فلسطين أون لاين

​نظمه مركز رؤية للدراسات والأبحاث في غزة

مؤتمر علمي يوصي بتغليب المصلحة الوطنية وإنهاء الانقسام

...
غزة- نسمة حمتو

أوصى مؤتمر علمي نظمه مركز رؤية للدراسات والأبحاث في مدينة غزة، السبت 24-12-2016، تحت عنوان "المخططات الإسرائيلية لتقسيم الوطن العربي"، بضرورة تغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة حزبية، وإنهاء حالة الانقسام كخطوة أولى على طريق إعادة المركزية للقضية الفلسطينية.

وأكد المشاركون في المؤتمر، أن ما يدور في محيطنا العربي من صراعات ليس في صالح القضية الفلسطينية، ما يتطلب موقفًا حازمًا وقرارًا فعليًا وطنيًا وتاريخيًا بإنهاء الانقسام.

وطالبوا بالتزام موقف الحياد في أي صراعات في البلاد الأخرى حتى لا تتفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في هذه البلاد وأن يتعلموا من التجارب السابقة، مؤكدين أن معاناة فلسطينيي سوريا وأبعادها الإنسانية والسياسية تستحق أن تكون في سلم أولويات اهتمام القيادة الفلسطينية.

وشددوا على ضرورة التحرك العاجل من أجل حل مشكلة الفلسطينيين اللاجئين المهجرين إلى الدول الأخرى وخاصة الأردن ولبنان.

الجرح النازف

رئيس مركز رؤية للأبحاث والدراسات، مصطفى زقوت، قال: "نقف اليوم في هذا المؤتمر العلمي وجرح العروبة النازف يزداد نزفا في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر، حيث تزهق الأرواح وتدمر المدن وأصبح ابن العروبة بين لاجئ ومشرد وجريح وقتيل".

وأضاف: "هذا كله ليس بقذائف الاحتلال وصواريخه بل بيد عربية تنفيذًا لمخططات إسرائيلية في خلق أعداء جديدة"، مؤكدًا أن الدول العربية تواجه العديد من المخاطر والتحديات أهمها خطر تفكك الدولة الوطنية بعد نشأتها تنفيذًا لاتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا عام 1916.

وتابع: "من المعروف أن هذه الاتفاقية قسمت الوطن العربي إلى دول وكيانات ومناطق نفوذ حسب المصالح البريطانية والفرنسية، وكان أهمها زرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية واليوم العدو الصهيوني يضع خططًا جديدة لتقسيم الوطن العربي ليضمن تحقيق مصالحه".

من جانبه تطرق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. إبراهيم أبراش، في كلمته التي تتحدث عن المؤامرات السياسية، إلى ما يدور في سوريا وأنه ليس ببعيد عن الفوضى الخلاقة التي بشرت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس عام 2004.

وقال: "هذا المخطط يسعى إلى التفكيك وإعادة البناء من قبل الولايات المتحدة و(إسرائيل)، فالمستفيد من وراء ذلك هو (إسرائيل) التي تعيش عصرا ذهبيا، كما حدث في العراق بحجة الإرهاب"، مبينًا أن نجاح التقسيم الجغرافي يحتاج إلى تهيئة السكان وخلق النعرات الطائفية والمذهبية لخلق التقسيم البشري، كما حدث في سوريا والعراق.

وتحدث رئيس المؤتمر العلمي الثاني، د. خالد صافي، في ورقة بعنوان "قراءة نقدية في انعكاس سايكس بيكو"، عن المخططات في تقسيم الوطن العربي لمنع قيام دولة عربية تربط الشرق بالغرب ومحاولة خلق جسم غريب بين مصر وسوريا.

مخططات التقسيم

من ناحيته قال الباحث رائد حسنين في ورقته والتي حملت عنوان "مخططات التقسيم الصهيونية للمنطقة": إن "تاريخ المخططات الصهيونية لتقسيم العالم العربي يعود إلى ما قبل قيام (إسرائيل) وكانت أولها مشروع جابوتنسكي عام 1937 والتي تهدف إلى قيام (إسرائيل) الكبرى يحيطها دويلات مقسمة مذهبيا وطائفيا وعرقيا".

وأشار إلى أنه من ضمن مخططات التقسيم مشروع بن غريون عام 1954 الرامي لتقسيم لبنان إلى مجموعات، لافتًا إلى أن وثيقة أوديد يانون كذلك سعت إلى تقويض الدول العربية وإثارة الحروب والنزاعات بين الدول العربي، وتدمير البنى الاساسية للدول وتأكيد الهوية الشرق أوسطية على الهوية العربية، وإقامة دولة يهودية نقية في المطقة واعتبرت لبنان منصة القفز على سوريا.

من ناحيته؛ أشار الباحث عاهد فروانة في ورقة بعنوان "رؤية الأمن القومي الإسرائيلي حول سوريا وأهم ما جاء به"، إلى حماية الدولة من المخاطر الداخلية والخارجية، لافتًا إلى أنه أمام (إسرائيل) الكثير من التحديات التي تعمل على التخفيف منها.

وأوضح أن قضية الأمن القومي هي ظاهرة مركبة، تتكون من القوى العسكرية وتعزيز الهجرة اليهودية وتخفيف الهجرة المعاكسة وتقوية القاعدة الاقتصادية والحراك الدبلوماسي لتلبية متطلبات الأمن وتوفير المعلومات الأمنية عن الدول العربية.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية تتحدث عن التوسع في الأراضي الفلسطينية وسوريا والجولان، وبقوتها العسكرية تبعث رسائل لدول المنطقة أنها الأقوى وقادرة على شن الحروب، لافتًا إلى أن (إسرائيل) فوجئت بما يسمى بالربيع العربي وبرغم ذلك استثمرت هذا التغير خاصة في الدول المحيطة وأن هذه الدول ستكون منشغلة بأزماتها.