فلسطين أون لاين

هل تنجو الحياة الثقافية بغزة من إجراءات (أونروا) التقشفية؟

...
غزة- جمال غيث

حتى المراكز الثقافية وقع بعضها ضحية لتقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقطاع غزة، في وقت ألقى فيه القرار الأمريكي أخيرًا بتجميد 65 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لـ(أونروا) بظلاله على عمل الوكالة، التي لجأت إلى إغلاق مكتبتين لها في قطاع غزة، بحجة نقص التمويل، والاستفادة من مخصصاتهما لمصلحة قطاعي التعليم والصحة، بحسب ما ذكر مراقبان.

ويتوقع المراقبان أن تجري (أونروا) تقليصًا على مزيد من خدماتها ومراكزها الثقافية المنتشرة في مختلف مناطق قطاع غزة، بسبب الأزمة المالية التي تشهدها، والإجراءات التقشفية التي تتخذها تبعًا لذلك.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر مطلع في (أونروا) لم تكشف هويته أن الوكالة قررت إغلاق مؤسستين تابعتين لها في قطاع غزة، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها.

وبحسب إفادة المصدر نفسه إن المؤسستين هما مكتبة مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال القطاع، ومكتبة البحرين العامة في رفح (جنوبًا)، اللتان أغلقتهما دون سابق إنذار.

ويأتي ذلك بعد أيام من إطلاق المفوض العام لـ(أونروا) بيير كرينبول حملة عالمية من القطاع، لدعم الوكالة، بعد تقليص واشنطن مساعداتها للمنظمة الدولية تقليصًا حادًّا.

وتذرعت الولايات المتحدة في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي برفض السلطة العودة إلى المفاوضات مع الكيان العبري، لتجميد قسم كبير من مساهمتها في ميزانية (أونروا)، لكن المراقبين يؤكدون أن الخطوة الأمريكية ترمي إلى تصفية الوكالة.

ويؤكد عضو دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير عبد الحميد حمد أن الخطوات الأمريكية بحق (أونروا) تؤثر سلبًا على برامجها.

ويدعو حمد في تصريحات لصحيفة "فلسطين" (أونروا) إلى عدم تقليص خدماتها وإعادة فتح المكتبتين، وتجنب إغلاق أي مؤسسة تخدم اللاجئين، لافتًا إلى وجود مخاطر محدقة على عمل الوكالة في مختلف مناطق عملياتها، هدفها طمس حق العودة، وتصفية قضية اللاجئين، وشطب قرار (194) الخاص بالعودة والتعويض.

ويطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بسد العجز المالي الذي يهدد عمل (أونروا)، بإصدار قرار باسم الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الصدد.

وترمي الإدارة الأمريكية من وراء تجميد مساعداتها المالية لـ(أونروا) _حسبما يؤكد حمد_ إلى تطبيق خطة ترامب لتسوية القضية الفلسطينية في إطار ما يعرف بـ"صفقة القرن"، وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

ابتزاز الفلسطينيين

من جهته يشدد المتخصص في شؤون اللاجئين حسام أحمد على أهمية المراكز الثقافية في حياة اللاجئين الفلسطينيين، مبينًا أن إغلاقها سيحرم شريحة كبيرة الاستفادة منها.

ويرى أحمد في تصريحات لصحيفة "فلسطين" أن إدارة (أونروا) تسعى إلى إعادة ترتيب أولوياتها في الإنفاق على مؤسساتها بمناطق عملها الخمس، في ظل العجز المالي الذي تتحدث عنه.

ويتوقع أن تتوسع (أونروا) في أنشطتها حال انتهاء الأزمة المالية، قائلًا: "الوكالة غير معنية بتقليص خدماتها في مناطق عملياتها، لأنها مكلفة بذلك من قبل الأمم المتحدة إلى حين عودة اللاجئين إلى قراهم وديارهم التي هجرهم منها الاحتلال الإسرائيلي سنة 1948م".

ويلفت أحمد إلى أن (أونروا) تقدم خدماتها على وفق الدعم المالي المقدم لها، مؤكدًا أن واشنطن تحاول ابتزاز الفلسطينيين بخطواتها ضد الوكالة.

ويختم بالتحذير من أن وكالة الغوث مستهدفة من قبل الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، لإنهاء قضية اللاجئين، وطمس حق العودة.