فلسطين أون لاين

الشهداء طعنة نجلاء في ظهر العملاء

الالتفاف الجماهيري حول المقاوم أحمد نصر جرار، واحتضانه من الشعب وهو يتملص من عيون العملاء، ومن بنادق المحتلين، هذا الالتفاف الجماهيري يؤكد ارتفاع أسهم المقاومة في الضفة الغربية، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني بقضه وقضيضه يقف خلف المقاومة، وأن الشعب الفلسطيني لا يحترم إلا المقاومين، وأن فلسطين لا تعشق إلا الرجال، وأن لا قيادة للشعب الفلسطيني إلا المقاومة، وأن لدى الشعب الفلسطيني طاقة لمقاومة المحتلين لا يجهلها إلا كل غير منتمٍ لهذا الوطن، ويتشكك بقدرات الشعب وجبروته، ويستنكف عن الانتماء للعمل المقاوم القادر على تغيير المعادلة السياسية البائسة.


لقد أكدت الأيام الماضية أن الشهيد أحمد نصر جرار لا يخص عائلة جرار، ولا هو ابن لمدينة جنين، ولا هو بطل للضفة الغربية المحتلة، لقد أكدت الأيام الماضية أن الشهيد أحمد هو ابن الشعب الفلسطيني كله، وأن الشهيد أحمد عزيز على قلب أبناء غزة المحاصرة بمقدار محبته في قلوب صبايا وشباب الضفة الغربية، وأن الشهيد أحمد نصر جرار الذي نسبته أمه إلى الشعب الفلسطيني كله، هو روح الوفاء والعطاء والانتماء لهذا الشعب، وأن الشهيد أحمد هو ابن كل شريف وحر ووطني فلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني رغم أنف التنسيق الأمني سيظل حاضنة للمقاومة، يوفر الوجود والبقاء للمقاومين، ويؤمن انتقالهم وتحركهم واختفاءهم عن عيون الأعداء رغم تزايد عدد المتعاونين والعملاء في الفترة الأخيرة، ورغم الإجراءات العقابية الانتقامية التي يمارسها المحتلون الصهاينة ضد كل من يمد يد العون للمقاومة، ولا سيما بعد انكشاف اسم المقاوم، وتحركه الحذر في شمال الضفة الغربية.


لقد هزت دماء الشهيد أحمد روح الشعب الفلسطيني كله، ونفضت شرايينه من الجلطات المعيقة للفعل، وأسقطت عن أغصان الكرامة الفلسطينية كل تلك الأوراق الجافة البائسة، التي حجبت الشمس عن براعم المقاومة، والتي ستنمو بكل عنفوان على بركة الدم الطاهر الذي سال من جسد الشهيد أحمد نصر جرار. ستنمو مقاومة تبشر بغد أفضل، وبأيام أكثر إشراقاً ومحبة ستعم ربوع فلسطين، فما أحلى الشهادة، وما أكرم هذا الشعب الذي يعانق شهيده أحمد بشكل لا يقل عن معانقة أحلامه وأمانيه وتطلعاته السياسية.


وستظل دماء الشهيد أحمد تصرخ في كل البراري والجبال، عليكم بالعملاء يا شعبي، نظفوا صفوفكم من العملاء، طاردوهم، انبذوهم، حاربوهم قبل أن تحاربوا الأعداء الصهاينة، نظفوا صفوفكم من العملاء قبل أن توجهوا حرابكم للأعداء، فلا وطن لكم مع وجود العملاء، ولا نجاح لمقاومتكم قبل أن تطهروا جبهتكم الداخلية من كل من يمد يد التعاون للمحتلين.