطعمة، والتعرض للكربون الناجم عن الفحم المستخدم في شواء اللحوم.

ودعا مسؤول صيدلية الدم والأورام في مستشفى الرنتيسي لتجنب المسببات الرئيسة للسرطان، وإقامة حملات لتوعية المواطنين من مخاطرها وأضرارها وطرق الوقاية من مرض السرطان.

وينتشر مركزان حكوميان لعلاج مرضى الأورام في قطاع غزة وهما مركز الأورام في مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بمدينة غزة، ويتعامل مع 70% من المرضى، ومستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس ويستقبل المرضى من جنوب القطاع.