فلسطين أون لاين

​محلي بديل للسكر

غزيّة تنجح في زراعة "الاستيفا"

...
غزة - صفاء عاشور

بعد ثماني سنوات مرت خلالها تجربة زراعة "الاستيفا" بالكثير من المعيقات، نجحت المهندسة الزراعية منال صبح في زراعة هذا النبات بتقنية زراعة الأنسجة، وذلك في مختبرات وزارة الزراعة بمدينة غزة.

ونبات الاستيفا هو عشبة عطرية شديدة الحلاوة ذات خصائص تغذية مذهلة، كما أن لها طعما مميزا فيه القليل من المرارة، ولكن كلما كانت العشبة من النوع الجيد قلّت المرارة فيها، وطعمها الحلو يعود إلى طبيعتها التي تحتوي على جزئيات ومركبات سكرية، وحلاوتها لا تشبه حلاوة السكر العادي أو الاصطناعي ولكن يمكن للإنسان أن يعتاد عليها ويستخدمها بديلا للسكر.

فكرة زراعة "الاستيفا" راودت المهندسة صبح بعد زيارتها لجامعة قناة السويس في جمهورية مصر العربية عام 2010، ففيها رأت الاهتمام الكبير بزراعة هذه النبتة التي لها العديد من الفوائد الصحية، والتي تستخدم كبديل عن السكر ويمكنها تحلية الكثير من المشروبات.

وقال لـ"فلسطين": إنها أحضرت العشبة لإجراء تجارب لزراعتها في مختبرات الأنسجة في وزارة الزراعة، إلا أنها واجهت العديد من المشاكل، وعلى رأسها الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، بالإضافة لشن الاحتلال الإسرائيلي الحرب خلال 2014، التي استهدف خلالها المختبرات الخاصة بالوزارة.

وأضافت: "من شدة تصميمي على إنجاح هذه التجربة، كنت أذهب إلى مختبرات الوزارة خلال فترات الهدنة التي تخللت الحرب، للتأكد من عدم تأثر النباتات الموجودة فيها وتضررها، لذلك أخذت النبات وزرعته في بيئة خاصة للمحافظة عليه".

وتابعت: "بعد الحرب، هيّأت بيئات نمو جديدة للاستيفا، ومن ثم تجذيره وأقلمته، حيث كنت أوفر الكهرباء اللازمة لها من خلال الخلايا الشمسية التي وفّرتها الوزارة للمختبرات لاستكمال التجارب".

وأشارت إلى أن التجربة في المختبرات نجحت ومن ثم تم نقل الاستيفا لزراعتها في الأرض، وتم حصادها وحفظها في مكان به ظل لإتمام عملية التجفيف، لافتةً إلى أن أي عملية تجفيف للأعشاب يجب أن تتم في الظل لتحتفظ بكافة الخواص الطبية فيها.

وعن فوائد نبات الاستيفا، أوضحت صبح أنها كثيرة، إذ يُستعمل في التحلية، وكمهضم، ومشروب مقوي، وعلاج موضعي لشفاء الجروح، كما تتميز النبتة بأنها أحلى من السكر الخام بثلاثمائة مرة، وتعدّ علاجًا لمرضى السكري وضغط الدم المرتفع.

وبينت أن نبات الاستيفا يساعد على تخفيف الوزن، لكونه لا يحتوي على سكر، ولا على أي سعرات حرارية، كما أن تناوله يقلل الشهية لتناول الحلويات والأطعمة الدسمة، فإذا تناول الفرد ما يتراوح من 10-15 نقطة من محلول مركز أوراق الاستيفا قبل تناول الوجبة بحوالي ثلث ساعة، فإن ذلك كفيل بالقضاء على الشعور بالجوع، ذلك لأن هذا النبات يعمل على توازن مستويات السكر في الدم فيجعل تدفق الطاقة ثابتا، على عكس السكر العادي، الذي يؤدي تناوله الى ارتفاع مستوى السكر في الدم ثم يتلوه انخفاض في مستواه بعد، ثم شعور بالرغبة في تناول المزيد منه.

وأشارت إلى أنه يمكن استخدام أوراق نبات الاستيفيا في تحلية المشروبات الباردة والساخنة وأيضا المشروبات الغازية التي تعتمد على عصائر الفاكهة، إضافة الى استخدامها في صنع المربيات وصناعة البسكويت بأنواعه، وكذلك المياه الغازية التي اشتهرت مؤخرا بخلوها من السكر والسعرات الحرارية.

وقالت: "ثبت أن استخدام نسبة 50 % من محلى الاستيفيا كبديل للسكروز في تصنيع المربيات و البسكويت نال قبول المستهلكين".

وأرجعت هذه الفوائد لما يتميز به نبات الاستيفا من المحافظة على مواصفاته عند تعرضه لدرجة حرارة مرتفعة في عمليات الطهي وإعداد الأطعمة المختلفة، وكذلك فمواصفاته لا تتأثر مع تغير درجة حمضية أو قلوية الوسط المستخدم فيه، لهذا يصلح لإضافته الى جميع المشروبات المرطبة والعصائر والمياه الغازية، حيث لا تتأثر قوة تحليته بمرور الوقت ويتجاوز عمره عند التخزين عدة سنوات.